ترجمات عبرية

معاريف– بقلم ليلاخ سيغان – دروس في الزعامة

معاريف بقلم  ليلاخ سيغان – 14/6/2021

يخلف نتنياهو وراءه دولة منقسمة وضعيفة لانه لم يعرف متىينزل عن المنصة ويترك وراءه بديلا يواصل بها من نجاح الى آخر“.

درسان هامان في الزعامة يتركهما وراءه نتنياهو. الاول  هو القدرةعلى التركيز على الهدف. سواء أحببتم الرجل ام كرهتموه، من الصعب التنكرلانه اذا ما اراد شيئا ما فانه يعرف حقا كيف يحققه. وقد جسد هذه القدرةغير مرة عندما حدد اهدافا اقتصادية سواء كرئيس وزراء أم كوزير مالية،واستنفدها حتى النهاية في لعبة شطرنجه كسياسي.

اولئك الذين يعرفونه جيدا يقولون ان هذه ميزة تبناها منذ عهدتوجيهات السير لوحدة هيئة الاركان الخاصة. هناك تعلم انه من اجل احتلالهدف ما هناك حاجة لثلاثة امور: الاول هو تشخيص الهدف بشكل دقيق،والثاني هو التأكد من أن هذا هدف واقعي حتى لو كان احتمال تحقيقهصغيرا، والثالث هو التركيز عليه وعدم السماح لاي شيء بان يحرفك عنالطريق حتى الوصول اليه. لا يهم ماذا يحصل واي عراقيل تصطدم بها،ببساطة لا تنزل عينيك عن الهدف.

هذا التصميم الحديدي هو العنصر السري في الصيغة التي منحت نتنياهولقبالساحر“. فقد عرف كيف يبقي كل ما تبقى جانبا وان يسير الى الامامبتركيز شامل نحو الهدف، حتى تحقيقه. يحتمل ان يكون سيواصل تحقيقالاهداف التي لا يصل معظم الناس اليها، لو لم يستغل هذه القدرة الرائعةبتواتر مبالغ فيه في السنتين الاخيرتين دون تمييز كاف. فالاحاديثالسياسية نجحت  بشكل عابر حين مر ما يكفي من الوقت بين المناورةوالاخرى. ولكن حل حكومة الوحدة بعد عقدة طويلة واختيار جولة انتخاباترابعة بينما الخامسة على الطريق، كانت اهدافا  طموحة اكثر مما ينبغي. ومثل كبوة الساحر، لنتنياهو ايضا تحول السحر الى فوضى حين خرج عنالسيطرة.

الدرس الثاني الهام الذي يتركه نتنياهو وراءه هو الحاجة الهائلة لمعرفةمتى وكيف النزول عن المنصة. فالزعيم يقاس بقدرته على ان يترك جهازايزدهر بعده ايضا. مع وفاة ستيف جوبس مثلا، سارع الجميع لتأبين أبل. ولكن بعد عقد بقيادة تيم كوك وصلت الشركة الى قيمة خمسة اضعاف. لدىقسم من الزعماء                                          يأتي النزول عنالمنصة مع الموت  فقط، ولكن لدى الجيدين منهم توجد حياة ما بعد ضوءالكشافات، وهي طيبة ومليئة بالمعنى. إذ لا يهم كم انت جيد، كفؤ وناجحتأتي مرحلة ينبغي لك فيها أن تخلي منصة الخطابة للزعيم التالي. هذهمرحلة صعبة على التشخيصسواء يدور الحديث عن الاعمال او عنالسياسةولا سيما اذا كنت انت وحش منصة بحاجة لهتاف الجمهوركحاجتك لهواء التنفس.

يمكن للنزول عن المنصة ان يعد ضربة قاضية بالقيمة الذاتية، ولكنليس بالضرورة حقا. فالعظماء يعرفون متى جاءت نهاية العرض، ويتبنونقبيلها تعريفا ذاتيا جديدا. بدلا من الاستسلام للاحساس بانهم عديمو القيمةاذا لم يتبوأوا المنصب الرئيس، يمكنهم ان يطوروا الشخص التالي الذييصعد الى المنصة ويدعموه حين توجه الاضواء اليه. يمكن ومرغوب فيهالتوديع بكرامة لشخصية النجم في صالح شخصية اخرى ملائمة اكثرللمكان الذي تتواجد فيه في  مرحلة حياتك المهنية. يمكن أن تتحول الى رقيباو مثابة شخصية أب.

دون صلة بالجدال غير المحلول اذا كان هو رئيس وزراء جيد ام سيء،من الصعب الجدال في حقيقة انه لو كان نتنياهو يعرف كيف ينزل عنالمنصة بارادته وبشكل محترم، لانتقل الحكم بينما الدولة اقل انقساما، اقلنزاعا، اقوى من الداخل. كان هذا صحيحا اكثر لاسرائيل كلها. وهذا علىما يبدو سيتعين علينا ان نتعمله منه بالطريقة السلبية.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى