ترجمات عبرية

معاريف– بقلم عاموس غلبوع – ماذا حصل منذئذ

معاريف– بقلم  عاموس غلبوع – 24/12/2020

عقد على الربيع العربي، بدلا من الآمال الكبرى لجموع الشباب الثوار – حصلنا على واقع جغرافي سياسي مختلف تماما “.

قبل اسبوع حلت الذكرى العاشرة لاندلاع ما سمي في البداية في الغرب “بالربيع العربي”. فقد بدأ هذا بثورة الجماهير في تونس ضد الحاكم الطاغية والتي سرعان ما انتقلت الى الدول العربية المختلفة. فقد تمردت الجماهير في الميادين. وكان يخيل أنه يوشك شرق اوسط جديد، ديمقراطي على النشوء. أنظمة سقطت، دول تفككت، حروب اشتعلت، حكام تبدلوا، نحو مليون شخص قتلوا، الملايين نزحوا من بيوتهم. عشر سنوات مرت. و”الهزة” وهو الاسم المناسب لما حصل، خبت، ولكنها لم تنتهي بعد.  إذن كيف  يبدو الشرق الاوسط في اواخر 2020، وماذا حصل فيه وفي  محيطه، وأين اسرائيل؟

بداية ما لم يحصل. لم يحصل اي ربيع عربي. فالامال الكبرى التي علقتها جماهير الشبان العرب الثائرون، في الشبكات الاجتماعية، في صعود أنظمة ديمقراطية، بانتشار الروح الليبرالية الحرة في اوساط الشعوب العربية، وكنتيجة لذلك الازدهار الاقتصادي أيضا تبددت امام الواقع الوحشي. اما ما حصل؟ في نظرة من علو طيران العصفور يمكن أن نرى أربع صور واسعة بعضها نتاج سياقات لا ترتبط مباشرة بالهزة. الصورة الجغرافية – السياسية: لم يعد عالم عربي كقوة سياسية – دبلوماسية واقتصادية شديد القوة؛ لم يعد عالم عربي من البترودولارات يفرض رعبه على العالم؛ يوجد عالم عربي منشق ومفكك، مع عشرات الاف الخرائب، اكثر فقرا، مع افواه أكثر للاطعام، غير مستقر، عنيف وقابل للاشتعال. القوتان المؤثرتان عليه ليستا عربيتين وتوجدان في هوامشه: من الشرق – ايران، كقوة مؤثرة مركزية على الهلال الخصيب وشبه الجزيرة العربية، ومن الغرب – تركيا كقوة مؤثرة مركزية على مصر، ليبيا وعلى القاطع الشمالي من الهلال الخصيب في سوريا والعراق. فهل تحلان محل الجهتين المؤثرتين في الماضي: الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي؟ وتوجد جهة مؤثرة جديدة: إسرائيل.

عدة مركبات أخرى للصورة: أولا، جاءت على ما يبدو النهاية للدول القومية العربية (سوريا والعراق) التي اقامتها في اعقاب الحرب العالمية بريطانيا وفرنسا بشرعية دولية. وحلت محل القومية القبلية والطائفية. لبنان الذي هو الاخر نتاج فرنسي، كف منذ زمن عن ان يكون دولة قومية. مصر هي عمليا دولة القومية العربية الحقيقية الوحيدة، التي يوجد لها تاريخ دولة على النيل.  

ثانيا، بعض الدول أصبحت عديمة القدرة على الحكم وبعضها فقد من أراضيه الاقليمية: سوريا، العراق، اليمن، ليبيا، لبنان. اليمن يوجد بين قوتين متخاصمتين، والحرب هناك تتواصل بتدخل سعودي وبمساعدة إيرانية. وليبيا هي الأخرى منقسمة والحرب في داخلها تتواصل مع تدخل تركي قوي. في سوريا انطفأت الحرب، ولكنها تتواصل ضد الثوار في شمال – غرب سوريا، بينما شمالها وجنوبها يخضعان لسيطرة تركية وكردية. هذا بينما على السيطرة الفاعلة في الدولة يتناوش الإيرانيون والروس. اما بشار الاسد فهو دمية تتحرك بالخيوط.

ثالثا، بضع دول نجت: مصر، الأردن، السعودية، دول الخليج، الكويت والمغرب. تونس هي الدولة الوحيدة التي قام فيها، بعد تقلبات عديدة، نظام ديمقراطي. والظاهرة المشوقة هي ان الأنظمة التي نجت كانت وهي المؤيدة للغرب، ولدى الدول الملكية/ القبلية (السعودية، الأردن، الامارات، الكويت وعُمان والبحرين كاستثناء) لم تنشب ثورات جماهيرية. فهل هذا ما سيكون في المستقبل أيضا؟ بالمقابل كل الدول التي كانت مؤيدة للسوفيات، عانت بشدة من الهزة، وعلى رأسها سوريا.

وظاهرة مشوقة أخرى: الهزة تجاوزت السلطة الفلسطينية وحماس في غزة. لماذا؟ ربما لان  الانشغال الأساس للجمهور كان مركزا على “الاحتلال” الإسرائيلي والصراع ضد إسرائيل. ماذا سيكون بعد رحيل أبو مازن؟ على أي حال، هذا صراع على من سيكون الحاكم الطاغية التالي. عن الصور التالية في المقال التالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى