ترجمات عبرية

معاريف– بقلم يوسي احيمئير – غرور الأقلية

معاريف– بقلم  يوسي احيمئير – 5/10/2020

المتظاهرون في الميدان والمعارضون في الاستديوهات لا يقبلون الحسم الديمقراطي الحقيقي، تصويت الشعب في ثلاث حملات انتخابية. غاب عنهم شيء واحد: كلما حرضوا على التمرد وعربدوا – هكذا تتعزز كلة اليمين “.

كل يوم جمعة قبل موعد برنامج اليوميات في  المساء عند الساعة الثامنة، تصبح القناة 12 استعراضا للتحريض. فتحت تصرف اوفيرا وباركو  تكون ساعتان كاملتان من الهذر فيهما كما يشاءان. وهما يستغلانهما حتى النهاية كي يشوها سمعة رئيس الوزراء. وهذا يحصل مع الاشخاص الذين يدعوهما الى الاستديو، ولكن اساسا في الاسئلة المغرضة التي يسألانها. فكل سؤال تقريبا لسياسي هو مثابة بيان ضد رئيس الوزراء. وعندما يلتقيان باحد ما من اليمين، وكان هذا يوم الجمعة بصعوبة يسمحان له بانهاء جملة. واجوبته المقطعة لا تثير اهتمام رجل كرة القدم السابق ومن كانت محللة رياضة. برنامجهما هو فضيحة صحفية – تلفزيونية.

يوم الجمعة الماضي وصل اليهما مرة اخرى ايهود باراك. وهما ليس فقط لم يمنعاه من اطلاق رسائله من اجل اسقاط نتنياهو، بل وجها له اسئلة مريحة، واثنيا عليه بلا نهاية وكادا يخرجا من فهمه اعلانا بانه هو المخلص والمسيح، وعند حلول الوقت سيكون مستعدا لاستبدال الحكم. “انت مع خبرتك يمكنك ان تسير ضد بيبي وتأتي مكانه”، تزلفت اوفيرا لباراك. اما هو فلم يستبعد: “جئت لاوقظ المشاهدين في البيت للعمل من اجل انزال نتنياهو”، وكأن بهذا بث لدعاية انتخابية لليسار. فهل التجرية التي تتحدث عنها اوفيرا هي سنة ونصف فقط في رئاسة الوزراء، واللتين جلبتا علينا سلسلة من الاخفاقات الذريعة؟ كما هو معروف، فان قائمة “انجازات” باراك ليس قصيرة: انتفاضة ثانية، شغب عرب اسرائيل، فتك في رام الله، موت في قبر يوسف، هروب من لبنان (اليوم ينصب فيه، حسب المنشورات، 150 الف صاروخ موجهة لكل اراضي اسرائيل)، الاستعداد لانسحاب 90 في المئة من يهودا والسامرة وشرقي القدس، وجمعيات مشكوك فيها. كل هذه مسجلة على اسم الرجل الذي نزل عن العرش بعد سنة ونصف، ويلقى بوقا بلا نهاية، ويطلق من الكرسي مشورات رخيصة ويعتقد من شدة الغرور بانه يعرف اكثر من اي شخص آخر ما الذي ينبغي عمله هذه الايام، ويعطي ريح اسناد (ومال؟) للمتظاهرين. هذا هو الرجل الذي كل نبوءات غضبه خابت. فشل سياسي واضح.

في ليل السبت توجد لنا اوفيرا وباركو، بارك ولبيد. ليبرمان ويعلون، و “ورقة تين” ليكودية ما، مقابلات تنتهي بتلاوة رد مزبد من الليكود، وفي منتهى السبت – حتى اجازة القانون الذي يقيد المظاهرات لمسافة حتى كيلو متر من البيت – كانت لنا في بلفور وفي هبيما الصاخبتين. اولئك الالاف الذين يتجمعون مع اليافطات، العروض، الابواق. في نهاية الاسبوع الماضي رأينا بدلا من ذلك جملة مظاهرات في بؤر في ارجاء البلاد. توجد لنا تقارير متواصلة عن كل مظاهرة، عن كل استفزاز، عن كل وليمة شارع. وفي الغالب هؤلاء هم ذات الاشخاص، ذات اليافطات، ذات “ثقافة” الاستفزاز. متظاهرون لا يترددون في اطلاق شعارات متطرفة مثل “نحن الشعب”، “ثورة”، “دكتاتورية” بل وحتى – “دولتنا”. يوجد بينهم من يتباهون بماضيهم العسكري الفاخر. منذ زمن بعيد لم تظهر أقلية في الشعب غرورا كهذا، تأييدا مكثفا من وسائل الاعلام، في ظل الاستخفاف بتعليمات منع انتشار الوباء العالمي واستفزاز الشرطة.

ما هو معروف أقل هو أنه في الامسيات تجرى مثابة مظاهرة اخرى. لا نسمع عنها في وسائل الاعلام العادية. ولكن يشارك فيها عشرات الالاف. وهي تتواصل لساعات، بصمت، تجري ليس خارج بلفور بل في داخل بلفور. من بيت رئيس الوزراء يجري بنيامين نتنياهو حوارا في صفحته على الفيسبوك مع جماهير المواطنين الذين يسألون، يشورون، يحيون، بل وينتقدون – وهو بصبر عظيم، باريحية، يجيب على كل سؤال ويشرح اعتباراته. من يتغذى بوسائل الاعلام الالكترونية والمطبوعة فقط، لا يعرف بان المركز انتقل منذ زمن بعيد الى الشبكات الاجتماعية. رئيس الوزراء يعرف هذا جيدا، ولا يتأثر كثيرا مما يظهر على الشاشات او مما يكتبه ضده كل اسبوع اولمرت وكسبيت. رسائله المباشرة تصل الى الكثيرين من خلال الفيسبوك اكثر من التلفزيون.

هناك، في الفيسبوك،  يجري حوار حي مع رئيس الوزراء، لن  تسمعوا عنه في قنوات التلفزيون ولن تقرأوا حوله في الصحف المطبوعة. الاعلام العادي، الى جانب شبكات تنشر الكراهية ضد بيبي، منشغلة اساسا بالمتظاهرين، الذين يحصلون على ريح اسناد من شخصيات عديمي الكوابح في تعابيرهم، وبينهم “النجم” الفظ ايلي افيدار. ديمقراطية تقترب من الفوضى. “كله الا بيبي”، والشارع يحسم مصير الجبل. وبالطبع، اذا ما وعندما يعتزل نتنياهو، فلن يكون هذا بسبب  الدعوات لاستقالته.

المتظاهرون في الميدان والمعارضون في الاستديوهات لا يقبلون الحسم الديمقراطي الحقيقي، تصويت الشعب في ثلاث حملات انتخابية. مشكوك أن يقبلوا نتائج الانتخابات المحتمة، التي تطل في الافق القريب.  ليس فقط نتنياهو – حكم اليمين هو ما يريدون اسقاطه. مظاهراتهم المغطاة اعلاميا التي تنشر الكراهية لا تعكس الاغلبية الصامتة التي لا تخرج للتظاهر، ولكنها تخرج بجموعها الى صناديق الاقتراع. اولئك الذين يلوحون بشعارات مثل “دكتاتورية”، “اغتيال الديمقراطية”،  التي تقتحم الاسيجة، هم الذين يهزون عريشة الديمقراطية الاسرائيلية، باقلية تخلق الفوضى، تريد بشكل عنيف وليس ديمقراطيا استبدال الحكم الشرعي. غاب عنهم شيء واحد: كلما حرضوا على التمرد وعربدوا – هكذا تتعزز كتلة اليمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى