ترجمات عبرية

معاريف: بين طهران وبيروت

معاريف 22/9/2024، بروفيسور اماتسيا برعم: بين طهران وبيروت

نحو 4 الاف من رجال حزب الله أصيبوا في تفجير أجهزة الاستدعاء، لكن الضرر اكبر بكثير. منذئذ وحزب الله يتصل مرة أخرى بالهواتف الخلوية التي تعرض المتصل للخطر، وباجهزة راديو يمكن الاستماع اليها، لكن أساسا في اتصالات خطية هي أيضا مكشوفة للتنصت. والنتيجة في المدى القصير هي ان المنظمة غير قادرة على ان تخوض حربا مثل جيش منسق. مواقف القيادتين – في بيروت وفي طهران تلمح الى أن تفجير أجهزة الاستدعاء وتصفية القادة في الضاحية لن تدفع حزب الله وايران الى حرب كاملة.

لقد وجهت تصفية إسماعيل هنية صفعة مدوية لنظام ايات الله. وكانت الأجواء في طهران غاضبة اكثر بكثير مما بعد تصفية الجنرال الإيراني في دمشق والتي أدت الى هجوم الصواريخ والمُسيرات في ليل 14 نيسان. سطحيا لم يكن أي شك في ان ايران سترد ضد إسرائيل بشكل مباشر، فورا وبقوة هائلة. غير أنه تحت السطح دار نقاش في مثل هذا الرد، وفي بداية آب تسرب موقف الرئيس الجديد فزشكيان، وبموجبه فان عملا مباشرا ضد إسرائيل سيمس بشدة بالاقتصاد الإيراني. وبالضبط لهذا الغرض هندس خامينئي انتخابه. فخامينئي كان بحاجة لرئيس وتحته حكومة براغماتية ليضغطوا باتجاه سياسة براغماتية مقابل المتطرفين. وهكذا يجد نفسه في موقف وسط يحبه، ويكون قراره كمحكم اكثر مما كدكتاتور. 

منتصف أيلول والوعد برد إيراني قاسٍ لا يزال يسمع من كل صوب، ولكن بمرافقة التفسير بان ايران ستجد الزمان، المكان والشكل الصحيح. يوجد فهم بان في هذه اللحظة رد عسكري مباشر يتعارض والمصالح الاستراتيجية لإيران. من التلميحات التي ينثرها الناطقون الكبار تتبين ثلاثة أسباب أساسية. أولا، بانه يوجد خطر للمس بميناء النفط بندر عباس، وبالتالي لمعظم مداخيل الحكومة. ثانيا، لان العلاقات مع الجيران العرب الذين ساعدوا لحماية إسرائيل في نيسان من شأنها أن تتدهور. وثالثا، واحدة من حاملات الطائرات الامريكية خرجت من المنطقة لكن الثانية لا تزال هنا، ومواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة ليست ذكية. 

ان تصفية إبراهيم عقيل في الضاحية، قائد قوة الرضوان، تزيد جدا انعدام اليقين. ومع ذلك، ايران الرسمية لا تزال حذرة. خامينئي يعلن بان “الورم السرطاني” – إسرائيل – ستباد، لكنهم لا يلتزمون بعد بعمل إيراني مباشر فورا. 

إضافة الى ذلك منذ سنين ويوجد تفاهم بين حزب الله وطهران بان ما يحصل في لبنان يبقى في لبنان. الاستثنائي هو وضع يكون فيه مجرد وجود حزب الله في خطر، وهذا ليس الوضع اليوم. 

بالنسبة لحزب الله، الإحساس هو أن اسرائيل ليست معفية من العقاب، لكن ليس بمستوى فتح حرب كاملة. هم يمكنهم أن يلحقوا ضررا هائلا بإسرائيل، لكنهم يفهمون بانه في حرب كاملة يكون الحال اكثر امانا في حيفا مما في بيروت وجنوب لبنان. معقول ان يحدث اغتيال قائد قوة الرضوان ضغوطا متزايدة من جانب القادة على نصرالله للرد بنار مكثفة على كل إسرائيل لكن نصرالله من جهته سيبقى يحاول الامتناع عن ذلك. حزب الله يريد وقف نار في غزة يسمح له أيضا في وقف النار. اذا كان وقف للنار في غزة، فانه سيكون لتهديد حقيقي بهجوم إسرائيلي بدعم امريكي احتمال جيد لاقناعه بالانسحاب الى ما وراء الليطاني. من هذه اللحظة تكون هذه المسؤولية الشخصية لرئيس وزراء إسرائيل لتعزيز حضور دائم للجيش الإسرائيلي في الشمال للمنع بالنار عودة قوة الرضوان الى الحدود. هكذا فقط معظم السكان سيعودون. 

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى