ترجمات عبرية

معاريف: ترامب والشرق الاوسط

معاريف – يورام أتينغر– 4/2/2025 ترامب والشرق الاوسط

تطلع الرئيس ترامب لانهاء الحروب يقف حيال انعدام التعايش بسلام في العالم الإسلامي في الـ 1400 السنة الأخيرة، وميدان تقتيل الملايين في الحروب الإسلامية الداخلية منذ 1948. كما أن ترامب يتصدى لواقع شرق اوسطي يتميز بالتقلبات، بانعدام التسامح، العنف والانشقاقات العرقية والدينية المضرجة بالدماء. 

لاجل تقليص الحروب والإرهاب سيتعين على ترامب أن يعمل على تغيير نظام آيات الله الذي أصبح منذ 1979 مركزا عالميا مضادا للارهاب ومناهضا للولايات المتحدة، نشر الأسلحة المتطورة وتهريب المخدرات. 46 سنة دبلوماسية و 40 سنة عقوبات اقتصادية من الولايات المتحدة لم تؤدي الى اعتدال مواقف أيات الله بل الى تطوير قدراتهم. تغيير النظام في طهران سيزيل نير آيات الله عن رقبة السعودية، اتحاد الامارات وكل الدول العربية المؤيدة لامريكا وسيوسع دائرة اتفاقات إبراهيم بانضمام السعودية، عُمان، وربما حتى الكويت، اندونيسيا ودول إسلامية أخرى. لاجل انهاء الحروب وهزيمة الإرهاب سيتعين على ترامب أن يعترف بمركزية الرؤيا المتزمتة التي تعود الى 1400 سنة وتوجه خطى ايران وغيرها من قوى الإرهاب. الرؤيا المتزمتة هامة في نظر الإرهابيين اكثر من الإنجازات المالية والدبلوماسية وتفترض بالإرهاب ان يهزم الغرب “الكافر”. على ترامب ان يكون واعيا للفجوة غير القابلة للجسر بين الكلام المعسول وبين الفعل العنيف في الشرق ا لاوسط، وبخاصة لاستخدام سلاح “التقية”  – اللسان المعسول الذي يستهدف التغطية على النوايا وتخدير الخصوم والاعداء وهزيمتهم. مبعوثو ترامب الى الدول العربية يستمعون الى كلام يدعو الى إقامة دولة فلسطينية كشرط لاتفاق سلام. لكن الفعل العربي منذ 1948 يتراوح بين عدم الاكتراث وبين العداء للفلسطينيين. من هنا أيضا ستة اتفاقات سلام بين إسرائيل والعرب دون الشرط المسبق لاقامة دولة فلسطينية. 

مقارنة بالغرب الذي يركز على تصريحات فلسطينية معتدلة، يركز العرب على السلوك الفلسطيني العنيف على المستوى العربي الذي جعلهم نموذجا للتآمر، للارهاب وللخيانة. مثلا، إرهاب فلسطيني في مصر وفي سوريا في الخمسينيات والستينيات. المحاولة لاسقاط النظام الهاشمي (“أيلول الأسود في 1970”) اشعال الإرهاب والحروب الاهلية في لبنان (“1970 – 1982”)، وخيانة الكويت السخية مع غزو العراق لها في 1990. 

العرب، وبخاصة عرب الخليج، يقدرون بان السلوك الفلسطيني يدل على أن دولة فلسطينية ستشكل حكم اعدام للنظام الهاشمي المعتدل وستجعل الأردن ساحة إرهاب إسلامي يتسلل الى سيناء، الى مصر وبخاصة الى شبه الجزيرة العربية. الامر من شأنه أن ينقل السيطرة على نحو نصف احتياطات النفط العالمي الى أنظمة راديكالية، إيقاع ضربة شديدة على الاقتصاد والامن الداخلي في الغرب، والدفع قدما بمكانة ايران، روسيا والصين. انهاء الحروب والإرهاب من جهة ودولة فلسطينية من جهة أخرى هي الامر ونقيضه.

صحيح أن ترامب يتطلع الى وضع حد للحروب من خلال المفاوضات والاتفاقات، لكن هو أيضا يفهم بان النمر لا يصبح أليفا الا تكتيكيا.  

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى