معاريف: ترامب ينسج اتفاق نووي مع ايران وصفقة سلاح مع السعودية

معاريف 9/5/2025، الون بن دافيد: ترامب ينسج اتفاق نووي مع ايران وصفقة سلاح مع السعودية
بلا أي إحساس بالاحتفال ومع قليل جدا من الامل بدأنا سنة استقلالنا الـ 78. صحيح اننا نجحنا في إطالة عمرنا اكثر من مملكة الحشمونائيم، السيادة اليهودية الأخيرة التي قامت لنا في بلاد إسرائيل، لكن الإحساس هو اننا دخلنا الى أيام الصمت. رئيس الوزراء بالفعل، بتسلئيل سموتريتش يقودنا الى تحقيق رؤيا الحرب الدائمة، ونجح منذ الان في أن ينزل سيد “مستوى آخر” الى تحت الخط الأحمر. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يشحب وجهه من يوم الى يوم مثل هوامش الطريق الى القدس في الأسبوع الماضي، يتلقى ضربة إثر ضربة من واشنطن، وحتى دور التزيين الأكثر كفاءة لا تنجح في تغطية العلائم.
معزول اكثر من أي وقت مضى ولا ينجح حتى في إيجاد مسار طيران لاجازة مزعومة في أذربيجان، يبدو أن نتنياهو اعتبر خاسرا من قبل الرئيس الأمريكي والمحب للناجحين. دونالد ترامب يتخذ سياسة أمريكية مستقلة في الشرق الأوسط ولاسرائيل ليس فقط لا يوجد مكان على طاولة أصحاب القرار بل انها حتى لا تطلع على ما يحدث. يعرف نتنياهو بالسياسة الامريكية من التلفزيون.
لقد هجرنا ترامب حيال الحوثيين، يدير مفاوضات مستقلة حيال ايران في الطريق الى اتفاق نووي ليس لنا أي فكرة ماذا يتضمن واذا كان جيدا لنا، وقريبا سيعلن عن صفقة سلاح مع السعودية، تفاصيلها أيضا نحن لا نعرفها. وفي موضوع غزة أيضا، هو الذي سيقرر اذا كنا نسير الى صفقة أم الى مواصلة الحرب.
لكن اذا كان ثمة احد يمكنه أن ينقذنا من الغرق في حرب لا نهاية لها وعديمة الجدوى في غزة – فهذا بالضبط هو الرئيس الأمريكي. صحيح أنه ضحل، عديم كل رؤية استراتيجية والخطوط الأساس لسياسته في الاشهر الأربعة في المنصب يمكن أن نجملها بكلمات: “انا أقول شيئا ما ولنرى ما سيحصل”.
لكن في هذه الاثناء لم يحصل له أي شيء جيد. كل الوعود، المقدمات والتهديدات تبينت ككلمات فارغة: لا “بوابات الجحيم” في غزة ولا الريفييرا أيضا. لا اتفاق بين أوكرانيا وروسيا. لا هجوم في ايران على كل نار من اليمن. وحتى درة التاج لديه – سياسة الجمارك – اضطر لان يدخلها الى الثلاجة. هذا يجلبه الأسبوع القادم الى الشرق الاوسط ليكون كمن هو عطش لانجاز مدوٍ. حتى رجل تسويق كفؤ مثله يعرف انه سيكون من الصعب جدا عرض صفقة سلاح في الخليج كانجاز اسطوري لسياسته الخارجية. هو يريد اكثر، وهذه الحماسة لتحقيق انجاز بكل ثمن واساسا عندما تكون متداخلة مع انعدام الاهتمام بالتفاصيل تنطوي على خطر على إسرائيل.
تصويت رجال الاحتياط
حيال ايران بالذات نضجت الظروف لاتفاق نووي محسن اكثر من سابقه. فمكانة ايران الإقليمية انهارت مع انهيار المحور الشيعي، اقتصادها محطم وسلسلة التفجرات التي تقع فيها تزيد الإحساس بانعدام الاستقرار. لقد استعد الإيرانيون لرئيس متصلب لكنهم اليوم يشخصون بان ترامب يهتم اكثر بالإعلان واقل بالجوهر.
المفاوضات يديرها مبعوثه ويتكوف حيال وزير الخارجية الإيراني ويحتمل أن تكون هذه تهتم بعموم الأمور وليس بتفصيلها. غير أن كل طبيعة الاتفاق ستكون مغروسة بالتفاصيل في كل غرام وغرام من المادة المشعة، في كل جهاز طرد مركزي وبالسرعة التي يدور فيها. وبدلا من أن يضاف الى المفاوضات علما من الطرفين يترك الامريكيون التفاصيل لرئيس الوكالة الدولة للطاقة الذرية، الجسم الذي سبق أن اثبت عجزه في انفاذ اتفاقات الرقابة.
نتنياهو، الذي لا يتكبد حتى الامريكيون عناء اطلاعه على تفاصيل المفاوضات يمكنه فقط ان يصلي لان تنهار المفاوضات ويتمكن من تنفيذ امنية حياته ويأمر بهجوم عسكري على منشآت النووي الإيرانية. هذه الامكانية تحوم في الهواء، بكل معنى الكلمة، وكلنا نسمع كل يوم وتيرة التدريبات المتسارعة لسلاح الجو. غير أن هجوما عسكريا لا يكون مسنودا بغلاف سياسي يضمن بعده نظام رقابة – لن يأخذ من ايران المعرفة النووية التي جمعتها حتى الان وبالتأكيد لن يخصي التطلعات الإيرانية لقدرات نووية.
بالمقابل، يعرف نتنياهو بانه كفيل أيضا بان يجد نفسه امام حقيقة ناجزة لاتفاق نووية سيء مثل سابقه او حتى أسوأ منه. في مثل هذه الحالة سيكون صعبا جدا عليه ان يخرج علنا ضد ترامب، الرئيس الذي ليس له أي كوابح، بل انه حتى يتمتع باهانة زعماء لا يروقون له. في سنة المتقدمة سيكون مطلوبا لنتنياهو كل كفاءات التباكي التي لا تزال متبقية له كي يشرح لماذا هذه المرة لن يقاتل ضد الاتفاق.
لكن حتى قبل الاتفاق الذي سيتحقق ام لا حيال ايران، سيقف نتنياهو الأسبوع القادم امام تصويت ثقة حرج من المجتمع الإسرائيلي. معدل رجال الاحتياط الذين سيمتثلون الأسبوع القادم لحرب غزة الثانية سيعكس اكثر من أي استطلاع مدى ثقة المجتمع الإسرائيلي بحكومة انتجت له الموسم الجديد من الحرب. في الجيش أيضا يعرفون بان هذا ليس استطلاعا – معدل الممتثلين سيعكس النتائج الحقيقية لخيار الجمهور الإسرائيلي الخادم.
وعليه، فان الجيش يتقدم بخطوان مقنونة ومترددة جدا نحو توسيع القتال. كما أن الخطط التي اقرت حتى الان تعكس تقدما بطيئا ومحسوبا الى داخل القطاع في محاولة لتقليص قدر الإمكان عدد المصابين الذين سيكونون لنا. موعد بدء العملية تأجل الى ما بعد زيارة ترامب على أمل ان حتى ذلك الحين لعل الرئيس الأمريكي يفاجئنا هذه المرة إيجابا.