ترجمات عبرية

معاريف – بقلم زلمان شوفال – بعد الانتخابات

معاريف – بقلم  زلمان شوفال – 8/9/2020

الادارة الجديدة في واشنطن لن تقوم الا في 20 كانون الثاني 2021، سواء كانت هذه ادارة ترامب أم ادارة بايدن يفترض أن يكون رئيس الوزراء نتنياهو يعمل وسيعمل كي لا تغيب المقدرات الاسرائيلية في المواضيع الهامة لامنها وتحقيق اهدافها السياسية عنها “.

مع أن الانتخابات في امريكا ستكون بعد 56 يوما فقط – ولكن على اسرائيل ان تفحص منذ الان ما ينتظرها بعدها، سواء كانت هذه ادارة ترامب ام ادارة بايدن. وفي هذه الاثناء ارتفعت حملة الانتخابات درجة، حين بدت أن احداثا متطرفة ودراماتيكية  – الكورونا بالنسبة للديمقراطيين والاضطرابات في الشوارع بالنسبة للجمهوريين – خطوط الدعاية. في هذه اللحظة لا تزال الفجوة في الاستطلاعات في صالح بايدن تبلغ نحو 7 في المئة، ولكن هذه الفجوة قد تتبخر اذا ما استمر العنف، السلب والنهب والتخريب – ويحتمل أن تحرف الاحداث القاسية في كانوشيه الانتخابات لصالح ترامب الذي نجح في جر بايدن الى الجدال على العنف.

قسم صغير نسبيا فقط في الدعاية الانتخابية للطرفين تكرس للشؤون الخارجية – أولا، لان هذا لا يعني معظم الامريكيين. ولكن ايضا لانه من شأن الخلافات لدى الجمهوريين بين اليسار “التقدمي” والوسط التقليدي أن يحول الموضوع الى حقل الغام، يكتفي ترامب بعرض افعاله في صالح اسرائيل على قاعدته الافنجيلية.

عند البحث في “ما بعد الانتخابات”، أي، في السياسة المحتملة للادارة القادمة، سواء لترامب، ولكن اساسا لبايدن فانه ليس كل ما كان هو ما سيكون. برنامج الحزب الديمقراطي يعطف عموما على اسرائيل، ولكن كما هو معروف، فان العلاقة بين البرامج والسياسة العملية تكون احيانا مصادفة تماما. لقد رحب بايدن باتفاق السلام بين اسرائيل والامارات وينبغي الافتراض بانه سيؤيد لاحقا توسيع العلاقات بين اسرائيل والعالم العربي والاسلامي – ولكن اشكاليا اكثر قد يكون موقفه من اجزاء في مبادرة ترامب التي تبحث في مواضيع مثل القدس والمستقبل السياسي للفلسطينيين. الكثير من هذه الناحية منوط بالاشخاص الذي يحيطون ببايدن ومن هذه الناحية فان التعيينات التي تلوح في الافق ليست سيئة من ناحية اسرائيل. ومع ذلك قد تظهر “جواكر” اقل ايجابية، وبخاصة اذا ما طلب اليسار المناهض لاسرائيل (في قسمه اللاسامي) الذي سيزداد تمثيله في الكونغرس، تمثيلا  في السلك الدبلوماسي ايضا. ومقلق على نحو خاص موقف الديمقراطيين في الموضوع الايراني والذي قد يجد تعبيره في العودة الى الاتفاق النووي والخط المتصالح تجاهها في مواضيع اخرى ايضا.

توجد في الولايات  المتحدة تقاليد معينة من التواصل في السياسة الخارجية، تكون احيانا ملزمة اكثر واحيانا ملزمة اقل. ولكن  فضلا عن مسألة التواصل على اسرائيل أن تكون يقظة لبضعة بنود محددة اهم اثنين فيها هما استمرار الاجماع الرئاسي في الموضوع النووي واستمرار المساعدة الامنية. فقد زيدت هذه المساعدة وتبلغ 38 مليار دولار ولكن بشروط اقل جودة، ينبغي الاجتهاد لتعديلها. وهذا بالطبع ليس الموضوع الامني الوحيد بين الولايات المتحدة واسرائيل – تضاف اليه سلسلة كاملة من الاتفاقات والتفاهمات الاخرى التي تعقد كل يوم، وليس دوما تحت الاضواء. في السياق الامني  يجدر بالذكر ايضا التعهد القانوني الذي اخذته الولايات المتحدة على  عاتقها للحفاظ على التفوق الامني النوعي لاسرائيل في الشرق الاوسط، الموضوع الذي اصبح مؤخرا جدالا سياسيا اكثر مما هو موضوعي. ولكن اسرائيل ملزمة بان تصر عليه بكل شدة. كما توجد سلسلة من التفاهمات والتوافقات في مواضيع سياسية مختلفة بعضها ذات صلة اكثر وبعضها ذات صلة اقل، ومثلما عرفنا رغم المنفعة التصريحية التي فيها، لم تحترم دوما من الادارات الجديدة. هكذا مثلا تعهد الرئيس جورج دبليو بوش في العام 2004 بالنسبة للكتل الاستيطانية الكبرى في يهودا والسامرة وخرقته ادارة اوباما. بالمقابل، فان الكتاب الذي تلقاه اسحق رابين في 1975 من الرئيس جيرالد فورد والذي قضى بان “وزنا كبيرا لاتفاق السلام مع سوريا يجب أن يتضمن بقاء اسرائيل على هضبة الجولان” والذي اقر من الادارات التالية ايضا – ولكن عمليا عطل رابين نفسه اهميته في “الوديعة” التي توقعت انسحابا تاما من الجولان في اطار اتفاق السلام مع سوريا (“وديعة” الغاها بنيامين نتنياهو)،  وقلت قيمته على اي حال في ضوء بسط السيادة الاسرائيلية على الجولان بموافقة ادارة ترامب. يمكن فقط أن نفكر ماذا سيكون وضعنا اليوم لو وقعنا على الاتفاق مع سوريا – لوجدنا ايران على شاطيء بحيرة طبريا. قبيل “مؤتمر مدريد” نزعت اسرائيل من ادارة بوش “الاب” وثيقة تفاهمات قالت ان الولايات المتحدة ستعارض اقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولكن قيمة هذا التعهد ايضا الغيت على اي حال – ليس بركلة من الامريكيين بل بسبب التوقيع على اتفاق اوسلو.

الادارة الجديدة في واشنطن لن تقوم الا في 20 كانون الثاني 2021، ولكن الخطوات لوضع سياستها ستبدأ غداة الانتخابات – وسواء كانت هذه ادارة ترامب أم ادارة بايدن يفترض أن يكون رئيس الوزراء نتنياهو يعمل وسيعمل كي لا تغيب المقدرات الاسرائيلية في المواضيع الهامة لامنها وتحقيق اهدافها السياسية عنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى