ترجمات عبرية

معاريف– بقلم  عاموس غلبوع –  ما الذي يريده السنوار

معاريف– بقلم  عاموس غلبوع – 14/11/2019

ما الذي تريده اسرائيل في قطاع غزة؟ ما هي سياستها؟ 

تصفية حماس؟ الابقاء عليها؟ اعادة ربط القطاع في السلطة الفلسطينية؟ احتلال القطاع؟ خلق حوار سياسي مع حماس يؤدي الى تهدئة طويلة المدى؟ الحرص على الوضع الانساني للسكان في القطاع بحيث يتوجهون في نهاية المطاف ضد حماس؟ العمل على أن يجرد القطاع من السلاح او على الاقل من الصواريخ؟ توجيه ضربة شديدة لحماس تؤدي الى هدوء لعدة سنوات، مثلما بعد “الجرف الصامد”؟ 

كل ما طرحته هنا مأخوذ من جملة الاقتراحات التي طرحت في الحوار السياسي الاسرائيلي، في صياغات مختلفة. أه، كدت أنسى انه كان ايضا اقتراح بوجوب تعزيز قوة ابو مازن – وعلىجثامين جنود الجيش الاسرائيلي ان نقدم له على طبق من فضة القطاع “محررا” من حماس. 

اذا كان ثمة هذا القدر الكثير من الاقتراحات، فيبدو أن الموضوع ليس بسيطا. إذن الى أن نفهم ما الذي تريده اسرائيل، تعالوا لنرى على الاقل ما الذي تريده حماس. في 4 تشرين الثاني ألقى يحيى السنوار، زعيم حماس في القطاع، خطابا برنامجيا امام شبان غزيين. الخطاب وتحليله يوجدان في موقع مركز المعلومات للاستخبارات والارهاب. برأيي هذا خطاب يعكس بالشكل الافضل ما هي اهداف حماس الحالية والى اين وجهتها. هذه بنية تحتية معرفية وفكرية لكل من يفكر ان يقرح اقتراحات للسياسة. 

أولا، حماس ترى نفسها مسؤولة عن السكان في القطاع، ومسؤولة عن منع أزمة انسانية وانهيار الاجهزة العامة. هذا هو الفارق الجوهري بينها وبين الجهاد الاسلامي، الذي ينعدم كل مسؤولية. ثانيا، “التسوية” توجد الان على رأس اهتمامها. مع حققته حتى الان ليس مرضيا لان الازمة الانسانية عظيمة. وعليه فان تحدي كسر “الحصار” هو في الافضلية العليا الى جانب استمرار التعاظم العسكري. 

ثالثا، هكذا قال السنوار: “لقد تجلد شعبنا كثيرا على الحصار ولم يعد يمكنه أن يتجلد اكثر. فقد بلغ السير الزبى… ونحن نقول لزعماء اسرائيل ان حل المشكلة الانسانية لغزة يجب أن يكون المسألة الاعلى على جدول اعمالهم، لانه اذا لم يكن هذا، فاستعدوا للامر العظيم… لم يعد يمكننا اظهار طول نفس اكثر”. 

بمعنى ان زعيم حماس يدعو اسرائيل الى فتح المعابر للبضائع، ميناء؟ مطار؟ هو لا يفصل، ويبدو انه يفعل هذا عمدا.

باستثناء انه يوجد هنا “لكن” كبرى تجسد لب المشكلة مع حماس. يقول زعيم حماس: “يوجد طريقان لحل مشكلة الحصار: اما ان نوافق على تنازلات استراتيجية في المسألة الفلسطينية، ام نحدث تغييرا جوهريا في ميزان القوى مع اسرائيل ونجبرها على كسر الحصار. نحن لن نقدم تنازلات استراتيجية”.

اذا أخذنا هذه الامور وأضفنا اليها اقواله في موضوع التعاظم العسكري، الذي هو سبب الوجود الحماس، نحصل على الرسالة الموجهة الى كل رئيس وزراء في اسرائيل: لا تفكروا بابادة حماس. هذا سيكلفكم خراب مدنكم وخسارات رهيبة. الاف الكمائن ستنتظر جنودكم. ادعو زعماء اسرائيل للتخفيف عن القطاع، ولكن لا توهموا انفسكم بانه من أجل الحصول على هذه التسهيلات، سأكون مستعدا للتخلي عن القدرات العسكرية لحماس. لا وكلا. فضلا عن ذلك، وهذه هي النقطة الجوهرية والتأسيسية: حتى عندما يكسر “الحصار” فان حماس لن تتنازل عن قدراتها ولن تكف عن التعاظم كمركب مركزي في المواجهة مع اسرائيل. هذا لست أنا من اقوله، بل زعيم حماس.

إذن ما هي السياسة التي يتعين على اسرائيل أن تتخذها؟ بالعبرية البسيطة: هذا ليس بسيطا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى