ترجمات عبرية

معاريف: حفظ الاستقرار في الأردن الهدف الأعلى في مفهوم الامن الاسرائيلي

معاريف 16/12/2024، شاي هار تسفي: حفظ الاستقرار في الأردن الهدف الأعلى في مفهوم الامن الاسرائيلي

الزيارة التي اجراها في الأردن مسؤولون كبار في جهاز الامن تعكس القلق المتزايد على الاستقرار الداخلي في المملكة، الذي يشكل عمودا فقريا مركزيا في المبنى الأمني الإقليمي لدولة إسرائيل. في بؤرة الزيارة، التخوف من أنه من جهة قد تستمد عناصر متطرفة في الأردن تشجيعا من الاحداث في سوريا كي تحاول العمل على اسقاط الاسرة المالكة الهاشمية. من الجهة الأخرى، يتعاظم الخطر في أن تحاول ايران حشد جهد خاص في الساحة الأردنية، في ضوء الضربة الشديدة التي تعرض لها حزب الله وحماس وضياع السند السوري. هذا، في ظل استغلال العداء الأساس القائم في أوساط الجمهور الأردني تجاه إسرائيل مثلما هو أيضا الانقسام العرقي، وحقيقة أنه حسب التقديرات، نحو نصف سكان المملكة على الأقل (الذي يبلغ عددهم نحو 11 مليون) هم من اصل فلسطيني ولاجئون من العراق ومن سوريا. 

عمليا، منذ نشوب الحرب يبدو واضحا تعاظم التوتر بين ايران والأردن. وقد وجد هذا تعبيره في الجهود المتزايدة من جانب ايران لضعضعة مكانة الملك عبدالله – الذي كما يذكر كان هو من حذر قبل عقدين من خطر “الهلال الشيعي” في ارجاء الشرق الأوسط، بقدر كبير بسبب اعتبارها الأردن كالبطن الطرية للمعسكر المؤيد لامريكا في المنطقة. وذلك، في ظل محاولات استغلال الحدود الطويلة (308 كيلو متر) بين إسرائيل والأردن لاجل تهريب السلاح والوسائل القتالية لمنظمات الإرهاب في الضفة. 

الفكرة الإيرانية بان الأردن أدى دورا نشطا في صد الهجمات ضد إسرائيل أدت هي أيضا الى تفاقم التوتر. الى هذا يمكن أن يضاف أيضا لقاء وزراء الخارجية الذي انعقد يوم السبت في الأردن للبحث في التطورات في سوريا والتي لم يدعَ اليها وزير الخارجية الإيراني بشكل يجسد عمليا المس بمكانة طهران في المنطقة. 

الملك عبدالله من جهته يحاول منذ نشوب الحرب السير بين القطرات والمناورة بين اعتبارات استراتيجية واضطرارات داخلية. من جهة، يبدو واضحا النقد الحاد من جانب كبار رجالات النظام على إسرائيل (بقيادة الملكة رانية ووزير الخارجية الصفدي) في “التنفيس” لعقد مظاهرات ضد إسرائيل ومساعدات إنسانية واسعة لسكان غزة. من الجهة الأخرى، يمتنع الملك عن اتخاذ خطوات فيها ما يمس بشكل حقيقي بالعلاقات الثنائية مع إسرائيل، والتي هي ذات أهمية استراتيجية للاردن نفسه أيضا. هذا الى جانب الفهم بان نجاحات إسرائيل في ضرب المحور الراديكالي تخدم المصالح الحيوية للمملكة أيضا.

في ضوء أهمية الأردن للامن القومي لدولة إسرائيل، الحكومة مطالبة بان تبلور استراتيجية شاملة متعددة الابعاد، في أساسها اتخاذ خطوات تضمن حفظ اتفاق السلام، تعمق العلاقات واوجه التعاون في طيف واسع من المجالات، تساعد على حفظ استقرار الاسرة المالكة الهاشمية وتشدد منظومات الامن على طول الحدود المشتركة. عمليا، وزراء الحكومة مطالبون بالامتناع عن تصريحات وخطوات من طرف واحد فيها ما يزيد المخاوف بشأن كون الأردن الوطن البديل والمس بالمكانة الخاصة للملك عبدالله كحارس الأماكن المقدسة في القدس، بشكل من شأنه أن يضعضع شرعية نظامه. بالتوازي، في ضوء الازمات الداخلية المتزايدة في المملكة ينبغي الاستجابة للمطالب الأردنية، بخاصة في كل ما يتعلق بالمساعدة الاقتصادية وبتوريد المياه. 

في المستوى السياسي ينبغي فحص السبل لترميم منظومة العلاقات المهزوزة بين رئيس الوزراء نتنياهو والملك عبدالله، إذ انه لا بديل للحوار المباشر والحميم بين الزعيمين. لهذا معنى خاص بشكل عام وفي الوقت الحالي بشكل خاص. هذا، في ضوء الأهمية الجغرافية الاستراتيجية المتزايدة للاردن وبسبب الامكانية لان تحتل المسألة الفلسطينية مكانا خاصا في نشاط إدارة ترامب، ضمن أمور أخرى بسبب حيويتها للتقدم لاتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية. 

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى