ترجمات عبرية

معاريف– بقلم يوسف بريتسكي – يا نتنياهو – خسرت

معاريف– بقلم  يوسف بريتسكي  – 8/3/2020

ليس صحيحا ان ما يجمع الكتلة المنتصرة من الوسط واليسار هو الكراهية لنتنياهو.  تجمعهم الرغبة في ان تكون هنا دولة مدنية تسودها المساواة. أما الفوارق بالنسبة للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني فلكل  حادث حديث “.

رغم كل المحاولات (المثيرة للشفقة جدا، كما ينبغي أن يقال) من جانب معسكر اليمين لمحاولة اقناع الجمهور الاسرائيلي بانتصاره، فان الحقيقة هي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد خسر والكتلة التي يقف على رأسها لن تنجح في تشكيل حكومة – وكل هذا للمرة الثالثة في غضون سنة.

لو كنا دولة طبيعية، او للاسف، لو  بقي  في الليكود ولدى زعيمه ذرة من الهالة البيتارية – لشهدنا منذ الان استقالة نتنياهو من الكنيست ومن الحكومة. فزعيم حزب يعود ليخسر الانتخابات المرة تلو الاخرى، يستقيل. واذا لم يكن يفعل هذا، فان حزبه كان سيريه الباب الى الخارج.

غير ان نتنياهو جعل الليكود حزب من الخرق البالية عديم العمود الفقري، وهو  واثق من أنه يستحق الحكم، حتى بثمن انتخابات للمرة الرابعة وربما الخامسة.  واضح لكل من له عينان في رأسه، بان ترك نتنياهو للساحة السياسية سيحل “العقدة” الناشئة ظاهرا. وبالفعل، مع قليل من الارادة، المرونة والاجتهاد – يمكن “للعقدة” ان تحل الان ايضا، بدون استقالته.

هنا ايضا، بخلاف النشيد المتكرر لمعسكر اليمين وكأن كل ما هو مشترك  بين معسكر الوسط – اليسار هو الكراهية لنتنياهو والليكود – فان الحقيقة مغايرة. فحزب اسرائيل بيتنا برئاسة افيغدور ليبرمان والقائمة العربية المشتركة ايضا وبالتأكيد كتلة أزرق أبيض وكتلة العمل – غيشر – ميرتس، موحدون حول فكرة واحدة: الدولة المدنية والمساواة.  

ليبرمان يطلب المساواة في التجنيد ووقف الامتيازات المجنونة  التي تعطى للاحزاب الدينية والاصولية – بصفتها قوة ضغط سياسية هائلة في ائتلاف  “اليمين”.  وكذا القائمة المشتركة تسعى الى دولة مدنية، تتعامل مع كل مواطنيها بالمساواة.

ميرتس، العمل وبالتأكيد أزرق أبيض تسعى هي ايضا لان تنتهج هنا مساواة مدنية، بلا اكراه ديني، بلا امتيازات لوسط معين – فقط لانه جزء من السلطة.

باختصار،  فان معسكر الوسط – اليسار يسعى لان يحقق  هنا دولة سوية العقل، طبيعية. دولة لا تخضع لنزوات فاسدة خطيرة او لامرة  الحاخامين. دولة نزيهة.

إذن صحيح، توجد فوارق كثيرة بين كل الاحزاب التي تتشكل منها اليوم  الكتلة المنتصرة، ولا سيما في المجال السياسي، بالنسبة للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. غير أن هذه فوارق ليست ذات صلة في هذه اللحظة. على اي حال، اذا جرة أي مفاوضات مع الفلسطينيين تؤدي الى تسوية – فسنتوجه على ذلك الى الانتخابات، وتوافق من هذا القبيل يمكن له وينبغي له أن يجد  تعبيره في الاتفاقات الائتلافية. على كل ما تبقى، يمكن ويجب أن نتدبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى