ترجمات عبرية

معاريف – بقلم شلومو شمير – القفز بالرأس

معاريف – بقلم  شلومو شمير – 6/1/2021

الساحة السياسية في اسرائيل التي لم تكن تتميز ابدا بتراص صفوفها لم يسبق أن كانت منقسمة جدا بحيث يريد كل واحد ان يشكل حزبا وان يكون على الرأس“.

هذه نقمة وهي تحطم كل رقعة طيبة في السياسة في اسرائيل. ولهذه النقمة تعبير في صفحات التلمود: “من في الرأس”.كلمات تمثل فيروس فتاك يدمر امام ناظرينا كل أمل لتغيير الواقع السياسي في اسرائيل. بخلاف الكورونا، لا حاجة هنا لفحوصات او لادخال الى المستشفى. من يعانون من الفيروس هم اولئك الذين يعلنون على رؤوس الاشهاد: “انا اشكل حزبا جديدا سيتنافس في الانتخابات القريبة القادمة، وانا اعرف كيف احل مشاكل الدولة”. أول من عانى من نقمة “من في الرأس” كان يربعام بن نبط. وقد عوقب هو أيضا. حكماء التلمود يكرسون لقصة سقوط يربعام مكانا واسعا. وقد حظي يربعام بوسام شرف من الباري تبارك اسمه حتى أن الآباء الثلاثة لم يحظوا به. “أمسك الرب تبارك اسمه بيربعام بلباسه وقال له تراجع. أنا وانت وبن ييشي نتنزه في جنة عدن.  فقال له يربعام من في الرأس – بن ييشي  في الرأس. والا فلا”. بمعنى اذا كان هكذا فلا اريد. عمليا، تخلى يربعام عن التنزه في جنة عدن بصحبة الرب فقط لانه لن يكون يسير في الرأس قبل بن ييشي. وكان عقاب يربعام الذي يذكر في  المصادر  كمن وقع في الخطيئة وأوقع الكثيرين فيها.  

ما يحصل مؤخرا في السياسة في  إسرائيل  يذكر  بما حصل ليربعام بن نبط. فما الفرق لغرض هذا الشأن أيديولوجيا بين رون خولدائي وعوفر  شيلح؟ فكلاهما اقاما حزبين جديدين. لماذا لا يبقى غابي اشكنازي الى جانب بيني  غانتس في قيادة  أزرق أبيض وقرر الانسحاب؟ لماذا لم ينضم  يرون زليخا لصفوف الحزبين الجديدين لخولدائي او شيلح؟  الجواب بسيط:  يخيل لي ان نقمة “من في الرأس” حية ترزق. كل واحدة ممن ذكروا أعلاه هو في الرأس. حسنا، ماذا إذن؟ السؤال هو اذا كان هذا سيعطي شيئا ما هام وقابل للعيش لمن سيكون في الرأس. هل سيساعد هذا الدولة أو يساهم في حل المشاكل والأزمات؟ الساحة السياسية في إسرائيل التي لم تتميز ابدا بتراص صفوفها لم يسبق أن كانت منقسمة بهذا القدر مثلما هي اليوم عشية الانتخابات الرابعة في غضون سنتين.

المحزن هو انه لا يوجد لقاح لمرض “من في الرأس”. لن نرى حتى محاولة لايجاد علاج له. إذ ان لمثل هذه المحاولة أيضا مطلوب أناس لا  يتطلعون لان يكونوا في الرأس، يسعون عن حق وحقيق الى إيجاد حل، وليس الى مكان في الرأس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى