ترجمات عبرية

معاريف: روليتا أمريكية

معاريف 31/10/2024، شلومو شمير: روليتا أمريكية

لا يمكن ومحظور الاستخفاف باللقاء – الحديث الذي اجري بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن، ولا سيما حين أصبحت طلات بلينكن الى المنطقة ولقاءاته في إسرائيل شبه عادة. لزيارات وزير الخارجية الأمريكي يوجد معنى سياسي. حتى وان لم يكن ملموسا على الفور. ما لم يأخذه بلينكن في الحسبان، بتقديري، في لقائه الأخير مع رئيس الوزراء هو أن نتنياهو يفكر ويصمم خطط المستقبل، لوضع يكون فيه برأيه، دونالد ترامب في البيت الأبيض. 

سلوك نتنياهو تجاه الرئيس الأمريكي، جو بايدن في الأشهر الأخيرة والذي تضمن ابداء الاستخفاف والاستهتار كان ولا يزال غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين الدولتين. ينبغي الاستماع باهتمام لمحللين قدامى في واشنطن ودبلوماسيين كبار في مركز الأمم المتحدة. في كل حديث معهم تُسمع مع تشديد خاص ملاحظات شجب لما يسمونه “موقف نتنياهو الاستهتاري تجاه الرئيس بايدن”. كما أن يهودا بارزين ومقدرين في الجالية في الولايات المتحدة يشتكون جدا من أن أيا من رؤساء الوزراء الذين تولوا المنصب في إسرائيل لم يتجرأوا على أن يتعاطوا، حسب وصف احدهم بـ “عدم اكتراث” كهذا تجاه الرئيس. 

رئيس منظمة يهودية مركزية أضاف في حديث يقول: رئيس الوزراء نتنياهو هو الوحيد من بين رؤساء الدول الغربية الذي يبقي على اتصال مع دونالد ترامب. 

مسموح لرئيس الوزراء نتنياهو ان يعطف على مرشح جمهوري للرئاسة ويأمل أن يتولى المنصب في البيت الأبيض رئيس جمهور، وهذا ليس مفاجئا أيضا. ما لا يعيه نتنياهو تماما، ولعله لا يريد ان يعيه، هو ان ترامب اليوم وترامب الكفيل بان يتولى منصب الرئيس ليسا الشخص ذاته الذي يعرفه ويتذكره نتنياهو. اذا كان نتنياهو مقتنعا بان ترامب الرئيس التالي يكون هو ذات “الصديق العظيم”، فهذا ليس فقط وهما واملا عابثا. هو رهان خطير وجسيم. “يبدو لي ان نتنياهو الذي هو رجل حكيم وذكي، لا يتابع وليس معنيا بشخصية مرشح منفلت العقال، عديم كل كوابح، مخيف ومهدد، مثلما يبدو دونالد ترامب حين يكون يتعزز ويتعاظم كل يوم”، قال رئيس منظمة يهودية. 

تقدير سائد في أوساط المحللين في واشنطن هو اذا ترامب سيفوز بالفعل في الانتخابات وينتخب كالرئيس التالي، في الأشهر الأولى من ولايته سيكون منشغلا ومركزا على أمر واحد: حملة عقاب ثأر وملاحقة ضد الخصوم، السياسيين والشخصيات العامة الذين هاجموه، سخروا منه وعرضوه كغير مناسب لمنصب الرئيس. “لديه قائمة سوداء، طويلة – طويلة، لرجال ونساء يعتزم التخلص منهم وتصفية مكانتهم”، قال محلل كبير في العاصمة الامريكية. “هو سيكون، كما وعد، دكتاتور ليوم واحد، وهذا اليوم سيستمر لاكثر من 24 ساعة”.

رئيس الوزراء نتنياهو يتجاهل التقديرات السائدة في أوساط المحللين والخبراء المطلعين في واشنطن وفي نيويورك. الرئيس ترامب لن يكون ذاك الذي يأمل به نتنياهو، يتوقعه ويؤمن بان يكون. وإسرائيل ستكون من الدول الأولى، بين أصدقاء الولايات المتحدة التي ستعاني من الولاية الثانية للرجل في البيت الأبيض.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى