ترجمات عبرية

معاريف: خيارات غزة: حكم عسكري مؤقت او استمرار حكم حماس

معاريف 23/5/2024، حاييم رامون: خيارات غزة: حكم عسكري مؤقت او استمرار حكم حماس

في جلسة كتلة الليكود التي عقدت هذا الأسبوع عرض وزير الدفاع سيناريو كابوسي بموجبه اذا ما أقيم حكم عسكري في غزة فستكون هذه نهاية دولة إسرائيل أو قريب من هذا. ولما لم يكن لغالنت مبررات موضوعية لشرح معارضته للحكم العسكري والتي أصبحت منذ الان غير عقلانية، جاء بحجج عديمة الأساس. 

الحجة الأولى كانت هي ان “معنى الحكم العسكري في غزة هو حجم كبير من أربع فرق يتعين على الجيش أن يبقيها بشكل دائم”. فابادة القدرة العسكرية لحماس وتقويض حكمها المدني يستوجبان احتلالا كاملا للقطاع وإقامة حكم عسكري مؤقت. لقد قال رئيس الأركان الأمريكي، الجنرال تشارلز براون هذا الأسبوع انك لا تحتاج فقط حقا لان تدخل وتصفي الخصم الذي تقف امامه بل يتعين عليك أن تحوز المنطقة – وعندها ينبغي لك أن تثبت استقرارها”. وقال الجنرال ديفيد بتراوس اقوالا مشابهة حتى قبل الحرب. لكن من هما مقارنة بغالنت ورئيس الأركان؟ 

منسق الاعمال في المناطق، الجسم الخبير في هذا المجال، طرح فتوى تقول انه يكفي فرقة واحدة لوجود حكم عسكري في القطاع. لكن غالنت يخفي هذه الفتوى كي يتمكن من مواصلة رواية قصص خيالية للجمهور.

قدر غالنت بان “الاف الجنود سيدفعون الثمن بحياتهم على مدى السنين”. لكن ينبغي أن نتكذر بانه في الـ 56 سنة بين حرب الأيام الستة و 7 أكتوبر قتل في الضفة وفي غزة نحو 500 جندي، وذلك رغام الانتفاضة الأولى والثانية وحملات واسعة مثل السور الواقي والجرف الصامد.

ان إقامة حكم عسكري في كل أراضي القطاع ممكنة فقط بعد إبادة أساس قدرة حماس العسكرية، مما سيؤدي بوضوح الى هبوط دراماتيكي في عدد الجنود القتلى. فضلا عن ذلك ينبغي للحكم العسكري ان يكون مؤقتا فقط ولما كان غالنت يوافق على انه سيتعين على الجيش الإسرائيلي ان يبقي على السيطرة الأمنية في القطاع لسنوات طويلة، فلا توجد أسباب موضعية لمعارضته إقامة حكم عسكري مؤقت حتى تقويض حكم حماس. 

حجة أخرى لوزير الدفاع كانت: “سيتعين علينا أيضا أن نمدد الخدمة الى مدى اربع سنوات. بعد اكاذيبه عن “الفرق الأربعة” و “الاف الجنود القتلى”، عجيب أن غالنت لم يتحدث عن تمديد الخدمة الى 40 سنة. في الفترة ما بين 1968 و 2015 خاضت إسرائيل أربع حروب كبرى، وفي معظم هذه السنين احتفظ بحكم عسكري في الضفة وفي القطاع، لكن مدة الخدمة العسكرية للرجال بقيت ثلاث سنوات وفي العام 2015 قصرت حتى الى 32 شهرا. 

وفي النهاية قال غالنت: “النهج الذي الذي يمكنه أن ينجح هنا هو انك عندما تخرج انت، فان واحدا آخر محلي يدخل مكانك”. غالنت، الذي يعارض الحكم العسكري المؤقت، وضع جملة خطط هاذية لبديل سلطوي لحماس وكلها فشلت. لكن لنفترض أنه يوجد ما هو حقيقي في هذيانه عن محافل محلية تحكم بدلا منا حتى قبل هزيمة حماس. فاي هي؟ فهو يبحث عنهم منذ سبعة اشهر، واذا لم يجدهم حتى الان، فما الذي يجعله يفكر بانه سيجدهم قريبا؟ في هذه الاثناء حماس تواصل السيطرة على معظم المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المساعدات التي تدخل الان عبر الرصيف الأمريكي (وحماس حتى تطلق النار على الرصيف).

غالنت يعارض بشدة الحل القابل للتحقق المتمثل بحكم عسكري مؤقت، ويؤيد خططا هاذية لن تتحقق ابدا. اعتقد أن الاضرار التي الحقتها معارضته للحكم العسكري افقدت غالنت صوابه وعليه فهو يطرح حججا واهية اكثر فأكثر في الموضوع. في السطر الأخير، لا يوجد الا خياران للسيطرة المدنية في القطاع في الوقت الحالي – حكم عسكري مؤقت او استمرار حكم حماس. بمعارضته الحكم العسكري المؤقت وزير الدفاع عزز الحكم الحماسي.

غالنت، الذي يتحمل المسؤولية عن التقصير الأكبر في 7 أكتوبر (الى جانب رئيس الوزراء) ويتحمل المسؤولية عن الإخفاق الاستراتيجي في الحرب (كعضو في كابنت الحرب) اثبت في أقواله هذا الأسبوع بانه ليس مؤهلا بشكل متطرف لمواصلة تولي منصب وزير الدفاع. 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى