ترجمات عبرية

معاريف: خطة الاجتياح الإيراني: هكذا تستعد ايران لمعركة في حدود إسرائيل الشرقية

معاريف 30/8/2024، بن كسبيت: خطة الاجتياح الإيراني: هكذا تستعد ايران لمعركة في حدود إسرائيل الشرقية

يوم الجمعة الماضي التقى بنيامين نتنياهو وعقيلته مع مخطوفات عدن من اسر حماس. اقتباسات واسعة وتسجيلات عن الحديث نشرت في القناة 12. انغلاق الحس والنرجسية لدى الزوجين رفعا كعلم أسود باعث على الاشمئزاز من فوق الحدث الذي شبه به نتنياهو المعاناة التي تمر بها المخطوفات بمسلسل الاسر الذي اجتازه في الجيش فيما ان عقيلته اشتكت من “الأكاذيب التي يروونها عنها”، منذ تزوجت مع خيار قلبها. 

اجتذب عيني بالذات سطر آخر قاله نتنياهو في ذاك الحديث: “الامر الأكبر الذي تبين لي، ولكم أيضا – نحن نفهم بانه توجد حولنا خطة إبادة أن ايران تأتي لابادتنا. تأتي لابادتنا – لاحتلال الدولة، لامطارنا بنار لظى ولابادتنا”. 

“الامر الأكبر الذي تبين لنا، ولكم أيضا”، قال. لو لم يكن النشر مسنودا بتسجيل واضح ما كنت لاصدق انه قال هذا. حتى ليس هو، الذي يصعب عليه ان يخرج من فمه شيئا حقيقيا. إذن يا نتنياهو، هذا تبين لك الان؟ فجأة اكتشفت بان ايران تخطط لابادتنا؟ دعك منك، نحن أيضا. فقد قلت “تبين لنا، وكذا لكم”. إذن في سياقنا، انت مخطيء. هذا تبين لنا منذ زمن بعيد. قبل عشرين سنة تقريبا. انت تعرف متى بدأ هذا يتبين لنا؟ عندما بدأت تخطب عن هذا. خطابات لا نهاية لها، مليئة بالتفاصيل، بالتوصيفات الرسومية والمساعدين التكتيكيين. هذا يتبين لنا منذ سنين، انت كنت واحدا من اكبر من بين هذا الامر لنا. اسلافك أيضا تحدثوا عن هذا، والقليلون ممن حلوا محلك لزمن قصير منذ أصبحت رئيس الوزراء. كل من مر هنا لربع ساعة عرف هذا. الحزام الناري والطوق الذي بنته ايران حولنا على مدى سنوات جيل معروف لنا جميعا جدا. ما لم يتبين لنا حتى الان هو ما الذي فعله كي تمنع هذا؟ أي خطوات اتخذت كي تزيل التهديد؟ لا، انا لا اقصد الخطابات. بل اقصد الخطوات الحقيقية. لم اكن في اللقاء، آمل بانه عندما قلت بانه تبين لنا بان عليك. اعرف ان هذا أمل عابث وذلك لانه لا يظهر عليك حين تكذب. ولا تشحب الا عندما يفلت منك بالخطأ قول الحقيقة. والحقيقة بسيطة: على مدى السنوات الأخيرة يبنون الحزام الناري امام عيونك. وكل ما فعلته هو الخطابة. سياسة “الاحتواء” هي من انتاجك. التعليمات للجيش بان يحتوي تعاظم قوة نصرالله على الجدار جاءت منك. التمويل القطري النقدي لحماس جاء منك. للجمهور بعت انك “سيد الامن”. شرحت بانه “عندما يشم الإرهاب رائحة الضعف، فانه يرفع الرأس، اما عندما يصطدم بالقوة فيتراجع”، بينما انت كنت تتراجع امام كل من يرفع الرأس ضدنا. والان، فيما يكون الجنوب خرب ومدمر والشمال مهجور ومقصوف، تكشف بانه “تبين لنا”.

في شباط 2021 التقيت في مقابلة صحفية مع بطل إسرائيل، العميد حسون حسون. حسون، احد الضباط المزينين بالاوسمة في الجيش، الذي قضى قسما هاما من سنواته على ارض العدو، كان قلقا جدا. كان أول سؤال لي هو لماذا انت قلق؟ فالهدوء الأمني غير مسبوق والجيش يعمل بحرية ضد التموضع الإيراني في سوريا، وحزب الله هاديء. القطاع والضفة هادئتا نسبيا. 

“هذا ظاهرا. الاستراتيجية الإيرانية لم تتغير. بل العكس. هم يتقدمون. تصميمهم موجود وهذا لم يتحرك ميلمتر واحد. هم يسعون لجعل العالم كله شيعيا ويبدأون بالشرق الأوسط. خطتهم مرتبة، بنيوية ولا شيء بما في ذلك اعمالنا، لا يصدهم. هذا هو الواقع على الأرض”. 

وصف حسون في مقابلة واسعة ومفصلة كل الحزام الناري الإيراني. في لبنان، في سوريا، في العراق، في مثلث الحدود إسرائيل – الأردن – سوريا، اين لا. تحدث عن سياسة الاحتواء الإسرائيلية. حذر. قبل وقت قصير من ذلك، عندما اجتاز مخربو حزب الله الجدار وهاجموا استحكام “جلديورا” الإسرائيلي، تلقى مقاتلونا الأوامر لاطلاق النار امام اقدامهم وتهريبهم. لا قتلهم. عندما حاولت ان استوضح في الجيش من اين جاءت هذه الانهزامية المحوا لنا ان هذه هي تعليمات المستوى السياسي. “هم يريدون الهدوء”، قال لي من قال، “الاكواخ السياحية مليئة، الجمهور مبسوط، لا يريدون اشعال الجبهة. 

كانت هذه هي سياسة نتنياهو. عندما عاد الى الحكم في 2022، وصلت الأمور الى غليان حقيقي عندما استيقظنا ذات يوم وظهرت ثلاث خيام لحزب الله وفيها مقاتلون مسلحون في الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق. فماذا فعل نتنياهو؟ لا شيء ابدا. الان، “تبين” له بانهم بنوا حولنا حزاما ناريا، او كما تقول عقيلته “حين لا يروون له شيئا، كيف سيعرف”. او كما قال هو نفسه للجنة التحقيق في موضوع كارثة ميرون: “الاف المخاطر الأمنية. لو كانوا يقولون لي انه توشك على أن تقع كارثة رهيبة لكنت عالجتها… لو كانوا امسكوا بطرف ردائي وقالوا لي انه توشك على أن تقع مصيبة رهيبة – لكنت عالجتها”. 

المشكلة هي انه في موضوع الحزاب الناري الإيراني هو نفسه امسك بطرف ردائه. حفر ونبش لنا في هذا على مدى السنين. والان هو يدعي بانه هو أيضا لم يعرف. إذن ولاجل إزالة الشك، لعلم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “ها هي عدة أمور أخرى تحصل في هذا الموضوع. اذا كنت تمر على استعراضات الاستخبارات التي تعرف لك، فانت تعرف. لكن ليس فقط استخبارات. كل ما اكتبه هنا، نشر. بعض من الامور التي قالها أفيغدور ليبرمان (الذي قدم هو الاخر تحذيرا تقشعر له الابدان عما هو مرتقب من غزة، عشية 7 أكتوبر)، الذي يتحدث مؤخرا عن تنفيذ “خطة الإبادة” الإيرانية. تفاصيل كثيرة أخرى تنشر كل الوقت في شبكات التلغرام والواتس اب لمحافل الإرهاب، ميليشيات شيعية وما شابه، بالعربية:

ايران وحزب الله سيطرا على معهد “سارس” الذي هو في واقع الامر الصناعة العسكرية السورية. نوع من “رفائيل”. الأسد اتخذ خطوة الى الوراء وأعطى رجاله نصرالله والحرس الثوري المفاتيح. في هذا المعهد ينتج سلاح كيماوي، ينتجون المنظومات التي تجعل الصواريخ دقيقة ووسائل قتالية أخرى. هذا حدث استراتيجي لتعاظم قوة محظور على إسرائيل التسليم به. 

إضافة الى ذلك، حسب منشورات اجنبية، تحفر الان شبكة انفاق تؤدي من مطار دمشق الدولي الى مواقع تخزين واخفاء مختلفة في الدولة، لاجل “الالتفاف” على قصف سلاح الجو. في السنوات الأخيرة وبمعونة استخبارات دقيقة، قادرة إسرائيل على ان تقصف السلاح والوسائل المحطمة للتوازن التي تنقل الى دمشق ومن هناك تحمل على شاحنات وصولا الى بيروت. شبكة الانفاق هذه ستسمح لنصرالله بحصانة من الإصابة الإسرائيلية وتسرع تعاظم قوته. قريبا ستتمكن هذه الارساليات من النزول الى تحت الأرض فور انزالها من الطائرات وتختفي عن العين الإسرائيلية الفاحصة.

ايران وحزب الله يستخدمان مؤخرا “مسار المخدرات” بنظام الأسد، الذي احد مراكزه في مثلث الأردن – سوريا – إسرائيل، لغرض تهريب السلاح والوسائل القتالية. يدور الحديث عن تهريب لعبوات ناسفة بمواصفات رسمية، صواريخ كتف وصواريخ مضادة للدروع ووسائل أخرى عبر الأردن الى داخل الضفة، حيث يوجه كل هذا ضد قواتنا ومواطنينا. يدور الحديث عن بنية تحتية لتهريب المخدرات تعيل نظام الأسد لسنوات طويلة، والان يستخدمونها لنشر الإرهاب ضد إسرائيل، التي حاليا لا تعمل ضد هذا وتكتفي بحملات عسكرية في جنين، نابلس وطولكرم بدلا من ان تجثت الظاهرة من جذورها.

الميليشيات الشيعية التي حاولت ايران تركيزها في العراق وفي سوريا ليوم الامر ضد إسرائيل، بدأت مؤخرا بمناورات شاملة هي الأكبر منذ ان سبق أن أجريت في أي مرة. حصل هذا في دير الزور وفي أبو كمال. قوات كوماندو خاصة لسوريا تتدرب في المنطقة. الهدف: اعداد هذه القوات التي تعد عشرات الاف المقاتلين الشيعة (الذين ليسوا إيرانيين) للهجوم نحو هضبة الجولان حين تبدأ المواجهة بين إسرائيل وحزب الله في حدود لبنان، وهكذا تشل وتشغل الجيش في جبهة ثانوية بدلا من الجهد الأساس. 

فماذا يفعل بنيامين نتنياهو أمام كل هذا؟ أساسا يخطب. كالمعتاد. حين كانت حاجة لتوجيه ضربة مانع على حزب الله يوم الاحد فجرا، اختار نتنياهو الخيار  “الاسهل” الذي تلقاه من الجيش. وحتى هذا وجه تعليماته بتخفيفه وتقليله في اللحظة الأخيرة، خشية أن تشتعل الجبهة لا سمح الله. انا اصغر من ان ادخل في الاعتبارات العملياتية والعسكرية في هذه الحالة. انا ادخل فقط الى الإحصاءات الجافة على مدى السنين: الرجل هو النقيد لخطاباته: جبان، واهن و “محتوي” على مدى كل حياته السياسية. اما الحساب فنحن ندفعه الان. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى