ترجمات عبرية

معاريف– بقلم يورام دوري – جيد لليهود

معاريف– بقلم  يورام دوري – 9/11/2020

بعد أن قال الشعب الامريكي  كلمته علينا ان نحترم قراره؛ أن نشكر ادارة ترامب على كل الخير  الذي  اغدقته علينا، وان نعانق الادارة الجديدة ونحاورها على أمل ان يؤدي العمل المشترك باسرائيل الى شاطيء الامان “.

ثمة من يقلقه تبادل الرئاسة في الولايات المتحدة. فمعروف ان الولايات المتحدة هي الحليف رقم واحد لاسرائيل، ومساهمتها في تثبيت اسرائيل وامنها حاسمة. منذ قيام اسرائيل كان الدعم الامريكي للدولة من الحزبين. رؤساء جمهوريون، مثل الرؤساء الديمقراطيين ايضا دعمونا سياسيا وامنيا بلا اي تحفظ. ولاسفي  فان سلوك رئيس الوزراء في الساحة الامريكية في السنوات الاخيرة خلق الانطباع  بان اسرائيل تفضل احد الحزبين على الاخر. نتنياهو، لاسباب رآها مناسبة، استفز غير مرة كبار رجالات الحزب الديمقراطي، وعلى رأسهم الرئيس اوباما الذي كان بالمناسبة من اكثر الرؤساء ودا لاسرائيل، حتى لو لم تتطابق مواقفه دوما مع مواقف حكومة اسرائيل. هذا هو الرجل الذي فتح امامنا الاستخبارات والتكنولوجيا العسكرية الامريكية مثلما لم يفعل اي من اسلافه، وساعد في تمويل وتطوير منظومات الدفاع الاسرائيلية ضد الصواريخ مثل القبة الحديدية ومقلاع داود وحيتس.

على خلفية سياسة نتنياهو حيال الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، يوجد لدى الكثيرين تخوف  من كتف باردة من الادارة الامريكية الجديدة. ولكن تجربة الماضي تثبت بان الحلف بين اسرائيل والولايات المتحدة اقوى من كل نزوة، من رئيس ورئيس وزراء. صحيح أن الادارة الامريكية لا تميل لان تنسى المشككين بها، ولكن يبدو لي ان هناك غير قليل من الاسباب المخففة التي تمنع سياسة معادية من الساكن الجديد في  البيت الابيض ضدنا: اولا، جو بايدن كان منذ الازل صديق اسرائيل. فعلى مدى عشرات السنين من عضويته في مجلس الشيوخ وقف دوما الى جانب اسرائيل. لدى بايدن تنبع الصداقة من الايمان بالقيم المشتركة للديمقراطية، السلام والمساواة. وفضلا عن ذلك، كان بايدن نائب اوباما، وكنائب الرئيس اظهر غير مرة في  اثناء ولايته التزامه بامن اسرائيل.

للوضع السياسي في اسرائيل ايضا يوجد معنى لدى الادارة الجديدة. فحقيقة أن في اسرائيل توجد حكومة من رأسين تتشكل من كتلة الليكود برئاسة نتنياهو، الذي ابدى دعما لترامب، ومن كتلة ازرق ابيض القريبة في مواقفها وفي علاقاتها من الحزب الديمقراطي – كفيلة بان تؤثر على العلاقات مع الادارة الجديدة. فقسم من كبار رجالات كتلة أزرق أبيض عملوا في تعاون وثيق مع الادارة الديمقراطية ومع بايدن نفسه ومعروفون له جيدا. هكذا عمير بيرتس كوزير الدفاع، عندما  كان بايدن من كبار رجالات لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ التي اقرت تخصيص مقدرات امريكية كبيرة لتسلح ا لجيش الاسرائيلي في عهد حرب لبنان الثانية؛ هكذا غابي اشكنازي تمرير عام وزارته في ذات الوقت وبعد ذلك كرئيس الاركان في عهد بايدن كنائب لاوباما. وهكذا بيني غانتس الذي شغل منصب الملحق العسكري في الولايات المتحدة ونسق الاتصالات الامنية مع القيادة الامريكية. لا شك أن لهذا الثلاثي منظومة علاقات طيبة مع كبار المسؤولين  الديمقراطيين الجدد – القدامى. هذه هي علاقات شخصية ستساعد كثيرا اسرائيل في التغلب على عداء محتمل لنتنياهو.  

اضافة الى ذلك، فان نهج الديمقراطيين لحل النزاع في منطقتنا يختلف عن نهج الليكود والكتلة التي يقودها في الحكومة، واقرب الى مواقف  العمل وازرق  ابيض – نهج “الفلسطينيين اولا” وحل الدولتين. وعليه، يبدو ان سياسة الشرق الاوسط في الادارة الجديدة ستتغير، وسيبذل جهد ديمقراطي لاعادة اسرائيل والفلسطينيين  الى طاولة المفاوضات على اساس صيغة الدولتين للشعبين.

بعد أن قال الشعب الامريكي  كلمته علينا ان نحترم قراره؛ أن نشكر ادارة ترامب على كل الخير  الذي  اغدقته علينا، وان نعانق الادارة الجديدة ونحاورها على أمل ان يؤدي العمل المشترك باسرائيل الى شاطيء  الامان.

والملاحظة الاخيرة للختام. الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة أبرزت الاستقطاب في هذه الدولة ورفعت الى السطح اللاسامية العلنية والخفية  التي وصلت احيانا الى هجمات عنيفة ضد اليهود. وأنا مقتنع بان تشكيلة الحزب الديمقراطي وشخصية الرئيس الجديد المتصالحة ستؤديان الى تخفيض مستوى مظاهر الكراهية ضد اليهود وسرعان جدا ما يثبت ان “بايدن جيد لليهود”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى