معاريف: خلق واقع لا تعود فيه حماس لتكون ذات صلة ليس ممكنا تحت قيادة نتنياهو

معاريف 6/3/2025، نداف تمير (مدير عام جي. ستريت إسرائيل): خلق واقع لا تعود فيه حماس لتكون ذات صلة ليس ممكنا تحت قيادة نتنياهو
منذ 7 أكتوبر وحكومة نتنياهو تبيع لنا وهم “النصر المطلق”. اما عمليا، فلا توجد خطة حقيقية لهزيمة حماس لان فكرة غزة بدون حماس، تحت حكم سلطة فلسطينية متجددة، بدعم إقليمي، تهدد نتنياهو أكثر من أي شيء آخر. حماس أيضا تعرف انه في اللحظة التي تدخل فيها الى غزة قوة عربية/فلسطينية أخرى، فانها ستفقد قبضتها ليس فقط في الحكم بل وأيضا في أوساط الجمهور الفلسطيني في غزة، الذي ينتظر فقط اللحظة التي يتمكن فيها من التحرر من قبضة الخنق الهدامة لحماس.
هكذا نشأ حلف يائسين، ثمنه يدفعه المخطوفون، المواطنون والجنود.
المخطوفون لا يوجدون على رأس اهتمام نتنياهو، بل تخوفه من كل تغيير سياسي من شأنه الى يؤدي الى تفكيك حكومته. كلما مرت السنين، فان نتنياهو طور الصيغة: حين يكون وقف نار، يبذل كل ما في وسعه كي يمنع الانتقال الى مسيرة سياسية، وعندما تكون حرب، يتحدث عن “الحسم” الذي لا يمكن أن تحقيقه.
كان يمكن لإسرائيل أن تختار شيئا آخر. كان يمكن ادخال كيان فلسطيني بالتنسيق مع الدول العربية المعتدلة، وخلق آلية حكم جديدة في غزة. لكن كي يحصل هذا، كان يتعين على الحكومة ان تدير مسيرة سياسية حقيقية، مسيرة لن يسمح نتنياهو بها ابدا لانها ستدمر الأساس الأيديولوجي لحكمه في العقود الأخيرة: اضعاف السلطة الفلسطينية، محو الخط الأخضر وضم فعلي للضفة الغربية.
حماس ستنجو طالما لا توجد قوة أخرى قادرة على أن تحكم في غزة. وكي تكون قوة كهذه، على إسرائيل أن تتوقف عن العمل باندفاع عسكري وتبدأ ببلورة رؤيا سياسية. التعاون مع السلطة الفلسطينية والدول العربية المعتدلة مما سيؤدي الى إقامة آلية حكم مدنية – امنية يمكنها أن تدير غزة في اليوم التالي. هذا هو الحل الوحيد الذي لن يؤدي الى جولة دموية أخرى في غضون بضع سنوات.
بدلا من مواصلة اللعب في خدمة مخططات حماس، على إسرائيل أن تعود الى طاولة المباحثات مع الدول العربية المعتدلة، بالضبط مثلما حصل في فترة اتفاقات إبراهيم. غير أن هذه المرة على خطوة كهذه أن تتضمن السلطة الفلسطينية، مع آليات تضمن بان تصبح هيئة فاعلة اكثر. طالما كانت غزة تعيش تحت حماس فانها ستبث رسالة واحدة الى العالم: نحن المقاتلون ضد الاحتلال الصهيوني”. الطريق الى تغيير هذا لا يكون لمزيد من القصف بل بخلق واقع جديد على الأرض: بنى تحتية، اقتصاد، مستقبل آخر لسكان غزة.
من يتحدث اليوم عن “تصفية حماس” في الوقت الذي يتآمر فيه كل الوقت على خلق حكم بديل في غزة، يكذب بوقاحة. إسرائيل تحت حكم نتنياهو لن تهزم حماس – بل يستخدمها. الطريق الوحيد للتحرر من دائرة الدم هو التوقف عن إدارة النزاع والعمل بشكل يخلق واقعا لا تعود فيه حماس لتكون جهة ذات صلة. ليس مؤكدا أن هذا يمكن أن يحصل تحت قيادة نتنياهو.