معاريف: بلا غاية استراتيجية

معاريف – آفي أشكنازي – 31/8/2025 بلا غاية استراتيجية
بفارق نحو ساعة سجل في ليل السبت حدثا إصابات في قطاع غزة. في الحالة الأولى قتل مقاتل من الجيش الإسرائيلي بنار بالخطأ من مقاتل آخر. وقعت المصيبة عندما سعى الجيش الإسرائيلي لان يدخل قافلة لوجستية الى المجال القتالي لفرقة 36 في خانيونس. في الجيش يحاولون التحقيق كيف وقعت الحادثة العملياتية الفتاكة.
بعد وقت قصير من ذلك، في مجال قتال الفرقة 99 في حي الزيتون، صعدت مجنزرة نمر تابعة لكتيبة صبار من لواء جفعاتي، كانت في نشاط عسكري على عبوة ناسفة. لشدة الحظ منع تحصين النمر إصابة شديدة بطاقم المقاتلين، الذي أصيب واحد منهم بجراح متوسطة وستة بجراح طفيفة.
الحدثان، مثل عشرات أخرى في الآونة الأخيرة، يشيران الى غرق الجيش الإسرائيلي عميقا في الرمال المتحركة والنتنة للقطاع. نعم. نتنة. هذا ما سترويه كل ام لمقاتل تشم الملابس العسكري لابنها او ابنتها العائدين من غزة. لغزة توجد رائحة كريهة، تلتصق بالجلد، ولا تخرج حتى بعد حمامين – ثلاثة مع صابون معطر.
اليوم سيظهر كل قادة جهاز الامن في جلسة الكابنت وسيعرضون صورة موحدة ورسالة واضحة. إسرائيل ملزمة باستنفاد المفاوضات والعمل على تحرير فوري لعشرة مخطوفين احياء، ونحو نصف، وربما اكثر من الجثث.
كل قصة هزيمة حماس من خلال احتلال مدينة غزة هي احبولة إعلامية يعمل عليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ليس لاحتلال غزة أي غاية استراتيجية لنهاية الحرب. إسرائيل هزمت حماس منذ الان في المستوى العسكري. إسرائيل يمكنها أن تدفع قدما بخطوات سياسية كي تطرد حكم حماس. قطاع غزة لن تتمكن حماس ابدا من إعادة بنائه. وعليه، فالموضوع هنا ليس اذا كانت إسرائيل تدخل الى غزة تحتل وتسوي بالأرض المدينة مثلما فعلت في مجالات أخرى مثل رفح، خانيونس، بيت حانون، الشجاعية وتفعله الان في الزيتون.
لقد درج نتنياهو دوما على أن يشبه نفسه برئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرتشل. عشية وقف النار في الحرب العالمية الثانية أم تشرتشل بارسال 1300 طائرة قصف بريطانية نفذت قصفا شاملا حين القت بنحو 4 الاف قنبلة على مدينة درزدن في المانيا. بعد رؤية نتائج التدمير التي قام بها الجيش الإسرائيلي في ارجاء القطاع والفهم بان هذا ما ينتظر مدينة غزة بعد دخول آخر للجيش الإسرائيلي، السؤال الان هو اذا كان احتلال مدينة غزة ضروري حقا ام أنه “درزدن” حرب السيوف الحديدية؟
تفهم قيادة الجيش تآكل المقاتلين، مصاعب جنود الاحتياط، الحاجة لتأهيل أدوات الحرب والضرر الاقتصادي. هذا هو السبب الذي جعل الجيش يقرر بان تنفذ العملية لاحتلال غزة بشكل تعمل فيه كل قوة لفترة زمنية معينة في الميدان وتخرج الى الاستراحة، فيما يعمل مقاتلو الاحتياط في جولات خروج محددة حين يكونوا قرابة 50 في المئة من الوقت في البيت وفي العمل. الخطة هي ان تخرج الأسلحة والمعدات للمعالجة في اطار القتال. في الجيش وفي جهاز الامن يفهمون بانه بدون هذه الاعمال بان الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل سيغرقان عميقا في الوحل النتن لغزة.