ترجمات عبرية

معاريف– بقلم طال ليف رام – النموذج الغزي

معاريف– بقلم  طال ليف رام 12/2/2021

في شعبة الاستخبارات يقدرون بان حزب الله معني بالمبادرة الى مواجهات محدودة مثل جولات التصعيد في القطاع – ومحظور على اسرائيل ان تقبل مثل هذه المعادلة. قادة اسرائيل ملزمون بان يتأكدوا بان الانتخابات لن تؤثر على سلوكهم تجاه ايران “.

ايران، هكذا يعتقد جهاز الامن وشعبة الاستخبارات العسكرية أمان التي نشرت هذا الاسبوع تقديرها السنوي، اجتازت سنة قاسية على نحو خاص. فآثار الكورونا تؤثر على كل مجالات الحياة؛ الازمة الاقتصادية الاجتماعية تتعمق؛ العقوبات الامريكية تعطي مؤشراتها؛ تصفية قاسم سليماني ومحسن فخري زادا تشكلان ضربة معنوية عملياتية قاسية. وذلك الى جانب استمرار اعمال سلاح الجو الذي يواصل ضرب الاهداف والمصالح الايرانية في سوريا وحسب التقارير في مناطق اخرى في الشرق الاوسط ايضا، دون ان تنجح ايران او حليفها حزب الله في أن تخرج الى حيز التنفيذ حتى ولا عملية رد واحدة.

ولكن الى جانب النجاحات المنسوبة لاسرائيل في العمليات وما يروه في جهاز الامن عندنا كمقدمة استراتيجية عملياتية كبرى، فان ايران وان كانت تنهي هذه السنة القاسية وهي مرضوضة، فانها تقف على قدميها وبعيدة جدا عن ان ترفع العلم الابيض. في السطر الاخير تجدها تواصل التقدم في المشروع النووي ومساعيها للتموضع في منطقتنا وتسليح محور المقاومة.

في تقدير شعبة الاستخبارات بالذات والذي عرض على الجمهور هذا الاسبوع، يمكن ان نتبين بين السطور رسالة مختلفة قليلا واكثر توازنا تجاه الامريكيين مما فسر في خطاب رئيس الاركان أفيف كوخافي قبل نحو اسبوعين ونصف في معهد بحوث الامن القومي. عندما تتعاطى شعبة الاستخبارات مع ايران بصفتها بعيدة سنتين عن القنبلة النووية، في ظروف نقية تماما، يمكن أن نفهم بان هذا التقدير لا يختلف بشكل كبير عن ذاك الذي صدر في العام الماضي. والمعنى هو أن ايران لا تزال بعيدة جدا عن نيل القنبلة النووية وصحيح حتى الان فانها معنية بان تعود الى وضع التسوية والا تقتحم باتجاه النووي.

الرسالة للولايات المتحدة، في حالة شعبة الاستخبارات، هي ان هذا هو الوقت لبث الصبر، لاعطاء ايران الاحساس بان الساعة تدق بالذات في جانبهم وعدم المسارعة لتكرار الاخطاء الجسيمة للاتفاق القديم. وبالاساس عدم الاسراع لرفع العقوبات عن ايران، التي يمكنها ان تستثمر اموالا ومقدرات اكثر في بناء وتعاظم محور المقاومة في منطقتنا.

عندما تتناول شعبة الاستخبارات منع السلاح النووي عن ايران فانها تركز على ثلاث نقاط مركزية: قدرة عملياتية مثبتة ومصداقة لضرب البرنامج النووي؛ معلومات استخبارية تسمح بالعمل؛ ائتلاف دولي اهميته كبيرة أساسا في سياق اليوم التالي للهجوم. في كل واحد من هذه العناصر دورالامريكيين حاسم، لان اسرائيل وحدها لن تتصدر عملية عسكرية، والمفاوضات مع الامريكيين يجب ان تجري بهدوء في الغرف المغلقة.

ان الاعتراف بالواقع وبقيود قوة اسرائيل والاهمية الحاسمة للامريكيين هو تقريبا شرط ضروري لتحقيق النفوذ والمصالح الاسرائيلية، ومحظور على السياسة الداخلية عندنا  وحملات الانتخابات ان تؤثر على المسيرة.

نصرالله يلعب بالنار

يمكن للمعركة ما بين الحروب، التي تؤخر وتيرة تقدم الخصم في جمع القوة العسكرية، ولكنها لا تكبحه تماما، كفيلة بان تصل هذه السنة الى نقطة حسم استراتيجية من ناحية اسرائيل. فاستمرار نجاعتها في صيغتها الحالية ستكون قيد الاختبار حين تكون احدى المسائل المركزية التي ستكون امام اصحاب القرار هي الى اي خط يمكن تعظيم النشاط الهجومي لاسرائيل دون الوصول الى حرب في المنطقة. قبل الكثير من النووي في ايران، في المدى الزمني الفوري للسنوات القادمة، فان مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله سيكون في مركز المعضلة لدى اصحاب القرار في اسرائيل. صحيح حتى الان يعتقد الجيش الاسرائيلي ان لدى تنظيم الارهاب اللبناني بضع عشرات قليلة من الصواريخ الدقيقة التي تهدد اسرائيل، ولكن ينبغي الاشارة الى أنه في السنة الاخيرة سجل حزب الله تقدما في الموضوع.

ان استمرار النشاط الهجومي في سوريا او الاعمال السرية التي تجري في مناطق اخرى في الشرق الاوسط ايضا قد تعرقل ولكنها لن تكبح استمرار هذا الميل. في نهاية المطاف، في الواقع التكنولوجي –التطوري اليوم سيكون بيد حزب الله سلاح دقيق سيصبح تهديدا عسكريا استراتيجيا ذا مغزى على أمن اسرائيل. كلما تقدم حزب الله في المشروع، ستزداد معضلة اصحاب القرار – هل تعمل وتهاجم على اراضي لبنان ايضا، انطلاقا من الفرضية بان هجوم سلاح الجو ضد مواقع يخزن او يطور فيها حزب الله الصواريخ الدقيقة سيؤدي الى حرب.

عملت اسرائيل على مدى السنين انطلاقا من الفهم بانه امام تعاظم قوة العدو، باستثناء التهديد النووي فان اسرائيل لا تخرج الى حرب وقائية.  صحيح حتى الان يعتقد جهاز الامن بان الرد الذي لدى الجيش الاسرائيلي، من ناحية هجومية ودفاعية، ضد تهديد الصواريخ الدقيقة لا يبرر الخروج الى الحرب. ولكن هذه المعضلة ستكون في مركز المداولات في القيادة الاسرائيلية في السنوات القادمة.

لا يمكن قطع التوتر عن الحدود اللبنانية مع حزب الله عما يجري في سوريا. فالايرانيون، رغم الضغط العسكري الاسرائيلي لا يعتزمون ترك المنطقة او وقف ارساليات السلاح لحزب الله والميليشيات الشيعية. والاشهر الاخيرة التي تكثف فيها ايران جهودها في هذا المجال، تثبت ذلك. في جهاز الامن يفهمون جيدا بانه دون تدخل سياسي دولي من جانب روسيا والولايات المتحدة، والذي لا يبدو في الافق في هذه المرحلة، فان المواجهة ستتعاظم فقط في السنة القادمة، فيما ان اسرائيل في هذه الاثناء تصعد حجم الهجمات في سوريا.

في شعبة الاستخبارات أمان يقدرون بانه من المتوقع تصعيد في التوتر على طول الحدود مع لبنان. فمعظم الاعمال في المعركة ما بين الحروب التي تنسب لاسرائيل وان كانت تجرى في سوريا، ولكن احتمال الصدام العسكري مع حزب الله أعلى منه في اي جبهة اخرى. تشخص شعبة الاستخبارات تغييرا استراتيجية لدى حزب الله، الذي فشل في السنة الاخيرة في محاولاته تثبيت المعادلة  التي قررها حسن نصرالله في انه لكل قتيل لحزب  الله في سوريا، سيكون ثمنه جندي اسرائيلي قتيل.  

حسب التقدير، فان حزب الله يستعد لخوض ايام قتالية محدودة، قد تشبه جولات التصعيد المعروفة في قطاع غزة. يوم قتالي كهذا يمكن ان يتطور بعد نجاح في اسقاط طائرة مسيرة لسلاح الجو او اطلاق قذائف هاون نحو الاراضي الاسرائيلية، ردا على حدث يقع في سوريا وغيرها من السيناريوهات المحتملة الكثيرة الاخرى.

اذا كان هذا التقدير، الذي تدعي شعبة الاستخبارات انه يقوم ايضا على اساس المعلومات، صحيحا بالفعل، فان المعنى المباشر هو انه بخلاف ما يجري في السنوات الاخيرة، والتي لم تؤثر فيها المواجهات بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله على الحياة الطبيعية لسكان الشمال، فان جولات التصعيد القائمة ستتخذ طابعا آخر محظور الى اسرائيل باي حال ان تقبل به.

اذا تحقق مثل هذا السيناريو بالفعل في السنة القادمة، فسيكون هذا من ناحية اسرائيل فشلا استراتيجيا مدويا الا اذا دفع حزب  الله لقاء كل عمل عنيف اثمانا باهظة جدا، بما فيها ايضا ضربة لمشروعه للصواريخ الدقيقة وضربة لذخائر كثيرة اخرى.

تعتقد اسرائيل ان حزب الله غير معني بحرب مع اسرائيل، ولكن الفرضية في انه يستعد للمبادرة الى خوض ايام قتالية، تتحدى او لا تتطابق بالضرورة مع هذا التقدير.

بعد حرب لبنان الثانية، يفهم نصرالله جيدا بانه من الصعب حتى يكاد يكون متعذرا التحكم بمستوى اللهيب بعد ان يجري حدث خطير على الحدود. وعليه، فانه يوجد في هذا التقدير تضارب معين، الا اذا كان نصرالله يعتقد بانه حتى في نشوء جولات تصعيد في الشمال سترد اسرائيل بضبط للنفس وباحتواء، مثلما تتصرف في قطاع غزة كي لا تتدهور الى حرب. مهما يكن من أمر، ففي اسرائيل ينقلون منذ اليوم الرسالة لنصرالله بانه يلعب بالنار. ولكن الجيش الاسرائيلي سيختبر في اختبار الحقيقة اذا ما تحقق مثل هذا السيناريو بالفعل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى