ترجمات عبرية

معاريف– بقلم يورام دوري – السماء لم تسقط

معاريف بقلم  يورام دوري – 15/6/2021

مع بداية عمل الحكومة الجديدة ستختفي مسألة نعم أم لا بيبي  عنجدول اعمالنا وسنبقى مع الازمات الحقيقية ومع تحديات الغد في كلمجالات الحياة التي لن تختلفي مع اختفاء نتنياهو “.

حكومة جديدة حظيت بثقة الكنيست في اسرائيل. لاول مرة منذ 12 سنة، منذ 2009، لا  يلتصق لقب  رئيس  الوزراء باسم بنيامين نتنياهو. واذاكنت سأستخدم الجملة التي قالها نتنياهو في يوم وفاة بيرس – “لاول مرةدولة اسرائيل بدون شمعون بيرس، إذن مع الفرق، لاول مرة منذ نصفيوبيل دولة اسرائيل بدون نتنياهو، اطال الله بعمره. مهمة استبداله اكتملت.

أربع حملات انتخابية كانت لازمة لاجل انتخاب رئيس وزراء آخر. سنتان شهدنا خلالهما انشغالا مهووسا في مسألةنعم ام لا بيبي“. مظاهرات مع ومظاهرات ضد. مظاهر كراهية متبادلة، والدحر الى الجانببكل المشاكل الحقيقية لدولة اسرائيل. فهل سنحظى بان نرى تغييرادراماتيكيا في جودة حياتنا؟ مراجعة معمقة في الاتفاقات الائتلافية وفيالخطوط الاساس للحكومة الجديدة تبين ان إحالة رئيس الوزراء بنياميننتنياهو عن منصبه كانت هامة لعناصر الحكومة، ربما أكثر من اي موضوعآخر.

من حيث المبدأ، فالنظام الديمقراطي، ينبغي للوعود ما قبل الانتخاباتان تنفذ لان الحكم الديمقراطي يحكم بالاقوال (وليس من خلال الشرطةوقوات الامن الداخلي كما هو في الدكتاتوريات). بعد حملات الانتخاباتالاخيرة كانت الاحزاب المختلفة والمنتخبون مطالبين بان يلتزموا بتعهد واحدفقط: ان يدعموا نتنياهو لرئاسة الوزراء أو ان يعارضوا استمرار ولايته. هذاالانشغال المهووس بهذه المسألة شطب عن جدول الاعمال العام الانشغالبوعود انتخابية اخرى تتعلق بحياة مواطني الدولة. فقد كانت حياة مواطنياسرائيل تدور فقط حول مسألة نعم أم لا بيبي الهامة بحد ذاتها.

ما أن خرق حزب ما التزامه للناخب في مسألة نتنياهو، حتى نالهجم اعلامية غير مسبوقة ترافقها الشتائم في الشبكات الاجتماعية. فقدوصف الزعماء ويوصفون  “بالخونة، سواء كان الحديث يدور عن غانتس امبيرتس اللذين انضما الى حكومة برئاسة نتنياهو ام بينيتوشكيد اللذين عملاعلى اقامة حكومة بديلة. كل وعد انتخابي آخر دحر الى الزاوية وصدر إذناعلامي جماهيري بتجاهله دون دفع أثمان. اختفى الحرص على مواطنياسرائيل، تطوير بلدات المحيط اجتماعيا، معالجة التعليم للاطفال الصغار،حماية المخصصات للمواطنين القدامى، ايجاد الطريق المثلى لتغطية العجزالكبير في الميزانيةكل هذا اختفى. كما اختفت من المتابعة الاعلاميةالحاجة لتطوير البنى التحتية للمواصلات التي تناسب اليوم دولة من العالمالثالث، وكذا الحرص على الامن الغذائي (اي الانتاج الزراعي) واسعارالمنتجات الزراعية الطازجة التي اصبحت غير هامة. ان التعهدات للناخبين،لجودة حياتهم، اختفت وصمتت امام التسونامي الاضطراري لنحو نصفالشعب إما لاسقاط او ابقاء حكم نتنياهو. كل نصف حسب طريقه. ولمتحظى هذه الخروقات للتعهدات بالذكر او النقد. لم يجرِ اي فحص للوقائعوالحقائق في الاحزاب المختلفة بالنسبة لوعودها الانتخابية، باستثناء التعهدبمواصلة ولاية نتنياهو. في نهاية اليوم انتخب رئيس وزراء جديد (وخير انهكذا) ونحن مواطني اسرائيل سنبقى مع ازمة المزارعين، مع مصاعبالمتقاعدين، مع اسعار السكن في السماء، مع المشاكل القاسية في تعليمالصغار، مع المواجهة الهدامة بين اليهود والعرب ومع الفرق مع الكراهيةالمتصاعدة بين العلمانيين والمتدينين. مشوق أن نفحص في الاتفاقاتالائتلافية من خرق الوعود في هذه المجالات واطلاع الجمهور على ذلك.

مع بداية عمل الحكومة الجديدة ستختفي مسألة نعم ام لا بيبي عنجدول اعمالنا وسنبقى مع الازمات الحقيقية ومع تحديات الغد في كلمجالات الحياة التي لن تختلفي مع اختفاء نتنياهو.

يمكن القول انه من لحظة ترسيم  الحكومة السحب الزائد الشخصيلن يغطى، الامراض لن ترحل والسماء لن تسقط. على الحكومة الجديدة انتعيد احتساب المسار من جديد وان تتعلم من التغيير الدراماتيكي لاستبدالترامبببايدن: اقل ما يكون من البيانات للصحافة والتغريدات في التويتر واكثرما يكون من الفعل من اجل مواطني اسرائيل. في هذا ستختبر في ختامعهد نتنياهو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى