ترجمات عبرية

معاريف– بقلم زلمان شوفال – في مضمون الحسم

معاريف– بقلم  زلمان شوفال – 9/2/2021

عند توجه الناخب الاسرائيلي الى صندوق الاقتراع سيكون مطالبا بان يسأل نفسه بالشكل الاوضح: في ضوء الوضع في اسرائيل وفي العالم، بيد من يفضل  ان يسلم دفة الدولة – لبيد، ساعر او بينيت ام في يدي نتنياهو الواثقتين “.

عندما كنا اطفالا كنا نلعب لعبة “الرئيس، النائب، السكرتير”، لعبة بريئة هدف المشاركين فيها كان ان يصبح المرء رئيسا، وعندما يتشوش احد ما فانه يدحر الى آخر الطابور. في هذه الاثناء ارتفعت اللعبة صفا وثلاثة من لاعبيها الحاليين (غير البريئين جدا) –يئير لبيد، جدعون ساعر ونفتاليبينيت يتنافسون على الصدارة. حتى وقت غير بعيد كان لهم شركاء، مثل رون خولدائي الذي بدأت قائمته تهبط في الاستطلاعات فور نصب اليافطات الكبرى المحرجة التي عرض فيها كزعيم بديل لبنيامين نتنياهو. ولكن في هذه الحالة على الاقل كان الضرر صغيرا إذ ان سكان تل أبيب استعادوا رئيس بلدية ممتاز. كما أن لمرشحين اضافيين في نظر أنفسهم  لقيادة الدولة لم يكن مجد، بحيث أن اللاعبين الوحيدين الذين تبقوا اليوم في الساحة امام نتنياهو هم بالفعل لبيد، ساعر وبينيت (واذا كان يبدو هذا مكررا، فهو ليس صدفة): الاول هو على يسار الليكود، والاثنان الاخران على يمينه. ولكن دون أن يكون ممكنا ان نشخص لدى من منهم خط توجيه مميز، فكري او تخطيطي في شؤون السياسة والامن، الاقتصاد، المجتمع، الدين والدولة وما شابه، باستثناء “فقط لا بيبي”.

لن تكون الانتخابات القادمة مجرد انتخابات، بل مثابة استفتاء شعبي، ليس على الاشتراكية والرأسمالية، ليس على الدين والدولة، ليس على بلاد اسرائيل بل على بنيامين نتنياهو. هذه الانتخابات لن تكون على الماضي إذ ان الحقائق تتحدث عن نفسها بل ان معارضيه الاشد لا يمكنهم أن ينزعوا منه حقوقه في رفع اسرائيل من اقتصاد يضطر بشكل دائم الى عكازتين الى الاقتصاد الاكثر تقدما في العالم، على انه ادار سياسة خارجية وامن عظيمة الانجازات، بما في ذلك السلام مع قسم من العالم العربي، وانه منع حروبا زائدة، وكان بين الاوائل في العالم، ربما الاول، الذي رأى على نحو صحيح الخطر من ايران المتحولة نوويا. وبالفعل فان معطى نشر مؤخرا في “ذكر ماركر” بان  62.5 في المئة من الجمهور يعطي علامة جيد/ممتاز على إدارة سياسة الخارجية و 52 في المئة على ادارة سياسة الامن القومي للدولة. في السنة الاخيرة، فترة الكورونا، رفع نتنياهو اسرائيل الى قمة التطعيمات ورغم انعدام ولاء المعارضة، يعمل على القضاء على الوباء في اسرائيل.

في توجه الناخب الاسرائيلي الى صندوق الاقتراع سيكون مطالبا إذن بان يسأل نفسه بالشكل الاكثر وضوحا: عندما تعرف أو تعرفين، أن ازمة الكورونا لم تنتهي بعد، وان العالم كله قد يكون يقف امام الازمة الاقتصادية الاشد منذ العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، وان التهديد من ايران من شأنه أن يحتدم وانه في الولايات المتحدة، صديقتنا وحليفتنا الاهم، ستسيطر في السنوات القادمة قيادة من شأنها أن تكون عرضة لتأثير تيارات سياسية تحاول هز اساسات العديد من المباديء والمسلمات التي وجهت في الماضي سياستها في مواضيع مختلفة بما فيها اسرائيل – فبيد من تفضل، او تفضلين، تسليم دفة الدولة؟ في يد لبيد – ساعر- بينيت ام في اليدين الواثقتين لنتنياهو؟ العاطفة او الشفقة لا ينبغي أن تكون جزءاً من المعادلة بل فقط التفكر البارد في مضمون الموضوع: هذا ليس سؤالا مبسطا بل حسم لكل واحد وواحدة منا.

كما أن المسألة القانونية لا تغيب عن ناظري. فاسرائيل في غير صالحها علقت في ورقة قانونية – سياسية مُنعت عنها الديمقراطيات الرائدة في العالم – الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا – بمعنى قاعدة عدم عزل رئيس (او رئيس وزراء) قائم، وبكلمات اخرى، اسقاط رئيس او رئيس وزراء هو عملية سياسية وليس قانونية. اما اسرائيل، بالمقابل، كما أسلفنا، فقد دخلت الى رقصة شياطين زائدة وضارة. بالنسبة للكثيرين من الجمهور تبدو الاتهامات ضد نتنياهو سخيفة بل ومدحوضة. ولكن ليس في هذا ستضطر الى الحسم المحكمة مع حلول الوقت، ليس الان، وكل خروج عن ما سبق ذكره من شأنه ان يمس ليس فقط بمكانة اسرائيل كدولة قانون ديمقراطية بل وايضا بمستقبلها بشكل عام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى