ترجمات عبرية

معاريف – بقلم زلمان شوفال – في داخل المتاهة

معاريف– بقلم  زلمان شوفال – 30/3/2021

في السياسة الخارجية لادارة بايدن يوجد بالتالي في هذه المرحلة اضواء وظلال على حد سواء. من ناحية اسرائيل هذا يستوجب تواصل النهج الحكيم والمتوازن الحالي في العلاقات مع واشنطن“.

الوصف غير الدبلوماسي من الرئيس بايدن للرئيس الروسي بوتين “بالقاتل” إما ان يكون دليلا على أن دواليب السياسة الخارجية لادارته لا تزال تحتك او العكس، على انه قرر بان السبيل لترميم مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى سائدة هو في اتخاذ مواقف متصلبة ظاهرا وفي رفع مستوى حدة التصريحات العلنية. هكذا ايضا تصرف وزير الخارجية انطوني بلينكن ومستشار الامن القومي جيك ساليبان مؤخرا في اللقاء في الاسكا مع نظيريهما الصينيين. ليس واضحا بعد كيف ستتعاطى بيجين  وموسكو،  اللتين اعلنتا مؤخرا عن تنسيق  المواقف في الشؤون الخارجية مع الموقف الامريكي الجديد، ولكن توماس فريدمان، المحلل الكبير في “نيويورك تايمز” كتب مؤخرا بان هاتين الدولتين فقدتا الخوف من امريكا، وفي هذه الاثناء، وكأنها تتظاهر بذلك، اعلنت الصين عن  اتفاق استراتيجي لـ 25 سنة مع ايران.  وللتذكير: في موضوع كوريا الشمالية ايضا يوجد الفشل المتواصل في السياسة  الامريكية.

ومع ذلك، واصلت ادارة بايدن بل شددت العقوبات تجاه الصين وروسيا، ضمن امور اخرى بحجة خرق حقوق الانسان. ولكن يبدو أن هذه  الحجة لا  تنطبق  على ايران، إذ أن “موظف” في الادارة اعلن بان  امريكا لن تصر بعد الان على مطلب أن  تتخذ طهران الخطوة الاولى في المفاوضات قبيل استئناف الاتفاق النووي،  وان توافق هذه مسبقا على أن يتضمن مواضيع اخرى. وهكذا في واقع الامر تكون واشنطن قبلت الموقف غير المتنازل للزعيم الاعلى خامينئي، وواضح أن حماسة ادارة بايدن لاستئناف الاتفاق النووي من شأنها أن تبقي علائمها ايضا على علاقاتها مع اسرائيل والشرق الاوسط بعامة.        

الى جانب الشخصيات المركزية في الادارة المعروفين بعطفهم لاسرائيل وبتفهمهم لاحتياجاتها الامنية، بما في ذلك في الجانب الديمقراطي في الكونغرس، توجد ايضا محافل،  وبخاصة في  وزارة الخارجية، تنظر بعين  شوهاء  الى العلاقات الخاصة بين الولايات المتحدة واسرائيل وتتخذ مواقف غير مريحة من ناحيتها في الموضوع الفلسطيني ايضا. ميول مناهضة لاسرائيل، سواء في  الموضوع الفلسطيني أم في السياق الايراني وجدت مؤخرا تعبيرا في مقال في “نيويورك تايمز” عكس النقد السلبي للجناح اليساري في الحزب الديمقراطي علىالسياسة الخارجية للرئيس بايدن حتى الان وتضمن المطالبة بالاستئناف دون تحفظ للاتفاق النووي مع ايران وممارسة الضغوط على السعودية واسرائيل.

كما يوجد آخرون  يشاركون المواقف آنفة الذكر ولكنهم يعبرون بشكل  مزدوج اللسان وبصيغة متعالية  في أن  “اسرائيل هي الدولة الاكثر تسلحا في الشرق الاوسط  وتوجد لها علاقات طيبة مع الكثير من جيرانها العرببحيث أنه لم تعد حاجة الى الدعم الامريكي المكثف”.

في هذه المرحلة  تفضل الادارة التنازل لليسار في مواضيع داخلية مختلفة وليس في المواضيع الخارجية، ولكن ينبغي الافتراض بان الضغوط ستستمر بل وستتعاظم في علاقة مباشرة  مع نجاحات او اخفاقات الادارة في مواضيع الاقتصاد والمجتمع. وبالاجمال لا  تزال سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الاوسط تتشكل ولكنها تشهد على استمرار ميل الادارات السابقة لتقليص التواجد الامريكي في المنطقة  في صالح الشرق الاقصى.  غير أنه كما سبق أن قيل فان “ما يرى من هنا لا يرى من هناك”؛ هكذا بالنسبة لافغانستان وهكذا في موضوع العراق واستمرار الدور الامريكي في الحرب ضد الارهاب الاسلامي – كل هذا من شأنه ان يعرقل الميل آنف  الذكر.  

ويبرز هذا التميز ايضا بالنسبة للعلاقات مع السعودية في اعقاب نشر التقرير الاستخباري  الذي القى على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المسؤولية المباشرة  عن  مقتل  رجل المعارضة  جمال خاشقجي. “جنة عدن  السعودية – الامريكية  انتهت”،  اعلن مراسل  الشؤون العربية في “كان  11” ولكنه نسي انه حتى بعد الطرد من جنة عدن اياها، الحياة تستمر، وهو الحكم بالنسبة لعلاقات الولايات المتحدة مع السعودية. او  كما قال الناطق بلسان وزارة الخارجية الامريكية: “نحن نريد ان  نحقق  الكثير  من  الاهداف  مع السعوديين مثل  وقف الحرب  في  اليمن،  خلق  علاقات  لتثبيت السلام في الشرق الاوسط  ومنع امكانية  الحرب مع ايران”. وكذا ايضا “تقدم السلام بين السعودية واسرائيل هو هدف مشترك”.  

وختاما: في السياسة الخارجية لادارة بايدن يوجد بالتالي في هذه المرحلة اضواء وظلال على حد سواء.  من ناحية اسرائيل  هذا يستوجب تواصل  النهج الحكيم  والمتوازن الحالي في العلاقات مع واشنطن.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى