ترجمات عبرية

معاريف – بقلم يوسي احيمئير – بايدن منذئذ والان

معاريف – بقلم  يوسي احيمئير – 10/11/2020

حقيقة ان بايدن يخلف ترامب لا يجب ان تقلقنا اكثر مما ينبغي. ينبغي فقط الامل في أن تتبدد كل المخاوف وان يزيل عنه الهالة الليبرالية اليسارية من مدرسة ساندرس وامثاله “.

على مدى 36 سنة، قبل أن يصل الى منصب نائب الرئيس، تولى جو بايدن في مجلس الشيوخ الامريكي منصب مندوب الولاية الصغيرة دلاور. وعليه، فلا غرو ان حتى أنا أتذكره. فقد حظيت بان اكون في الثمانينيات والتسعينيات الى جانب رئيس الوزراء اسحق شمير، في لقاءاته مع اعضاء الكونغرس الامريكي. كان شمير واحدا ممن انقذتهم حاملة طائرات فرنسية في 1948 من جيبوتي بعد هروبه من معسكر المنفيين في كينيا وحملته الى فرنسا، وعندما عمل في باريس كرئيس بعثة الموساد. ولكن من اللحظة التي ذاق بها طعم امريكا، في رحلاته هناك كوزير خارجية بداية وكرئيس وزراء بعد ذلك، قدر المؤسسة السياسية في واشنطن التي كان بايدن جزء منها وارتبطت روحه بالجاليات اليهودية.

في مجلس الشيوخ وفي مجلس النواب وفي اجتماعات الجاليات اليهودية ايضا استقبل شمير دوما بحرارة وعطف. قد لا تكون انجليزيته متقنة جدا، ولكنته بارزة، ولكن مضامين خطاباته، شخصيته الشعبية، قيادته، أسرت القلوب. بين اعضاء الكونغرس، التي يتشكل كما هو معروف من مجلسي النواب والشيوخ، برز بايدن منذ تلك الايام البعيدة كصديق اسرائيل. وكانت محبة بينه وبين رئيس الوزراء شمير. افترض ايضا ان زعماء اسرائيليين آخرين انتبهوا للعطف الشديد الذي يبثه بايدن نحوهم ونحو اسرائيل. وانا اشدد على ذلك كون الانطباع هو أنه عندما كان نائبا للرئيس اوباما كان شريكا في الريح الباردة التي هبت من البيت الابيض نحو اسرائيل، وللدقة نحو رئيس الوزراء نتنياهو. واشتد التخوف عندما تنافس على الرئاسة امام الرئيس الاكثر عطفا لاسرائيل ممن كانوا في البيت الابيض في أي مرة.

ان حقيقة أن بايدن يخلف ترامب قد تكون مؤسفة، ولكن لا يجب ان تقلقنا اكثر  مما ينبغي. فلا حاجة لبايدن ان يثبت انه من عاطفي اسرائيل، وان كان انتخب عن حزب تطرف يسارا في السنوات الاخيرة، واطلت منه تيارات اشتراكية لا تنسجم مع الروح الامريكية التقليدية. هل بايدن نفسه تغير بتأثير اوباما وهل سيتحرر من عناق متطرفي حزبه مثل بارني ساندرس الذي تنافس على ترشيح الديمقراطيين للرئاسة؟ ساندرس – وكيف لا – يهودي مستاء، متجهم، مواقفه مناهضة لاسرائيل بوضوح. ومثله يوجد عدد آخر صعدوا الى قمة الحزب الديمقراطي متطلعين الى تغيير وجه امريكا من محافظة الى ليبرالية.

فهل في ورديته سيعرف بايدن كيف يدير سياسة امريكية عامة من القوة فلا يواصل طريق اوباما المهادن؟ هل سيبدي ضعفا امام ايران ولا يمنح ريح اسناد للفلسطينيين؟ ينبغي فقط الامل في أن تتبدد كل المخاوف وان يزيل عنه الهالة الليبرالية – اليسارية من مدرسة ساندرس وامثاله والا يملأوا هم وامثالهم الوظائف العليا في الادارة الجديدة، في وزارة الخارجية او في البنتاغون. ينبغي التوقع ان يكون رئيسا مقبولا يهنيء الامريكيون بمن فيهم من كانوا مؤيدين لترامب انتخابه، وهكذا نحن ايضا الاسرائيليين.  

لقد لاقينا دلالا في سنوات ترامب الاربعة. تلقينا منه العديد من الهدايا القيمة التي لم يمنحها لنا اي رئيس سابق.  بابه كان مفتوحا دوما لاستقبال بيبي، صديقه القريب. ومع  كل الملاحظات على ترامب، فان الكثيرين منا علقوا به الامال واملوا في أن ينتخب لولاية ثانية كي يبقى العصر الذهبي في علاقات الولايات المتحدة واسرائيل. ولهذا السبب فقد اعربنا عن القلق من ان يطاح به ويدخل خصمه الديمقراطي البيت الابيض.

بايدن الرئيس ليس ترامب، ولكنه ليس ساندرس ايضا، وليس بايدن السناتور. واغلب الظن لن يتخذ خطوات بعيدة الاثر بدعم اسرائيل بلا تحفظ كسلفه. كما من المتوقع ان يكون عهده مثابة فترة انتقالية. فبكونه الرجل الاكبر سنا الذي ينتخب للرئاسة في امريكا يمكن التقدير بان تكون نائبته كاميلا هريس في المستقبل هي المرأة الاولى التي تتولى منصب رئيسة الولايات المتحدة. هي الاخرى ليست من جناح كارهي اسرائيل في الحزب الديمقراطي، متزوجة من يهودي، زعيمة كاريزمانية ونشطة.

فضلا عن العطف باسرائيل من الثنائي بايدين وهريس، فان المسألة الكبرى هي اذا كانا سيوسعان دائرة السلام بين اسرائيل وبين مزيد من الدول العربية. في اواخر رئاسة ترامب تحدث عن خمس دول عربية اخرى دون أن يذكرها بالاسم، وانها في الطريق الى اقامة علاقات سلام مع الدولة اليهودية. اذا كانت الخطوة انطلقت على الدرب فها هو هنا الاختبار الاكبر للرئيس المنتخب بايدن، يواصل دعم تلك الدول في الشرق الاوسط للسلام والامن بحيث تشعر اسرائيل بان لها في السنوات الاربعة القادمة ايضا صديقا حقيقيا في البيت الابيض. الذاكرة البعيدة التي لي عن بايدن الشاب، عند لقاءاته مع شمير الراحل في القرن السابق تعطيني احساسا بان هذا ما سيكون ايضا بعد كانون الثاني 2021. وشكرا لدونالد ترامب.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى