ترجمات عبرية

معاريف – بقلم شكيد مورغ – السلام مقابل الحلم

معاريف – بقلم  شكيد مورغ ، المديرة العامة للسلام الان – 29/9/2020

” اذا كان مقابل التطبيع مع دولة بعيدة وافق نتنياهو على أن يدفن حلم الضم، فان هذا على ما يبدو يقول شيئا ما عن الضم، وليس فقط عن نتنياهو “.

منذ الاعلان عن التوصل الى اتفاق سلام مع اتحاد الامارات والبحرين، يتجول رئيس الوزراء نتنياهو كطاووس فخور؛ “جئت بالسلام مقابل السلام”، يقول لكل من يسأل بل حتى ولمن لا يسأل. يعرف نتنياهو بانه من اجل تحريك الرأي العام، يجب الاتصال به في مستوى العينين، في رسائل بسيطة وقابلة للاستيعاب. وبالفعل، فان السلام مقابل السلام هو شعار رائع في بساطته. فهو قابل للاستيعاب، مختصر، واذا ما كررناه ما يكفي من المرات، فانه سيبدو مصداقا ايضا. ولكن الفرضية التي بموجبها اليمين القوي يصنع “السلام مقابل السلام” بينما اليسار أسير مفهوم “السلام مقابل الارض”، هي بالاجمال كذبة اخرى غلفها نتنياهو بغلاف لاذع بهدف زوغ عيون الجمهور.

قبل كل شيء، السلام هو ليس “مقابل السلام”، بل مقابل التخلي عن “حلم” الضم، الذي عمل عليه نتنياهو كليس اقل من إرثه التاريخي. ثانيا، سابقة “السلام مقابل الأرض” مسجلة في الطابو على  اسم مناحم بيغن، من آباء حركة الليكود، الذي تنازل عن أراضي شبه جزيرة سيناء في صالح السلام مع مصر. وبالمقابل، في إطار اتفاق السلام مع الأردن لم تتنازل إسرائيل عن اراضٍ (باستثناء تعديلات حدودية هامشية)، ومثل السلام مع البحرين واتحاد الامارات، السلام مع الأردن هو الاخر اشترط بالتقدم بالتسوية مع الفلسطينيين (رابين في اتفاقات أوسلو، نتنياهو في التنازل عن الضم). واذا كان كذلك، فان ادعاء نتنياهو في أنه خلق معادلة جديدة ورائعة أخرى سيختفي قريبا مع الإعلانات الكاذبة من الماضي مثل “لن يكون شيء لانه لا يوجد شيء”، “سنسقط حكم حماس” او “سأنفذ اتفاق التناوب مع بيني غانتس”.

ان أولئك الذين يدعون بان دولة إسرائيل الان “صحيت من وهم السلام”، غرقوا على ما يبدو بأنفسهم عميقا في حلم الصيف، الذي لا يوجد فيه نحو ثلاثة ملايين فلسطيني يعيشون في الضفة تحت الاحتلال، ومليونا فلسطيني يعيشون في غزة تحت الحصار. اذا كان اليسار غارقا في “الأوهام”، فما هو “حل” اليمين؟ رئيس الوزراء يرفض عرض حله للمشكلة.

لا توجد هنا حلول سحرية: فاحد لا يدعي بان السلام سهل. ولكن من ينظر الى الواقع في العيون، ملزم بان يعترف بانه لا يوجد حل آخر. دولة غربية وديمقراطية، ترغب في أن تبقى كذلك أيضا، لا يمكنها ان تبقي الملايين تحت سيطرة عسكرية وتمنع عنهم إمكانية كتابة قصة حياتهم بأنفسهم.

ان رفض التساوم على الأرض سيجرنا الى التنازل عن ديمقراطيتنا، ليس اقل.

المفارقة هنا هي ان نتنياهو أيضا يفهم ذلك: في تنازله عن الضم يعترف نتنياهو ضمنا بان إسرائيل ستواصل الاحتفاظ بالمناطق بمكانة احتلال مؤقت فقط. لقد لعب كل شيء في صالح نتنياهو: رئيس امريكي لم يتجرأ اليمين على أن يحلم به في الماضي، عدم الاكتراث من جانب العالم العربي، هدوء امني نسبي من جانب الفلسطينيين. كل هذه لن تكفيه كي يفي بوعده لقاعدته اليمينية. في نهاية المطاف اذا كان مقابل التطبيع مع دولة بعيدة وافق نتنياهو على أن يدفن حلم الضم، فان هذا على ما يبدو يقول شيئا ما عن الضم، وليس فقط عن نتنياهو.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى