معاريف: زمن الزعامة بالتسامي
معاريف 4/8/2024، ميشكا بن ديفيد: زمن الزعامة بالتسامي
بعد نصف سنة، مع دخول الرئيس او الرئيسة الجديدين الى البيت الأبيض، ستحل انعطافة سيئة في مكانة إسرائيل. فالظهر شبه التلقائي، الذي يتضمن توريد سلاح وذخيرة على نطاق هائل وبالمجان؛ الاسناد السياسي الذي يتضمن منع قرارات ضدنا في مجلس الامن؛ الوقفة الأخلاقية الى جانبنا بشكل يؤثر على معظم زعماء أوروبا – كل هذه لن تكون بعد ذلك كما كانت. فالادارة الجديدة وزعماء أوروبا على حد سواء سيتأثرون اكثر فأكثر بالجمهور المناهض لإسرائيل في بلدانهم. إسرائيل مطالبة بان تصب اساسات لمبنى استراتيجي جديد طالما كان لا يزال يوجد الاسناد من إدارة بايدن. امامها خيار صعب بين خيارين متعارضين جوهريا – الوصول الى حسم عسكري إقليمي او الوصول الى سلام إقليمي.
بالامكانية الأولى تدعم حقيقة ان عدم قبول إسرائيل كدولة شرعية والاستعداد للقتال ضدها وابادتها هما أساسا صلبا في معتقد واستعداد قسم كبير من الفلسطينيين للعمل. إضافة الى ذلك حول إسرائيل تبلور طوق ذو قدرة عسكرية واستعداد للقتال ضدنا، وفي حزب الله، الحوثيون والميليشيات الشيعية في العراق وفي سوريا، فيما تقف خلفهم ايران التي تعلن عن تصميم لابادتنا وتبني قدرات لهذا الغرض.
ان القرار بازالة هذه التهديدات مشروع، لكن لاجل ان يكون ناجعا فان عليه أن يتضمن هجوما ضد مواقع النووي، اطلاق الصواريخ والنفط الإيرانية. استعداد لهجوم إيراني مضاد والاخذ بالحسبان لهجوم صاروخي واسع من حزب الله. الامر سيستوجب هجوما بريا هدفه دحر حزب الله وكسر قوته. هذا بالتوازي مع القتال ضد الحوثيين والميليشيات المؤيدة لإيران. يدور الحديث عن حرب قاسية وعليها أن تعتمد في ظل تحليل المخاطر، على اعداد الجبهة الداخلية، الدعم الأمريكي – ودون الانجرار اليها بسبب كارثة الحقها حزب الله، تصفيات مركزة وردود فعل اشكالية. على التصفيات ان تكون جزء من الاستراتيجية في هذا الصراع الشامل.
السلام مع مصر قائم منذ 45 سنة، ومع الأردن – 30 سنة. اتفاقات إبراهيم توجد منذ أربع سنوات وفي الخلفية توجد الصفقة السعودية. السلطة الفلسطينية متهالكة لكنها تبقى تحت مباديء السلام التي تبلورت في أوسلو قبل أكثر من 30 سنة، وقواتها المسلحة تقوم بالقليل الذي في قدرتها لمنع انتشار وتموضع منظمات الإرهاب. عرب إسرائيل اجتازوا هذه السنة اختبار هوية قاسيا، وباستثناء حالات قليلة من مظاهرات التأييد لحماس ومحاولات العمليات، فان غالبيتهم الساحقة اختارت الجانب الإسرائيلي والالاف منهم يعربون عن ذلك بشكل واضح في صفوف الجيش الإسرائيلي.
الخيار الذي يقوم على أساس هذه الحقائق هو وقف القتال في غزة، بما في ذلك الانسحاب، مقابل المخطوفين وفي اعقابه تسويات لتغيير حكم حماس واعمار القطاع الذي يشترط بتجريده من السلاح. وقف القتال الناشيء في الشمال سيجد تعبيره في اتفاقات جديدة مع حزب الله. الدخول الى “الصفقة السعودية” يستوجب خطوات أولية متدرجة ومشروطة نحو دولة فلسطينية.
الحكومة الحالية غير قادرة على اتخاذ قرارات بهذا الحجم. حكومة طواريء واسعة فقط يمكنها، في حالة الخيار الأول ان تقدر على نحو صحيح الخطر الذي في الدخول الى معركة عسكرية والاستعداد لها في ظل اسناد الشعب واسناد الولايات المتحدة. فقط حكومة طواريء واسعة بدون المتطرفين يمكنها أن تختار وقف القتال والانسحاب من غزة بدون “النصر المطلق” لكن باسناد الشعب ومع وعد القوى العظمى بتغيير الحكم والتجريد في غزة، ترميم السلطة والصفقة السعودية في الطريق الى تسوية إقليمية شاملة. هذا هو زمن زعماء الأحزاب للتسامي – والاتحاد.