معاريف: تخوف في القدس: تدخل تركيا في سوريا سيؤدي الى مواجهة

معاريف 26-12-2024، آفي أشكنازي: تخوف في القدس: تدخل تركيا في سوريا سيؤدي الى مواجهة
يوشك سقوط نظام بشار الأسد في سوريا على تغيير خريطة موازين القوى في الشرق الأوسط – في ظل دخول متجدد لتركيا كقوة عظمى إقليمية، من شأنه أن يؤدي الى مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
عملت تركيا وتعمل من خلف الكواليس في الثورة في سوريا. فمنذ العام 2011 وهي تستثمر مقدرات اقتصادية وعسكرية بداية كي تضرب الإقليم الكردي وتمنع ارتباطا بينه وبين الإقليم الكردي في تركيا. لكن لتركيا توجد تطلعات امبريالية في المنطقة بما في ذلك العودة لان تكون نوعا من الإمبراطورية العثمانية، في سوريا في المرحلة الأولى.
“بعد أن نجحوا، بخطوة سريعة في دحر ايران وروسيا من سوريا، يسعون لان يملأوا الفراغ الناشيء”. يقول د. حاي ايتان كوهن ينروجيك، خبير في الشؤون التركية في مركز موشيه دايان في جامعة تل أبيب.
في الأيام الأخيرة تصدر بيانات عن الحكم التركي بما فيها على لسان الرئيس التركي اردوغان عن نواياهم بالنسبة للإقليم الكردي في سوريا ولكن أيضا بالنسبة لاجزاء أخرى من سوريا بما فيها المحافظات الجنوبية.
وضمن أمور أخرى اعلن الاتراك عن نيتهم إعادة شق سكة القطار الحجازي: إسطنبول دمشق، بالتوازي مع شق طريق سريع بين تركيا وسوريا، وإقامة مطارات وموانيء تركية في سوريا، وذلك الى جانب ضم أجزاء من سوريا مما ينزع المياه الاقتصادية من قبرص ويمنع تمديد انابيب الغاز التي تربط إسرائيل – قبرص – اليونان.
“هذه الخطوة ستؤدي الى تحالفين مركزيين في المنطقة: التحالف الإسرائيلي، الذي سيتشكل من قبرص واليونان والى جانبهما الأردن، اتحاد الامارات وفي الخلفية السعودية؛ وبالمقابل تحالف تركيا، مع سوريا، لبنان وليبيا”. يقول د. ينروجيك.
يلقى هذا القول تعزيزا في جهاز الامن الإسرائيلي أيضا الذي يتابع الخطوات التركية.
أحد لم يتوقع الخطوة التي وقعت بهذه السرعة في سوريا. الجولاني لم يفكر في أن يقع له الدومينو في هذه السرعة. فقد قصد حلب وليس الاحتلال السريع لكل سوريا”، تقول محافل في الجيش الإسرائيلي. “يدور الحديث عن دولة مع تطلعات امبريالية. تركيا تعنينا جدا في هذه اللحظة”.
“هذه دولة مع سكان يبلغ عددهم 84 مليون نسمة، الاقتصاد رقم 17 في العالم، مع قوة انتاج ناجعة على نحو خاص. لديها قوة بحرية عسكرية كبيرة وهامة، سلاح جوها مثل سلاحنا في العدد وان لم يكن في النوعية ولديهم أيضا قوة برية هامة وقوية”.
في الجيش الإسرائيلي يضيفون بانه لا تزال هناك علاقات وانه يجري حوار بين الدولتين، بما في ذلك على مستويات العمل الأمني.
في إسرائيل ينتظرون دخول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني. ترامب هو المجهول الأكبر. في الجيش وفي جهاز الامن يستعدون لسيناريوهين مركزيين في هذا الشأن. الأول ان يسعى ترامب للعمل بقوة حيال ايران، يسعى لترتيب المنطقة ولخلق تحالف من الاتفاقات بين إسرائيل والدول السنية المعتدلة في المنطقة وعلى رأسها السعودية.
وهكذا يبث للروس وللصينيين أيضا القوة، وبعد اشهر من القتال ينشأ واقع هدوء إقليمي وقوة أمريكية ما يتيح له استمرار فترة ولاية هادئة في ظل التركيز على الشؤون الداخلية والاقتصاد الأمريكي.
سيناريو ثان ومعاكس هو ان تهمل الولايات المتحدة النشاط العسكري في المنطقة. بل انها يمكنها أن تسمح لتركيا بان تستنفد تطلعاتها في سوريا فيما تسمح للامريكيين بحرية العمل التي يريدونها في المنطقة. الثمن الفوري سيدفعه الاكراد الذين يريد الاتراك رأسهم الان.
تدعي محافل في الجيش بانه الى جانب الوضع الجديد الناشيء في سوريا، فان الجيش كان معنيا عشية وقف النار في لبنان مواصلة القتال، لكن ثلاث بؤر مركزية منعت هذا وأدت الى تأييد الجيش وجهاز الامن لوقف النار: “لو كنا نعمل في ساحة قتالية واحدة، لو كانت لنا مقدرات أكثر ولو كانت لنا شرعية دولية”.
في القدس مصممون على تنفيذ خطوة انفاذ هامة في لبنان حتى بعد مرور الستين يوما من وقف النار.
هذه الليلة أبدت إسرائيل اكثر من تلميح على هذا التصميم، حين هاجم سلاح الجو في البقاع في عمق لبنان مخازن سلاح كبيرة لحزب الله. بعض من الذخيرة، حسب منشورات اجنبية، نقل في الأيام الأخيرة من سوريا الى لبنان.
في الجيش الإسرائيلي يشعرون حتى بانه اذا لم يفِ الجيش اللبناني بتعهداته للقيام بانفاذ هام في المناطق التي يفترض بالجيش الإسرائيلي ان يخليها في داخل لبنان فان الجيش الإسرائيلي سيؤجل الاخلاء كما تقرر في الاتفاق. إضافة الى ذلك يشددون على أن قيادة المنطقة الشمالية توجد لها القدرات والوفرة العملياتية لان تدخل الى كل منطقة في جنوب لبنان تخليها اذا ما وقعت فيها خروقات للاتفاق وانعدام انفاذ من جانب الجيش اللبناني.
مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook