معاريف: صورة نصر
معاريف 27/11/2024، آفي اشكنازي: صورة نصر
يبحث رجال الاستخبارات دوما عن رموز صغيرة تشير الى اننا قبل حدث كبير او ذي مغزى. قبل يومين كانت هذه اكثر من 250 مقذوفا من حزب الله نحو إسرائيل. وأمس كانت هذه ليس اقل من 15 بلاغ لوسائل الاعلام أصدرها الناطق العسكري للمراسلين العسكريين في غضون اقل من 12 ساعة – من السابعة صباحا وحتى السابعة مساء تقريبا.
لقد سعى الجيش الإسرائيلي لان يعرض الرواية الإسرائيلية الواضحة في أن الجيش هاجم بشكل كثيف للغاية حزب الله، تركه مفككا، محطما ونازفا. اسرائيل بالتأكيد نجحت في أن تضرب غير قليل من قوة حزب الله: ضربة لثلاثين قرية في خط المواجهة الأول والثاني، تصفية قيادة حزب الله، طرد قدرات الذخيرة والنار، والقائمة طويلة وتتواصل حتى صور الجيش الإسرائيلي في وادي سلوكي وفي الليطاني امس. صحيح بقوات صغيرة، لكن حقيقة ان مقاتلي جولاني وشلداغ يتواجدون في المكان هي بالتأكيد صورة يريد الجيش الإسرائيلي أن يعرضها، بينما حزب الله ما كان ليضعها على المنصب في الصالون.
لقد استعد الجيش الإسرائيلي على مدى بضعة أسابيع لانهاء الحرب. سلاح الجو عرض مرة أخرى قدرة خيالية. برج إثر برج في بيروت سقط. انهار في غضون دقيقتين وكأنه برج من ورق.
لقد قرر الجيش الإسرائيلي ان تنفذ الغارات في مدن الشاطيء – من الناقورة، عبر النبطية الى صور وصيدا. نزع قدرات مستقبلية لحزب الله، التصعيب على إعادة بنائه واضعاف وسحق كرامته امام الجمهور اللبناني أيضا.
على مدى السنين كانت الطائفة الشيعية التيار المتدني في العالم الإسلامي، مع التشديد على الطائفة في لبنان التي اعتبرت متدنية للغاية. الثورة في ايران وإقامة منظمتي أمل وحزب الله في لبنان أحدثت ثورة، لم تؤثر فقط على علاقات القوى في لبنان بل وأيضا في ارجاء الشرق الأوسط.
ما فعلته إسرائيل في الشهرين والنصف الأخيرة من اللحظة التي بدأت فيها أجهزة البيجر لدى حزب الله تزمر وتنفجر وحتى الغارات في الضاحية وفي مدن لبنان – هو وضع بنية تحتية جديدة لبناء لبنان حرب. على إسرائيل الان أن تنقل الصولجان الى الأمريكيين والسعوديين. لهم مصلحة في تعزيز لبنان الحر القائم على أساس المسيحيين، الدروز والسُنة. لدول الخليج توجد مصالح في لبنان. فهي تتذكر بانه كانت للبنان منظومتها المالية. تتذكر الإمكانيات السياحية الكامنة للبنان، ومعنية باستعادة المجد.
الان، حين يكون حزب الله مضروبا، مهانا، نازفا وضعيفا – فان هذه هي البنية التحتية للترميم. الاتفاق الان هو ليس بين إسرائيل وحزب الله. بل مقدمة للفصل الثاني من اتفاق إبراهيم. أي خطوة عليا بين الولايات المتحدة، السعودية، دول الخليج، إسرائيل، ونعم، في الهوامش لبنان أيضا.
من هنا يمكن استخدام الخطوة كرافعة في اتجاهين – للاتفاق الأكبر للشرق الأوسط الجديد والتطبيع مع السعودية، او لمواصلة القتال حول حوادث محلية. في الوضع الصعب لحزب الله من الصعب الايمان بانه سيحاول الدخول الى مغامرة مع إسرائيل. مشكوك أن يكون له اسناد من ايران ومن الجمهور اللبناني.
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook