معاريف: حماس في مفترق طرق ومستقبلها سيتقرر وفقا لمنحى السيطرة في غزة
معاريف 17/11/2024، ميخائيل هراري: حماس في مفترق طرق ومستقبلها سيتقرر وفقا لمنحى السيطرة في غزة
حرب السيوف الحديدية تضع حماس في إحدى لحظاتها الصعبة إن لم تكن الأصعب. فالمنظمة توجد في مفترق طرق استراتيجي سيقرر خطواتها ومستقبلها في السنوات القادمة. أمامها أربعة تحديات أساسية.
التحدي الأول يتعلق بـ “اليوم التالي” لغزة. لقد تآكل هذا الاصطلاح جدا في اثناء السنة الأخيرة، لكن سيتعين على إسرائيل في نهاية الامر ان تقرر في موضوع صيغة السيطرة في القطاع بافتراض (وان لم يكن يقينا) الا تفرض حكما عسكريا والا تعنى مباشرة في إدارة القطاع. أفكار كثيرة القيت في الفضاء، لكن معقول الا يتفضل أي محفل خارجي، عربي أو دولي ان يأخذ على نفسه المهمة. وعليه فالصيغة التي ستقر في نهاية الامر ستقرر منحى يمكن لإسرائيل كيفما اتفق ان تهضمه، تحت مظلة السلطة الفلسطينية. اما حماس، كما ينبغي فيمكنها أن تتعايش مع إعادة السيطرة المدنية في القطاع الى السلطة على أمل أن مع الوقت تتمكن من اذابة سيطرتها. حماس، ربما مثل حزب الله، تفهم جيدا بان عليها أن تدفع ثمنا سلطويا في المدى الزمني الفوري على أمل بايام أفضل من ناحيتها.
التحدي الثاني يتعلق بمنظومة العلاقات التي بين “الداخل” و “الخارج” في حماس. لقد شهدت هذه العلاقات تغييرات كثيرة، لكن في السنوات الأخيرة مركز القوة انتقل الى “الداخل”. السنوار والذراع العسكري في المنطقة جمعوا في أيديهم قوة كبيرة، وجدت تعبيرا دراماتيكيا لها في 7 أكتوبر. مقتل السنوار والضربة العسكرية التي وقعت على المنظمة تفترض من حماس ان تنقل المركز الى خارج المنطقة. الأيام ستقول كم سينجح خالد مشعل ورفاقه خارج المناطق في ان يستعيدوا الى ايدهم القيادة، لكن واضح جدا أن بندول القوى سيميل الان نحوهم.
التحدي الثالث يتعلق بتوجه المنظمة. لقد بذلت حماس كل الوقت جهدا كبيرا للامتناع عن “الرعاية الخارجية” التي تمس جوهريا بحرية عملها. منظومة العلاقات مع ايران، عبر حزب الله أيضا، توثقت جدا في السنوات الأخيرة، ونتائجها معروفة. الان يطرح السؤال، أي مسار ستختار المنظمة. من ناحية معينة، هوية الدولة المضيفة لقيادة “الخارج” كفيلة بان تلمح بالاتجاه الجديد. ومع ان الامر لا يعني قطع العلاقة مع ايران لكن المنظمة سيتعين عليها أن تقرر اذا كانت ستعود الى الارتباط بالاب الأيديولوجي مع حركة الاخوان المسلمين، وكيف ستؤثر على طريقها استضافة تركيا، الجزائر او قطر حيث ستتجه قيادة “الخارج”.
التحدي الرابع يتعلق بالضفة الغربية. فالتأييد الواسع الذي تحظى به حماس في الساحة الفلسطينية لم ينفد رغم الحرب، ولا يزال يتبقى مراجعة ماذا ستكون تداعياته. واضح ان حماس ستسعى لان تحافظ على قوتها في الضفة، وربما حتى أن تعززها. الكثير جدا سيكون متعلقا بصيغة العلاقات التي ستتثبت مع السلطة الفلسطينية.
إسرائيل هي بالطبع لاعب أساس في الموضوع. منحى السيطرة في القطاع سيؤثر على الشكل الذي ستحاول به حماس ترميم قوتها. ينبغي أن نتذكر بان حكومة إسرائيل عملت بكل القوة في السنوات الأخيرة لمنع كل تقدم نحو حل الدولتين. وأدت حماس في هذا السياق دورا هاما، إذ ان سيطرتها في المنطقة سمحت لإسرائيل بان تدحر كل محاولة لاحياء مسيرة سياسية. من هذه الناحية مس 7 أكتوبر مسا شديدا بقيمة حماس من ناحية سياسة إسرائيل. لا يوجد توقع بان يتغير موقف إسرائيل في موضوع الدولة الفلسطينية، ناهيك عن أنه ينبغي الان أخذ وزن إدارة ترامب الثانية. ولا يزال من الصعب ومن السابق لاوانه جدا التقدير كيف ستؤثر الأمور على مكانة وفرص ترميم حماس.