معاريف: رئيس الأركان الجديد أساس الترميم للجيش الاسرائيلي

معاريف 2/2/2025، بن كسبيت: رئيس الأركان الجديد أساس الترميم للجيش الاسرائيلي
هذا لم يكن سهلا، واحيانا كان هذا حتى متوتر. كانت ضغوط، كانت حتى محافل اجنبية نبشت، “ميامي” حاولت قلب الجرة رأسا على عقب في اللحظة الأخيرة ومقاولو كبار أصوات في الليكود حفروا انفاقا الى مكتب وزير الدفاع، لكن في النهاية اتخذ القرار الصحيح: اللواء احتياط ايال زمير هو رئيس الأركان الـ 24 للجيش الاسرائيلي. الرجل المناسب في المكان المناسب في الزمان المناسب. اذا كان ثمة احد ما قادر على ان ينفذ الحرث العميق الذي يجب الان تنفيذه في الجيش الإسرائيلي فهو زمير.
التطورات التي أدت الى تعيين زمير تشبه جدا، تكاد تكون متماثلة لتلك التي أدت الى تعيين غابي اشكنازي رئيس للاركان الـ 19 قبل نحو 18 سنة. في الحالتين حصل هذا بعد حرب، في الحالتين اللواء الذي تم اختياره هو ذاك الذي خسر في معركة رئاسة الأركان في الجولة السابقة (اشكنازي خسر في صالح دان حلوتس، زمير خسر في صالح هرتسي هليفي)، في الحالتين المعين “مر” قبل ذلك في منصب مدير عام وزارة الدفاع.
التحدي والمهمة اللتان امام ايال زمير، كبيران على نحو خاص. قد يكونا غير مسبوقين. هذا اكبر مما كان يتعين على اشكنازي ان يفعله بعد حرب لبنان الثانية، وربما حتى مما كان ينبغي ان يفعله موتي غور بعد حرب يوم الغفران. المهمة هي ليس فقط ترميم الجيش، بناء مفهوم أمن جديد وتجديد بناء القوة وفقا لمبادئه. المهمة هي أيضا “تطهير” الجيش من التأثيرات الغريبة، تنظيفه من محافل مدنية اجتاحته من كل الاتجاهات وحمايته من التسييس. هذه مهمة سيكون من الصعب على زمير الإيفاء بها.
لماذا ايال زمير هو المرشح الأكثر مناسبة للمهمة الحالية؟ لانه مجرب، لانه مصنوع من الفولاذ، لانه خبير في الجيش البري، حيث ينصب أساس الترميم ولأنه رجل مدرعات. عندما تكون حاجة الى حرث عميق حقا ولاحد لا يجري حسابا لاعتبارات المظليين – جولاني، هناك تكون حاجة لجلب رجل مدرعات. الشعار في سلاح المدرعات هو “ما لا ينجح بالقوة ينجح بمزيد من القوة”. إذن هذا هو، ما نحتاج الان هو القوة. كما أن سلاح المدرعات اجرى في هذه الحرب عودة مبهرة واثبت بان مؤبنيه اخطأوا. كما ستكون حاجة أيضا الى الزيادة العاجلة لعدد الدبابات في الجيش بعد سنوات طويلة جدا من الانخفاض. إذ في النهاية لا تنتهي المعركة الى أن تأتي الدبابة.
ايال زمير، الذي كان السكرتير العسكري لرئيس الوزراء ومدير عام وزارة الدفاع، هو أيضا الأكثر اطلاعا من كل المرشحين على علاقات رئيس الأركان/الجيش مع المستوى السياسي: رئيس الوزراء، الكابنت، وزير الدفاع. هذا الاطلاع سيكون حرجا لنجاحه. يمكن الافتراض انه اتفق مع زمير على بضعة أمور هامة “للمستوى السياسي” قبل إقرار ترشيحه. ينبغي الافتراض بان هذه ليست مواضيع مبدئية جدا.
اقدر بانه اتفق معه على اجراء تغيير عميق في هيئة الأركان. ترفيع العميد ايتسيك كوهن (قائد المنطقة الجنوبية؟)، العميد رومان غوفمان، العميد دافيد زيني منصب تنفيذي مقنع (“ميامي”) وما شابه. من الصعب التصديق انه اتفق على تنحية رئيس شعبة الاستخبارات حديث العهد شلومي بندر. حتى لو كان ممكنا التقاط تعيينه، فهو ضابط مجرب، ذكي، بدأ منذ الان في حرث عميق في الشعبة. فبدء كل هذا مجددا لن يكون مسؤولا او صحيحا.
المرشحون لمنصب نائب رئيس الأركان هما اللواء تمير يداعي او اللواء اوري غولدن. توجد نية، ربما، لاعادة ينيف عاشور. إسرائيل كاتس قابل الأسبوع الماضي اللواء احتياط سامي ترجمان لمنصب مدير عام وزارة الدفاع. هنا أيضا، بشكل مفاجيء، يدور الحديث عن تعيين مطلوب وجدير.
لكن مع كل الاحترام للتعيينات، فان القصة الكبرى هي التجنيد. من يعتقد ان ايال زمير اتفق على شيء ما مع كاتس او نتنياهو في موضوع قانون التجنيد، نوصيه ان يعيد التفكير. زمير هو رجل ذو عمود فقري من الفولاذ. فهو ليس مغرورا، ولا معتدا بنفسه ونما لمناصبه المختلفة مع فهم للانضباط، المهنية والزعامة في وجه المرؤوسين والناس.
من يعرف زمير عن كثب لاربعين سنة خدمته العسكرية يروي انه ضابط نظيف من الخلطات وبريء من السياسة. ضابط ينظر لى الجيش لا كـ “وحدة خاصة” او منظومة خاصة بل كجهاز عظيم يحتاج اكثر من أي شيء آخر الى يد حديدية دقيقة على الدفة. ينبغي له ان يعيد الجيش الى المهنة العسكرية من البداية. من المعالجة اليومية الى المعالجة الأسبوعية (مفاهيم المدرعات) الى المهنية، الى (الطاقم، الحظيرة، السرية) الى التدريبات المرتبة، الى التقارير الصادقة، الى الاتصال بالناس. عليه أن يعيد الى المهنة العسكرية شرفها والحرص على الثقافة العسكرية الا تنزلق الى ثقافة معسكرات، خلطات او تلاعبات. زمير لن يقبل بالطلاء، لن يقبل بمشاكل المصداقية، لن يقبل باي شيء غير المئة بالمئة أداء والحد الأقصى من الجهد. عليه أن يعيد الى الجيش شرفه وان يعيد ثقة الجمهور به. عليه ان يحاول إقامة سور صيني بين الجيش والسياسيين وعليه أن يحرص على الكليات المختلفة الا تنبش بما يحصل، على ابعاد السياسيين والحرص على أن قضية مثل ادخال جابو ايرلخ الى لبنان لن تقع في الثقافة المهنية والتنفيذية للجيش.
كل هذه مهام عظمى على كاهل ضابط اجتاز اعدادا هاما وجذريا للمنصب. ولم يتحدث بعد عن مفهوم امن جديد، عن منع التعاظم، عن بناء مجدد للقوة البرية، ترميم سلاح المدرعات، حرث عميق في الاستخبارات وبالطبع: توسيع الصفوف وتجنيد الحريديم للجيش. ايال زمير سيكون رئيس الأركان الـ 24 للجيش الإسرائيلي، ودوره لن يكون اقل من تاريخي.