معاريف: حان الوقت لاستعادة الروح الإسرائيلية

معاريف 27/10/2025، اللواء (احتياط) إسحق بريك: حان الوقت لاستعادة الروح الإسرائيلية
مقدمة: الجبهة الداخلية، ساحة المعركة الحقيقية
إنّ التهديد الأكبر لأمن إسرائيل لا يكمن خارج حدودها، بل في داخلها. علينا أن ندرك هذه الحقيقة: لا يعتمد وجود إسرائيل على قوة جيشها فحسب، بل على وحدة مجتمعها وقوته المعنوية. لا يمكن لأمة منقسمة أن تصمد؛ ولا يمكن لأحد إخضاع أمة موحدة. لا يفحص أعداؤنا ترساناتنا، بل يفحصون تصدعات مجتمعنا. عندما نكون منقسمين، يتقدمون؛ وعندما نتكاتف، يتراجعون. لا تُقاس القوة الوطنية لأي دولة بعدد الدبابات أو الطائرات، بل بمستوى الثقة المتبادلة والتضامن بين مواطنيها. يبدأ الأمن الوطني بالتماسك الاجتماعي، وهو القبة الحديدية الحقيقية.
1-نستحق الحلم الذي بنى الوطن
“وُلدتُ في قرية صغيرة جنوب البلاد… نشأتُ في كيبوتس غالون، حيث غُرست فيّ قيم العمل والعطاء والمسؤولية وحب الوطن”. لم نُولد لليأس. وُلِدنا من تراب هذا الوطن، من الحقول والورش وساحات القتال حيث آمن رجال ونساء بأن خدمة الوطن رسالة. نحن، شعبًا ودولة إسرائيل، جسد واحد وروح واحدة.
نستحق الحلم الذي بنى هذا الوطن، نستحق أن نكون شعبًا يعيش على أسس العمل والصدق والتواضع والوحدة. ستبقى إسرائيل ليس فقط لأن أعدائها سيخشونها، بل لأنها تستحق الوجود، لأن قوتها المعنوية ستعود أقوى من قوتها العسكرية.
2-نستحق قادةً يرون الناس
“على القائد أن يرى الجندي قبل أن يرى المهمة”. “القيادة مسؤولية أخلاقية بالدرجة الأولى”. نستحق قيادةً تجسد الشجاعة والصدق. القائد الحقيقي ليس بمنأى عن الخوف، فهو من يتمسك بالحقيقة حتى في خوفه.
نستحق قادةً ينظرون في أعين مواطنيهم، يصغون إليهم، يُثقفون، ويتحملون المسؤولية بدلًا من فرضها على الآخرين. يجب أن ينشأ الجيل القادم من قادة إسرائيل من الداخل، من البيوت والمدارس والقواعد حيث لا تزال المسؤولية مقدسة. نستحق قيادةً لا تخشى ضميرها، تقول الحقيقة حتى لو كانت مؤلمة، وتصمد حتى لو اهتزت الأرض.
3-نستحق جيشًا يعكس روح الأمة
“لا معنى للأسلحة الحديثة بدون روح قتالية وانضباط عملي ومهني”.
“قوة الجيش هي انعكاس للقوة المعنوية للشعب”. نستحق جيشًا شعبيًا، لا جيشًا سياسيًا. نستحق جنودًا وقادةً تُرشدهم القيم، لا المصالح. نستحق جيشًا يتذكر رسالته: حماية ليس فقط جسد إسرائيل، بل روحها أيضًا. عندما يؤمن المقاتلون بالقادة، ويؤمن القادة بالمقاتلين، لن ترتكز قوة إسرائيل على الكلمات، بل على الروح.
4-نستحق المسؤولية، لا الخوف
“طوال حياتي سعيتُ وراء الحقيقة، لا الأعذار”. “العدو الحقيقي لشعب إسرائيل هو الرضا عن النفس”. نستحق وطنًا يستبدل الخوف بشعور بالمسؤولية. يجب على كل إسرائيلي، جنديًا، ومعلمًا، وأبًا، ومواطنًا، أن يكون حارسًا لمستقبل مشترك. تحمل المسؤولية ليس عقابًا، بل هو أسمى أشكال حب هذا الوطن. عندما نتصرف بصدق وشجاعة، دون أعذار ودون سخرية، سنكرم الأجيال التي بنت هذا الوطن بالعمل والعرق والدم. نحن نستحقهم.
5-نستحق وحدةً لا تُقهر
“لقد نجا شعب إسرائيل بفضل الإيمان والمسؤولية المتبادلة”. لا يقيس أعداؤنا مدى الصواريخ، بل عمق الانقسام. عندما ننقسم، يزدادون قوة؛ وعندما نتحد، يتراجعون. نستحق وحدةً لا تنبع من الخوف، بل من الإيمان. كلمة “رعوت” تعني رابطًا عميقًا لدرجة أن كل واحد مستعدٌّ للتضحية بحياته من أجل الآخر. يجب أن يصبح عقد الأخوة هذا أساس حياتنا المدنية اليوم. نحن شعب واحد، أصواتنا متعددة، ومصيرنا واحد. نستحق وحدةً لا تنبع من الشعارات، بل من التضامن؛ لا من الخوف من العدو، بل من الإيمان ببعضنا البعض. هذه هي القوة التي لا يمكن لأحد في العالم أن يكسرها.
6-نستحق ثقة الجيل القادم
“مسؤولية حياة الجيل القادم من المقاتلين هي بوصلتي”. يستحق أطفالنا وطنًا ينطق قادته بالحق، وتخدم مؤسساته شعبه، ويخدم شعبه ودولته بعضهما البعض. نحن، الشعب والدولة معًا، نستحق ثقتهم إذا عرفنا كيف نعود إلى الأمة التي تمنيناها لأنفسنا.
7-نستحق أن نعيش بهذه القيم
إلى جانب القيادة والمسؤولية والصهيونية، يجب على كل مواطن وقائد وجندي أن يعيش في ظل هذه القيم: القدوة الشخصية، والتميز المهني، والموثوقية، والعزيمة والإخلاص للرسالة، والمسؤولية، والمبادرة، والتضامن المتبادل، واللطف، والأخوة، والإيمان بعدالة الطريق، التي تشمل حب الوطن، وإدراك أنه لا وطن لنا سواه. هذه القيم ليست أفكارًا مجردة، بل هي نفس القوى التي أبقت المقاتلين في مرمى النيران. هذا العقد نفسه من الأخوة والصدق والإيمان يجب أن يعيد بناء الوطن. الحقيقة والنزاهة والشفافية هي درع الحكم الرشيد. إن الشجاعة الأخلاقية نفسها التي تحمي البلاد في ساحة المعركة يجب أن تحميها أيضًا في مؤسساتها.
8. نستحق التجديد معًا
“هذا الوطن ملكٌ لمن هم على استعدادٍ للكفاح من أجله، ولإصلاحه”. نستحق وطنًا قادرًا على النهوض من جديد، لأننا عانينا، لكننا لم نُكسر؛ تعثرنا، لكننا لم نضِل طريقنا. سنعيد بناء الوحدة، ونستعيد الروح، ونستعيد الإيمان بقدرة إسرائيل على إصلاح نفسها.
لأنه عندما يقف الشعب والوطن معًا، جسدًا واحدًا وروحًا واحدة، تصبح إسرائيل لا تُقهر. الأمة التي تتذكر من هي، لن تُهزم أبدًا.
الخاتمة: لأننا ما زلنا نستحق
نستحق مستقبلًا يرى فيه الإسرائيليون بعضهم بعضًا كشركاء، لا كأعداء؛ حيث تكون الخدمة، لا السخرية، لغتنا المشتركة. نستحق، وتستحق إسرائيل، أن تكون الأمة التي تؤمن، وتوحد، وتثبت. لأننا ما زلنا نستحق، وسنظل كذلك دائمًا.



