ترجمات عبرية

معاريف– بقلم عاموس غلبوع – ساعة صمت

معاريف– بقلم عاموس غلبوع – 3/12/2020

من صراعات الخلافة، عبر الهدوء النسبي تجاه اسرائيل وحتى الارتفاع الحاد في الاصابة بالكورونا: نظر الى ما يجري هذه الايام في السلطة الفلسطينية  “.

من الصعب اليوم على المواطن الاسرائيلي أن يعرف وأن يفهم ما الذي يجري لدى جاره، السلطة الفلسطينية. فوسائل الاعلام  المؤطرة تقلل من الاهتمام بذلك. واذا ما تمت فانها في غالبيتها الساحقة تشكل ناطقة باسم السلطة أو حماس. احيانا، في اعقاب حدث ارهابي، يظهر مسؤول أمن كبير سابق وبوجه جدي يعلن بان الانتفاضة توجد على الابواب، وايام سوداء بانتظارنا. واذا كانت نفس احد ما تتوق لمعرفة المعطيات والحقائق عما يجري لدى جيراننا الفلسطينيين، فيمكنه ان يجدها في منشورات مركز المعلومات للاستخبارات والارهاب في مركز التراث الاستخباري.

تعالوا لنرى ما الذي يحصل في السلطة، ما هي افعالها الان وما هي اهدافها للمدى القريب. وبداية عن أربع مزايا الوضع الحالي: أولا، السلطة الفلسطينية، وللدقة الرئيس ابو مازن وعصبته، يوجدون في فترة صمت لنهاية الحكم المتواصل منذ اكثر من 15 سنة. فقد بدأت منذ الان صراعات الخلافة من خلف الكواليس، والتي من شأنها أن تصبح عنيفة. كل المنظومة السلطوية توجد في وضع تآكل، الصورة الجماهيرية متردية للغاية لدرجة فقدان الشرعية. المعجزات تحصل دوما بحيث أنه يمكن لابو مازن العجوز، المعروف بمرضه، سيفاجيء ويواصل العيش لسنوات طويلة اخرى ولكن هذا سيطيل فقط آلام الصمت للسلطة الحالية.

ثانيا، الهدوء النسبي للمجتمع الفلسطيني حيال اسرائيل. رغم سلسلة طويلة من  الاحداث  السلبية التي وقعت في السنوات الاخيرة من ناحية المجتمع الفلسطيني (والتي بدايتها الاعتراف الامريكي بالقدس الموحدة)؛ رغم التحريض الدائم من جانب حماس، رغم التحريض البنيوي في التعليم الفلسطيني – فان المجتمع الفلسطيني لم يتفجر عنفا، لم يبدأ بانتفاضة جديدة. مفهوم انه يوجد رشق للحجارة ومحاولات ارهابية فردية وشبكات للارهاب ولكن هذا هو الوضع “العادي” للمقاومة الشعبية. أما المجتمع بعمومه فتعب، غارق في همومه اليومية.

ثالثا، الوضع الاقتصادي المتردي تفاقم أكثر فأكثر في الكورونا. فاذا كان في بداية الوباء كاد الفيروس لا يمس بسكان يهودا والسامرة، فبالتدريج تغيرت الصورة. في الاسابيع الاخيرة يوجد ارتفاع حاد في عدد المصابين، حين يبلغ معدل الفحوصات الايجابية نحو 21 في المئة. في نهاية السنة الماضية فرضت السلطة اغلاقا كاملا ولكن يبدو انه لم يفرض الا في المدن الكبرى. فضلا عن ذلك، فان السلطة، وهي لا تزال في صمتها، ليست قادرة على منع الاعراس الكبرى والمناسبات الجماعية. في صلوات يوم الجمعة الماضي في الحرم شارك نحو 12 الف شخص، معظمهم بلا كمامات.

رابعا، على المستوى السياسي واصلت السلطة سياسة المواجهة السياسية مع اسرائيل، فيما تغوص الى درك اسفل غير مسبوق في منظومة علاقاتها مع ادارة ترامب وفي مكانتها في العالم العربي. ادارة ترامب التي اتخذت تجاهها خطوات مؤيدة لاسرائيل واضحة في موضوع القدس والمستوطنات، عرضت عليها خطة سياسية تتعارض وكل مفاهيمها الايديولوجية الاساسية؛ مست جدا بجيبها، في الوقت الذي الغت فيه مساعدات مالية لها ولوكالةالغوث، واتخذت سلسلة خطوات جعلتها معادية في نظر السلطة. وفي العالم العربي “ثورة” حقا: مصالح الحركة الوطنية الفلسطينية كفت عن أن تكون عاملا مؤثرا مؤكزيا في اعتبارات الدول السنية الغنية؛ الجامعة العربية التي تهتم بالشعب الفلسطيني، توقفت (مؤقتا؟)عن الاستجابة للمطالب الفلسطينية مثلما كانت في الماضي؛  الرفض الفلسطيني تجاه اسرائيل اصبح في الفترة الاخيرة موضوعا في الخطاب العربي؛ السلطة وجدت نفسها في كتلة ايران وتوابعها، مقابل كتلة معارضيها السُنة ومعهم اسرائيل.  

في هذا الوضع وجدت السلطة نفسها امام ادارة امريكية جديدة. ترامب المكروه لم يعد. فماذا تفعل وما هو المتوقع؟ عن هذا في الاسبوع القادم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى