ترجمات عبرية

معاريف– بقلم ليلاخ سيغان – بينيت أولا

معاريف– بقلم  ليلاخ سيغان – 9/10/2020

من يدري فقد يكون نتنياهو متفق مع بينيت كي يعودا لحكومة موحدة مع الاصوليين باغلبية بدون ليبرمان وازرق ابيض في اي انتخابات قادمة رغم ا رتفاع بينيت في الاستطلاعات. واذا كان لا بد من الطوارىء فلماذ لا تكون حكومة برئاسة بينيت بتوقيع 61 نائبا لمدة سنة لمواجهة الكورونا وبعدها تكون الانتخابات “.

من الصعب على المرء  أن  يكون مواطنا اسرائيليا في ايام يفقد فيها الجمهور كل ثقة بالمنظومة الحاكمة، وصعب على نحو خاص أن يكون مواطنا علمانيا والا يفقد صوابه. الكثير من طاقة الغضب تضيع على مصفف  شعر سارة نتنياهو  وصراخات العميد احتياط امير هسكيل.  ولكن كلما نشرت معطيات اكثر تتضح الصورة الكبرى، وينبغي للمرء أن يكون متزمتا في ايمانه (الديني او السياسي) كي لا يراها.

نصف المصابين في جهاز التعليم، الذي كان عاملا مركزيا في قفز مستوى الاصابة، هم اصوليون. معدل المكتوفين بالكورونا في الوسط هو 12 في المئة،  مثل معدلهم بين السكان، ولكن لما كانوا سكانا شبابا بسبب العائلات كثيرة الاولاد، فهذا معدل وفيات اكثر بثلاثة اضعاف من المتوقع، وكذا ايضا معدل المرضى الحرجين ونزلاء المستشفيات.

لم  يكن الاصوليون منقطعون ابدا عن الدولة وقوانينها بشكل علني  وفظ اكثر (ودوما من المهم التحفظ والقول – ليس الجميع حقا).  من جهة  منذ  زمن بعيد اعتدنا على ان قانون التجنيد هو تعبير ادبي لن يتحقق ابدا، ان جهاز التعليم الاصولي يعد مئات الاف الأولاد لحياة تعليم التوراة والمخصصات بدلا من العمل والرزق، وان يد المتفرغين السياسيين الأصوليين تقبض بثقة على صنبور لجنة المالية.

من جهة أخرى، الحقيقة لم تصفع ابدا بوجوهنا بشكل عنيف  بهذا القدر. واجمل ذلك جيدا مدير مستشفى معيانيه يشوعا في بني براك: “لم يكن ابدا جمهور كامل يتحلل من العبء بمثل هذا الشكل ويقتل الناس، ممن تربى على أن يحصل على كل شيء دون أن يعطي شيئا”. شعب إسرائيل يجلس في الاغلاق بسبب الوسط الاصولي ولا يزالون يريدوننا ان نؤمن بان الحديث يدور عن التكافل.

اعمال تجارية صغيرة نجت كيفما اتفق من الموجة الأولى، تلقت ضربة قاضية أخرى. مستوى الضغط يرتفع ومعه معدل العنف في الشارع وفي البيت. الاغلاق ينجح، شكرا للرب، ومعدل الإصابة القطرية نزل أخيرا عن 10 في المئة. ولكن قبل أسبوع نشر معهد “وايزمن” بان معدل الإصابة في الوسط الاصولي يبلغ 23 في المئة، بينما في الوسط العربي وفي عموم السكان يبلغ 8 في المئة فقط. ولا يزال – الوحيدون الذين يخرقون التعليمات وليس في الخفاء هم من داخل أيديولوجيا مسنودة من الحاخامين، هم أبناء طوائف أصولية معينة اعتادوا على الرضاعة من الدولة لميزانيات غير محدودة. هذا هو الوضع، وهو لن يتغير حتى لو كانت غيلا جمليئيل، الحارقة الدورية للتعليمات – كبش فداء يلقى به تحت عجلات الباص فتستقيل.

طواريء – هذه المرة حقا

نعرف جميعنا انه لا يمكن تصديق الاستطلاعات، وبالتأكيد عدم التعويل على الا تختفي نتائجها وكأنها لم تكن. وبالتالي ما هو المعنى الحقيقي للاستطلاع الذي نشر هذا الأسبوع وبموجبه ينزل الليكود الى  26  مقعدا ويرتفع بينيت الى 23؟  سؤال جيد.

الليكود يفقد الثقة، وتكتيك بينيت البراغماتي ينجح بالتأكيد، وكلما تعززت قوة بينيت يضعف دافع الليكود للتوجه مرة أخرى الى الانتخابات، ولكن هذا لا يعني ان بنيامين نتنياهو لن يحل الحكومة في كانون الأول. الكورونا سينتظر ومادة حل الحكومة ستكون الميزانية، التي كما هو معروف – احد على الاطلاق لا يعمل عليها. ويظهر بينيت كبديل المحتمل الوحيد في الخريطة السياسية ولكن الاعتقاد في المعارضة مختلف.  النظرية هي انه رغم التظاهر بانهما خصمان، من خلف  الكواليس متفق نتنياهو مع بينيت على التعاون ويعول على أنهما مع الأصوليين سيصلان الى 63 او 64  مقعدا دون افيغدور ليبرمان، ومع حفنة أصوات من وسط اليسار الساذجين.  

منطق النظرية هو انه من اجل إقامة حكومة يحتاج نتنياهو الى أصوات من الوسط لم تصوت له ابدا، وبالمقابل يحلم بينيت منذ سنين بالانخراط في الليكود – وبالتالي توجد هنا خلطة ما. وان كانت خلطة سرقة الأصوات التي ستجعل مصوتي ازرق ابيض الراحل يشتاقون الى خازوق بيني غانتس، وللمستقلين أن يشتاقوا لاحبولة جباة  الخاوة، الا انه من الصعب القول ان هذا الاعتقاد غير واقعي على الاطلاق.

ان مؤامرة نتنياهو للسيطرة بهذا الشكل او ذاك على الحكومة، سواء في جولة الانتخابات رقم 2 أو 3 أو 4 أو 5 أم ليس له أي نية لذلك وكل شيء لاجل أن يحقق لنفسه قانون فرنسي، إيطالي او بخاري – لن تنتهي. هذا هو الرجل، هذا هدفه، وفي صالحه يقال انه لا يهم كم من الفوضى ستكون في المحيط – فانه مركز على قراراته.

أما بينيت بالمقابل فقد لعب في الماضي دور النجم في الاستطلاعات وسحق تحت نسبة الحسم في الواقع ولا يزال ينطبق عليه واجب الاثبات للاستقلالية الزعامية الحقيقية. وبالتالي فان السؤال ليس ما هي مؤامرة نتنياهو الحالية بل ما هي مؤامرة الاخرين. لماذا يكررون ذات الأفعال ولا يعدون خطة بديلة جديدة تنقذ الدولة من خلطة عفنة أخرى لم يعد المجتمع الإسرائيلي قادرا على احتمالها؟

يئير لبيد سيتقدم بمشروع بناء لحجب الثقة الأسبوع القادم، ولكنه لن يكون بناءاً  اذا لم يقر.  في هذه اللحظة ليس له ما يكفي من الأصابع  وان كان في اطاره سيبقى وزراء أزرق أبيض في مناصبه وسيعين بينيت “وزيرا للكورونا”. يقول ليبرمان ان المشروع هو مناورة  علاقات عامة، ولكن ليس واضحا ما هو الحل الصحيح في نظره. تسفي هاوزر ويوعاز هيندل يهددان بانه اذا لم تكن حكومة رسمية تحرص على المواطنين وتجيز ميزانية فستكون انتخابات. ولكن في أي عالم يوجد سيناريو تكون فيه هذه الحكومة تحرص على المواطنين وتتصرف برسمية؟ بتعابير أخرى: لن يكون حل حقيقي  طالما كان كل فصيل يتمسك بكل  مبادئه القديمة.

اذا كنا نريد ان نعيد سواء العقل للدولة، فان كل العاقلين سيضطرون الى التنازل، بمن فيهم كبار العاقلين في الليكود. وسيضطرون لان ينضموا الى حجب الثقة البناء ويقبلوا وظائف وزراء كبار بعد أن يكونوا كنسوا الى الهوامش في صالح الاخرين. هاوزر  وهيندل سيضطران لان يفهما بان السبيل الذي اختاراه لا يصمد وبالتالي لا مفر من ايجاد السبيل للتعاون مع لبيد. لبيد يضطر لان يرفع حجب ثقة بناء لا  يكون فيه رئيس الوزراء، وبينيت وآييلت شكيد سيضطران لان يجدا حلا ما لبتسلئيل سموتريتش وانطلاقا من الفهم بان سبيلهما الوحيد لتحقيق الاستطلاعات المثنية لهما والتأييد الجماهيري، هو أن يصبح بينيت الان رئيس وزراء.

تريدون طواريء كورونا؟ إذن هيا، لكن هذه المرة حقا. مع توقيع 61 نائبا، حكومة عملية برئاسة بينيت لمدة سنة، وبفرض أن تنجح في مهمتها، بعد سنة نذهب الى الانتخابات في واقع مختلف. ولكن من أجل التصدي للكورونا لا مفر من تعطيل آثار محاكمة نتنياهو وتحطيم الفكرة الأصولية، ليس بالعنف وبالكراهية بل بطريق جديد يصمد على مدى الزمن. إسرائيل لا يمكنها ان تسمح لنفسها بحملة انتخابات أخرى تسلب المليارات من الاعمال التجارية الصغيرة ومن الفقراء، وتضخ  وحلا إعلاميا آخر  وتخدع  مرة أخرى جزءا من المواطنين كي تخلق خلطة أخرى.

يقال ان السياسة هي فن الممكن. حجم الثقة البناء الوحيد الممكن هو أن يقف في رئاسة الحكومة البديلة بينيت، وهذا يحتاج تنازلات كبيرة من الجميع. الامكانية الثانية تبدو ككابوس صعب. هكذا بحيث أن السؤال هو ما الذي يستعد لان يفعله المعسكر عديم الراعي الذي يرى بخوف الصورة الحقيقية،كي لا تحصل هذه الامكانية السيئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى