معاريف – بقلم شلومو شمير – مجرد سؤال
معاريف – بقلم شلومو شمير – 27/12/2020
“ ألا يقلق احد في اسرائيل من أنه في الوقت الذي سيصمم فيه الرئيس المنتخب جو بايدن سياسته بالنسبة للشرق الاوسط ستكون اسرائيل غارقة في معركة الانتخابات؟“.
كيف ستظهر الانتخابات في ظل الكورونا؟ كيف سيؤثر حزب جدعون ساعر الجديد على النتائج؟ هل سيكون حسم بين المعسكرين هذه المرة؟ حجة واحدة فقط لم تسمع في النقاش الدائر عن الانتخابات في اسرائيل هذه الايام، في ضوء القرار لحل الكنيست الـ 23. أحد لا يتحدث عن توقيت اجراء الانتخابات في البلاد على خلفية بدء ولاية الرئيس الجديد في الولايات المتحدة.
الا يقلق احدا انه في الوقت الذي سيصمم فيه الرئيس المنتخب جو بايدن رئاسته، والسياسة الخارجية للولايات المتحدة ستجتاز لا يقل عن ثورة – ستكون اسرائيل غارقة حتى الرقبة في معركة الانتخابات؟
لا حاجة لان يكون المرء خبيرا كي يتوقع كيف ستكون معركة الانتخابات، واي طابع سيكون للصراع بين الاحزاب، واي شتائم واهانات سيتبادلها رؤساء الاحزاب. وكل هذا كما اسلفنا سيقع في اسرائيل بينما يجري رئيس جديد في البيت الابيض مداولات تتعلق بالتغييرات في السياسة تجاه الشرق الاوسط، وفي وزارة الخارجية سيعملون بكد على بلورة خطوات تربط بالشرق الاوسط. ولكن السياسيين في اسرائيل سيكونون منشغلين جدا في المعارك التي ستقع بين رؤساء الاحزاب. فلمن منهم سيكون الوقت لمتابعة ما يحصل في البيت الابيض. إذ ان المهم سيكون الحجم والنطاق البرلماني لمعسكر اليمين في مقابل معسكر اليسار.
ما يتحدثون عنه حقا دون نهاية هو مستقبل الاتفاق النووي مع ايران. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يكف عن الحديث في الموضوع والاعراب عن قلقه من سياسة الرئيس المنتخب بايدن، والذي يعتزم كما تقول التقارير استئناف مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاق. وحسب تقديرات الخبراء في واشنطن وفي مركز الامم المتحدة في نيويورك، فان احد الامور الملحة على جدول اعمال الرئيس الجديد في الاسابيع الاولى من ولايته سيكون المبادرة الى تغييرات في صيغة الاتفاق.
ولكن مرة اخرى، في اسرائيل في ذاك الوقت سيكون الجميع منشغلون في معركة الانتخابات. من سيراجع عندها بجدية التغييرات الدراماتيكية التي ستقع ومعناها من ناحية اسرائيل؟
مسؤولون يهود كبار في الجالية ممن يتابعون ما يحصل في اسرائيل يعبرون عن قلقهم مما يسمونه “فوضى سياسية مطلقة”. وبزعمهم، فانهم لا يتلقون من السياسيين الاسرائيليين الذين يتصلون بهم مؤشرا على أنهم يفهمون بان تغيير الرئيس، والادارة الجديدة يستدعيان استعدادا سياسيا من جانب اسرائيل، وبالذات عندما يحصل هذا في دولة صديقة مثل الولايات المتحدة.