ترجمات عبرية

معاريف – بقلم عاموس غلبوع – انجاز وفشل

معاريفبقلم  عاموس غلبوع – 17/9/2020

بينما يحقق نتنياهو انجازات على صعيد السياسة الخارجية بالتوقيععلى اتفاقات التطبيع التي تطمس المسألة الفلسطينية، يتجلى بوضوحفشله على مستوى السياسة الداخلية ومكافحة الوباء وذلك لعدم ثقة الناسبه ولسمعته كفاسد “.

كان هذا افضل الازمنة، كان هذا اسوأ الازمنة،  هكذا بدأ كتابتشالرز ديكنزبين مدينتين“. وكنت سأقول امورا بهذه الروح عن رئيسالوزراء، نتنياهو: هذه أزمنة ذروة لنجاحاته في مجال سياسة الخارجيةوالامن الاسرائيلية، وهذه ايام الدرك الاسفل والفشل الاكبر له في مجالالسياسة الداخلية والحرب الثانية ضد فيروس كورونا. فالتوقيع على اتفاقاتالسلام والتطبيع مع دولتين عربيتين في الخليج الفارسي يعكس عهدا جديدافي الشرق الاوسط، لا يزال أوليا، لا يزال مفعما بالتحديات، لا يزال يقفامام اعداء، ولكنه يختلف عن ذاك الذي نعرفه منذ عشرات السنين: اسرائيلتقف كقوة عظمى اقليمية، الى جانب ايران وتركيا، فيما يقف معظم العالمالعربي الى جانبها. هي في جبهة واحدة مع معظم الدول العربية السُنيةضد ايران واتباعها والاسلام المتطرف. لقد قطع العالم العربي نفسه عن حلالمشكلة الفلسطينية، لاول مرة في تاريخها القت الجامعة العربية الى سلةالمهملات مشاريع قرارات فلسطينية ضد اسرائيل، وبضع دول تظاهرتبصوت صاخب بحجة ان مصالحها تأتي قبل الحرص على الفلسطينيين. لقدفقد الفلسطينيون حق الفيتو الخاص بهم. كل فكرة العناية بالمسألةالفلسطينية اجتازت انعطافة 180 درجة. ويبدو أنهم سيواصلون دفع ضريبةكلامية لهذه المسألة. ويتهم الفلسطينيون على عادتهم الجميع وينشغلونبالارهاب، ورئيس السلطة الفلسطينية يوشك على انهاء طريقه. فهل سيتغيرشيء ما عندهم في ظل التغييرات من حولهم؟

المشكلة الخطيرة لاسرائيل هي وضعها الداخلي، ضعفها السياسيوالاجتماعي، بالذات الان في ذروة نجاحها السياسي الخارجي. فقد فشلنتنياهو جدا في الحرب الثانية ضد الكورونا، والدولة توجد في وضع منشأنه أن يؤدي الى الفوضى. الاسباب المركزية، برأيي، الاول، لا توجد زعامة،وذلك لاعتبارين: اولا، بسبب عوامل تنبع من سلوك وطبيعة نتنياهو اللذينيمنعانه من أن يضع جانبا الاعتبارات الحزبية والشخصية في صالح هدفآخر: الانتصار في الحرب ضد الكورونا. ثانيا، التآكل المتواصل، المفعمبالكراهية، في زعامته، ولا سيما في السنوات الخمسة الاخيرة.  في هذهالسنوات ادخلت الى الوعي العام كلمةفاسد، ولكونه فاسد ظاهرا، فهو غيرملائم لان يكون رئيس وزراء.

وهذا يأتي بنا الى السبب الثاني: عدم الثقة بالزعيم وبتعليماته؛ فيفترة الحرب يصبح انعدام الثقة حرجا. فضلا عن ذلك، تضاف الى انعدامالثقة في تراكم سريع كل امراض المجتمع الاسرائيلي: انعدام الانضباط،عدم الطاعة، ثقافةإتركها علينا،سيكون على ما يرام؛ و يضاف الى ذلكالكثير من المزايا الشخصية: الانانية، الطمع، الايمان بالمؤامرات، التنكر لمجردوجود المرض والمصيبة.

السبب الثالث: الصعوبة الطبيعية لاتخاذ القرارات في واقع جديد، غيرمعروف، لم يسبق أن كان مثله في العالم. فنحن نتعامل مع فيروس تفيدالمعطيات أنه لا يوجد في الطبيعة. ويخيل ان  الامر الاساسي الوحيدالمعروف هو ان الفيروس ينتقل بالنفس من شخص  الى شخص، وبالتالييجب منع ذلك بعدة خطوات بسيطة، وعلى رأسها الكمامات. وهنا نصطدمبعدم الانضباط وما شابه. ليس هذا فقط، بل فتحت هنا ساحة اعلامية مخيفةلكل بروفيسور في الطب، عديم المسؤولية، يشوش الجمهور: نعم للاغلاق، لاللاغلاق، نعم هكذا، لا هكذا.

في بداية معركة ترفلغر في 1805، عندما دمر الاسطول الانجليزيالاسطول الفرنسي والاسطول الاسباني، بعث القائد الانجليزي، الادميرالنلسون اشارة لكل الـ 27  سفينة حربية تحت قيادته: “انجلترا تتوقع من كلواحد ان يقوم بواجبه“. هذا كل شيء. ولكن هذا عالم بكامله من الزعامةالتي تعرف بان بالفعل كل ضابط مدفعية وملاح سيفعل ما هو مكلف به. هليحتمل اليوم امر كهذا في دولة اسرائيل؟ مع حلول  السنة الجديدة سنصليلذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى