ترجمات عبرية

معاريف– بقلم يوسي هدار – البريكزيت الاسرائيلي

معاريف– بقلم  يوسي هدار – 13/2/2020

” اذا استمر الفلسطينيون في رفضهم، على اسرائيل أن تحرك مسيرة بسط السيادة على غور الاردن ومستوطنات يهودا والسامرة بموجب خطة القرن، في ظل التطلع الى ربط اكثر قدر ممكن من اللاعبين الدوليين لتأييد الخطة، وفي ظل تواصل السيطرة الامنية حاليا في المناطق المخصصة للفلسطينيين “.

لا يكاد يكون هناك خطة سياسية تساوي الورق الذي كتبت عليه، الا اذا كانت مبادؤها منخرطة جيدا في الواقع اليومي، منسقة ومتعاطية مع القوى العاملة في المنطقة نفسها وفي الساحة السياسية ومدعومة من القوى العظمى. يخيل أن صفقة القرن، التي هي ثمرة عمل كد لادارة ترامب وانجاز سياسي لا بأس به لحكومة نتنياهو، تقترب من المقاييس العملية التي ذكرت هنا، رغم أنها لا تحظى في هذه اللحظة بموافقة كل الاطراف.

على السطح تبدو هذه خطة ممتازة لاسرائيل، خطة تاريخية، تمنح الدولة حدودا قابلة للدفاع، بسط السيادة على غور الاردن والمناطق المأهولة في يهودا والسامرة، اعترافا بالقدس كعاصمة اسرائيل بما فيها البلدة القديمة في شرقها، ومزايا عديدة اخرى. اضافة الى ذلك، يجدر بالذكر بان اسرائيل مطالبة هنا بان توافق على اقامة دولة فلسطينية، وان كانت مجردة وبشروط مقيدة، الا انها لا تزال دولة تمتد على نحو 70 في المئة من المناطق التي يحسبها الكثيرون في الجمهور الاسرائيلي كمناطق من الوطن.

في نظرة تاريخية ينبغي القول ان الفلسطينيين يحصلون في خطة ترامب على أكثر بكثير مما ينبغي اعطاؤهم اياه. عليهم ان يتذكروا بان التطلعات القومية للعرب سبق أن تحققت في نحو 20 دولة في ارجاء الشرق الاوسط، بينما التطلعات القومية والاخلاقية والشرعية للشعب اليهودي لم تجد تعبيرها الا في دولة قومية واحدة صغيرة ومحوطة بالاعداء، وعليه فليس هناك مكان آخر لتنازلات بعيدة الاثر. ان خطة ترامب هي عمليا مشروع تقسيم متجدد وينبغي ان نرى فيها الخطوة الاقرب لتحقيق العدالة التاريخية والاعتراف بالحقوق التاريخية والقانونية للشعب اليهودي على بلاد اسرائيل. مفهوم بانه بسبب التجمعات السكانية الفلسطينية في المدن الكبرى وبسبب اهمية احترام حقوق الانسان والمبادىء الديمقراطية، ينبغي السماح للفلسطينيين بادارة المنطقة بانفسهم، ولكن الحل الاكثر عدلا هو حكم ذاتي فلسطيني وكونفدرالية مع الاردن.

ان معارضة الفلسطينيين لخطة القرن ليس مفاجئة، فقد سبق أن تلقوا اقتراحات سخية حتى سخية جدا، بعضها غير مسؤولية من حكومات باراك واولمرت ومع ذلك رفضوها، في ظل اصرارهم على تقاليد تفويت الفرص التي تعود الى المشروع التقسيمي. لا مفر من النظر على نحو سليم والقول ان الفلسطينيين غير معنيين بالاعتراف بدولة يهودية وعمليا معنيون بكل الارض من النهر وحتى البحر.

وعليه فان اسرائيل تحتاج الى بريكزيت خاص بها. خروج من دائرة الرفض الفلسطيني. لشدة الاسف، فان الاحتمال لان يوافق الفلسطينيون على تنفيذ الخطة في المرحلة المنظورة هو احتمال طفيف، وبالتالي، بعد الانتخابات،  على اسرائيل أن تحرك مسيرة بسط السيادة على غور الاردن ومستوطنات يهودا والسامرة بموجب خطة القرن، في ظل التطلع الى ربط اكثر قدر ممكن من اللاعبين الدوليين لتأييد الخطة، وفي ظل تواصل السيطرة الامنية حاليا في المناطق المخصصة للفلسطينيين. ينبغي تحديد فترة زمنية محددة لانضمام الفلسطينيين. فاذا انضموا، تدار مفاوضات على باقي المنطقة، واذا امتنعوا، تواصل اسرائيل كلما اسلفنا وتسيطر امنيا في كل مناطق يهودا والسامرة.

لم يعد ممكنا انتظار الفلسطينيين، وتحمل رفضهم والارهاب الذي يمارسونه. وفضلا عن الولايات المتحدة، التي تؤيد مبدئيا بسط السيادة الاسرائيلية، يحتمل أن يكون ممكنا ان تربط بمثل هذه الخطوة ايضا الدول العربية المعتدلة، المحور السني لمصر، السعودية واتحاد الامارات. رغم التصريحات التلقائية التي انطلقت من جهة الاتحاد الاوروبي، يبدو ان بريطانيا، المانيا بل وفرنسا لا تستبعد الخطة تماما، ويحتمل أن تؤيد هي ايضا مثل هذه الخطوة. على اسرائيل أن تعلن عن البريكزيت، للخروج من دائرة الرفض الفلسطيني، وتحدد أخيرا حدودها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى