ترجمات عبرية

معاريف– بقلم يهودا شاروني – ائتمان وسيء لي

معاريف– بقلم  يهودا شاروني – 16/11/2020

ابقاء التصنيف الائتماني على حاله سيء  لاسرائيل لانه يطلق يد نتنياهو في مناوراته السياسية على اساس عدم اقرار ميزانية ويسمح لوزير المالية بان يدير المالية  باغراض وابقاء الوزارة  بلا  قيادة مهنية “.

في بداية جلسة الحكومة أمس عدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ثلاثة انجازات هامة لدولة اسرائيل. الاول هو اقامة علاقات السلام والتطبيع مع البحرين، اتحاد الامارات والسودان. وبالفعل، انجاز هائل لدولة اسرائيل.

الانجاز الثاني هو أن شركة التصنيف الائتماني الرائدة في العالم S&Pأبقت التصنيف الائتماني لإسرائيل في مستواه العالي دون أي تغيير. وقال: “هذا انجاز مبهر، وبالتأكيد في فترة الكورونا وهذا اعراب مبهر عن الثقة بالسياسة الاقتصادية التي نتخذها.  وبخلاف المنتقدين على انواعهم، فاننا ندير اقتصاد إسرائيل بشكل جيد.

اما الإنجاز الثالث فهو الاتفاق مع شركة فايزر لتلقي ثماني ملايين حقنة لتطعيم أربعة ملايين مواطن إسرائيل. وأشار نتنياهو قائلا: “نحن نرى النور في نهاية النفق ونعمل بنشاط على أن نضمن ان يكون لكل مواطن لقاح وان نتلقى التطعيمات مع الدول المتصدرة في العالم”.

وبالفعل، لم يوفر نتنياهو أي فرصة لان يأخذ الائتمان الحصري وان ينسب لنفسه الثناء على انجاز السلام مع اتحاد الامارات والبحرين والذي هو هام بحد ذاته.

غير أنه بخلاف موضوع تطعيمات الكورونا وبالتأكيد إبقاء التصنيف الائتماني لإسرائيل دون تغيير، فلا يوجد مبرر للاحتفال. أولا، مراقب الدولة ملزم بان يفحص كيف اننا جررنا حتى اليوم وبقينا في الخلف بين آخر الناس دون اللقاح من فايزر.

وبخلاف توصية المحاسب العام، فضلت إسرائيل لقاحات موديرنا وليس لقاحات فايزر. وقعنا على اتفاق بائس، دون قدرة على إيقاع عقوبات على شركة الادوية الامريكية. رغم أن نتنياهو تبجح على علاقاته مع يهود سلونكي (الذين مدير عام فايزر يرتبط بهم) فلا يمكننا أن نرفع دعاوى ضدهم، حتى لو بقينا بين الأخيرين في الطابور لتلقي اللقاحات.

غير أن قمة “الإنجازات” هي القرار الأكثر غرابة لاقتصاديي شركة التصنيف الدولية S&Pلابقاء التصنيف الائتماني لإسرائيل دون تغيير.  وعن هذا يمكن القول – ائتمان وسيء لي.  

تحدثت امس مع مسؤولين كبار في المالية وهم أيضا فوجئوا بالقرار. فالتوقع المسبق لديهم كان انه حتى لو لم يخفض الائتمان من مستواه الحالي (AA ناقص) فان افق التصنيف سيتغير من مستقر الى سلبي. فبعد كل شيء إسرائيل هي الوحيدة في العالم دون ميزانية مقرة، عجوزات متزايدة، ديون متنامية وقيادة إدارية عليا في وزارة المالية طائرة في مهب الريح. وحتى بعد ثلاث حملات انتخابية، لا توجد هنا حكومة مستقرة.

وبالطبع، من اللحظة التي لم يتغير فيها التصنيف، تكون صدرت الإشارة من السياسيين للاحتفال بانتصار الاقتصاد الإسرائيلي. فنتنياهو تواق جدا للانجاز، والذي إضافة الى حديثه عن أن “هذا اعراب مبهر عن الثقة بالسياسة الاقتصادية التي نتبعها)، تكبد احد ما بشكل تقليدي العناء لان يغير في صحيفة “غلوبس” صورة وزير المالية إسرائيل كاتس بخبر حول الموضوع– بصورة نتنياهو.

وبالطبع وقف كاتس هو نفسه أيضا في استديوهات التلفزيون معتدا بنفسه، حين ادعى بان “قرار شركة S&P  الإبقاء على التصنيف الائتماني هو اعراب عظيم عن الثقة بالاقتصاد الإسرائيلي وثناء على السياسة الصحيحة التي نتبناها”.  

ان القرار البائس لابقاء التصنيف على حاله يعطي ضوء اخضر لوزير المالية لان يبقى دون قيادة إدارية وان يستخف في واقع الامر بالقيادة المهنية في وزارته. كما يسمح له بان يضخم العجز في الدولة دون أي حساب – إذ ان التصنيف الائتماني لا يتغير.

كما انه يمنح نتنياهو الشرعية لان يعيش بلا ميزانية للدولة. إذ ان اقتصاديي شركة التصنيف الائتماني المحترمة قالوا ان كل شيء على ما يران ولا داعٍ لاي قلق. مفهوم ان رجال أزرق أبيض الذين هددوا كل الوقت باسقاطالميزانية، علقوا في موقف دون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى