ترجمات عبرية

معاريف –  حديث خارجي

معاريف– بقلم  البروفيسور الكسندر بليه ، زميل باحث في جامعة حيفا – 11/4/2021

” الأردن يكشف عن الازمة الداخلية في البلاط الملكي كرسالة للإدارة الجديدة الا تشمل الأردنفي إعادة النظر للتحالفات الاستراتيجية والا تتجاوزه في موضوع المسار الفلسطيني للسلام .

من التقارير الاخيرة عن الوضع في الاردن، بما فيها بيان القصر الملكي بانه لا خوف من الخلافات في البلاط وان الامير حمزة، الذي كان ولي العهد السابق، يعترف بصلاحيات الملك عبدالله ينشأ الانطباع بانه لم يكن حدث محاولة انقلاب عسكري في المملكة بل ربما محاولة بناء بؤرة معارضة للنظام لم تنجح. لم يبلغ من اي مصدر عن دبابات في الشوارع ولم تُبلغ اي شبكة اجتماعية عن تحركات جماهيرية نحو ميادين عمان كمقدمة لثورة شعبية مثل ميدان التحرير في القاهرة. الامر المؤكد الوحيد هو انه بأمر من الملك عبدالله اتخذت خطوات ضد اخيه غير الشقيق. ولكن حتى على جوهر الخطوات لا يوجد توافق بين التقارير المختلفة: اعتقال؟ نفي؟ عقوبات اخرى؟ الانطباع الناشيء هو أن النظام القائم في الاردن يخاف من التآمر الداخلي، وفي الوقت الحالي قرر العمل بخلاف الماضي وجعل خلاف داخلي في البلاط الملكي موضوعا علنيا وجماهيريا. لماذا؟

يخيل أن التفسيرات ينبغي أن نبحث عنها في مجال الخارج. عمان، مثل القدس، تفهم بان الادارة الجديدة في واشنطن تفحص من جديد منظومة التحالفات الدولية للولايات المتحدة. وللمملكة الهاشمية مصلحة جمة للايضاح بانها اذا ما هجرت، فمن المتوقع لها مخاطر عديدة. رسالة الملك عبدالله واضحة:  الاردن ليس جزءا من المنظومة السياسية الاقليمية – السعودية، دول الخليج، واسرائيل. لا يوجد ما يدعو الى أن يكون تفضيل توثيق العلاقات مع ايران على العلاقات القائمة مع الحلفاء التقليديين ان يشمل الاردن ايضا. 

يحتمل أنه حسب رأي عبدالله فان الطريق الوحيد لخلق عطف امريكي هو من خلال عرض مصطنع لخطر على النظام ومن هنا على استقرار المملكة والمنطقة كلها. والى داخل هذه المعادلة تدخل ايضا العلاقات المركبة مع اسرائيل: في اثناء حكم الملك الراحل الحسين كان يمكن للمملكة الهاشمية ان تعتمد على اسرائيل في أن تهرع لنجدتها اذا ما تعرضت للخطر. غير أن الملك الحالي لا يتشارك بهذا المفهوم. اشارة على خطر على النظام من شأنها أن تكون عنصرا أول في بناء المبرر للمساعدة السياسية، العسكرية والاقتصادية الامريكية.

خطر آخر من جهة الادارة الجديدة ينطوي عليه خطر التقدم في المسار الفلسطيني على حساب الاردن.  ليس سرا أن تأييد الاردن التقليدي لاقامة دولة فلسطينية ليس سوى ضريبة لفظية للاجماع العربي الذي منذ سنين لم يعد وراءه اي فعل سياسي. فاقامة دولة فلسطينية من شأنها أن تضعضع وجود المملكة التي اكثر من نصف سكانها هم فلسطينيون. والرسالة هنا بسيطة: كل انشغال بالموضوع الفلسطيني يتجاوز الخطوات العابثة من شأنه أن يعرض الأردن للخطر، الذي على أي حال يعيش مصاعب خاصة به.  كما ان استئناف المساعدة الاقتصادية الامريكية للفلسطينيين يبرز فقط الحاجة الى مساعدة أمريكية مكثفة للاردن. كل هذا يضع إسرائيل امام الحاجة  الى تفكير استراتيجي: هل لا تزال توجد مصلحة إسرائيلية بوجود المملكة بصيغتها الحالية؟ برأيي، رغم ضائقة المملكة – الاقتصادية، الصحية والسياسية – توجد لإسرائيل مصلحة جمة في استمرار وجودها بصيغتها الحالية. فضلا عن ذلك، واذا أخذنا بالحسبان حجوم وباء الكورونا فواجب على إسرائيل أن تساعد بالسر وبشكل غير مباشرة المملكة سواء بالتطعيمات ام بطواقم طبية عربية. بالضبط لهذا الغرض أقيمت وزارة التعاون الإقليمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى