ترجمات عبرية

معاريف– بقلم زلمان شوفال – بين الشعارات والواقع

معاريف– بقلم  زلمان شوفال – 22/6/2021

الفوارق بين ادارة ترامب وادارة بايدن تبدو واضحة في موضوع الاتفاق النووي والمسألة الفلسطينية. السؤال كيف ستعبر عن نفسها فوارق المناهج متعلق ليس فقط بالادارة الامريكية بل وايضا، وربما اساسا بقدرة حكومة اسرائيل الجديدة على التغلب على تناقضاتها الداخلية وعلى الشلل العام الذي ألم بها“.

كان شعار دونالد ترامب عودة امريكا الى عظمتها. ولكن في نظرة الى الوراء، هل عادت امريكا الى عظمتها؟ “عادت امريكا” هو شعار الرئيس بايدن. عادت الى اين ومن أين؟ هل امريكا المنسحبة من الشرق الاوسط وتوجد في سباق متلاصق مع الصين الشيوعية، وبرأي ميشال فلورمو، وزيرة الدفاع السابقة أخذت في فقدان صدارتها حيال الصين في المجال العسكري ايضا؛ وقيم لحرية التعبير فيها تتعرض لتهديد “الغاء الثقافة”؛ والكفاح العادل ضد العنصرية اصبح عندها تحديا للكثير من القيم والمباديء التي مثلتها في الماضي – “عادت” بالفعل او استعادت لنفسها عظمتها؟ لعل الامر الاكثر ايجابية في الشعارات اعلاه هو مجرد حقيقة ان الزعماء من على جانبي المتراس السياسي فهموا بان شيئا ما بالنسبة للحلم الامريكي تشوش ويجب البحث عن الاصلاح، وبالاحرى، فانه على اي اصلاح توجد خلافات واسعة.

لشدة الدهشة، بالذات في مجال السياسة الخارجية المسافة بين الادارة السابقة والادارة الحالية اضيق مما يمكن تخمينه. يتبين أن ليس كل خطوات ترامب كانت سلبية. وفي مؤتمر سبع الدول الصناعية الهامة الذي انعقد في بريطانيا وفي اجتماع الناتو ايضا لم تتخذ قرارات هامة تتعارض والخط الذي ميز ادارة ترامب. كما أن الخط الحازم الذي يتخذه بايدن تجاه الصين هو استمرار مباشر لادارة ترامب. الاجواء  في اللقائين كانت بالفعل مختلفة عن تلك التي خلقها ترامب، وكما كتب في احدى الافتتاحيات فان “طيبة بايدن تجاه عمانويل  ماكرون وانجيلا  ميركيل بخلاف موقف ترامب شكلت تحسنا ايجابيا، ولكن في مواضيع محددة ولا سيما في موضوع الصين، تبينت سياسة ترامب حاسمة وبعيدة الاثر”. كما ان اتفاقات ابراهيم، ثمرة مبادرة بنيامين نتنياهو السياسية، بمساعدة هامة من ترامب تحظى بتأييد من جانب بايدن – ليس فقط بفضل التقدم في السلام الاسرائيلي – العربي بل لانها تخدم ايضا مصلحة تقليص التواجد العسكري للولايات المتحدة في الشرق الاوسط. في هذا السياق ينبغي أن نذكر ايضا الانعطافة الايجابية في موقف الادارة من السعودية والتي  كانت منذ وقت غير بعيد مثابة منبوذة، وتجاه مصر التي عادت الى مكانها السابق من الشراكة الايجابية.

على اي حال فان الفارق الاهم بين الادارتين هو في موضوع الاتفاق النووي مع ايران والذي  تصمم ادارة بايدن على استئنافه وفقا لصيغته الاصلية. ان النقد في ادارة بايدن وفي اجزاء من المؤسسة الاسرائيلية والذي يقول ان سياسة ترامب لم تحقق هدفها بل قربت ايران من النووي، ينبع بقدر اكبر من دوافع حزبية وديماغوجية مما من تقدير حقيقي للوضع، إذ ان الحديث يدور عن سياسة قطعت في مهدها كنتيجة لتبادل الحكم في البيت الابيض ولم تتمكن بعد من جني نتائجها الكاملة. اما خلافات الرأي بين اسرائيل وادارة بايدن في موضوع ايران فهي ليست فقط في المسألة النووية بل وايضا بالنسبة لمخططات طهران العسكرية الاخرى بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى، اعمالها في سوريا وفي لبنان وتطلعاتها للهيمنة في المنطقة. وفي عهد نتنياهو نجحت اسرائيل بفضل اعمالها العسكرية وكفاءاتها الدبلوماسية في أن تمنع قسما كبيرا من الميول الايرانية، ولكن كيف ستتصرف الان؟

حبة البطاطا الساخنة المحتملة الثانية هي في الموضوع الفلسطيني. في الاصل، لم تكن لادارة بايدن نوايا للانجراف الى هذا المستنقع. ولكن في اعقاب الاحداث الامنية الاخيرة توجد مؤشرات على  أن هذه النهج من شأنه ان يتغير احد اسباب ذلك هو الضغط غير المنقطع من اليسار المتطرف والمناهض لاسرائيل في الكتلة الديمقراطية في الكونغرس. وكان مؤشر بارز من هذه الناحية كان حديثا بين وزير الخارجية حديث العهد يئير لبيد ووزير الخارجية انطوني بلينكن. فقد اعلنت اسرائيل بانه بحُثت سلسلة كاملة من المواضيع ولكن الناطق الامريكي اجمل الامر باختصار  فقال: “تحدثنا عن الحاجة الى تحسين الوضع مع الفلسطينيين”، والتلميح واضح. السؤال كيف ستعبر عن نفسها فوارق المناهج متعلق ليس فقط بالادارة الامريكية بل وايضا، وربما اساسا بقدرة حكومة اسرائيل الجديدة على التغلب على تناقضاتها الداخلية وعلى الشلل العام الذي ألم بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى