ترجمات عبرية

معاريف– بقلم زلمان شوفال – الحليف المهمل

معاريف– بقلم  زلمان شوفال – 16/3/2021

هل تفعل دولة إسرائيل كل ما يلزم لتؤدي مهمتها كالدولة القومية للشعب اليهودي كما ورد في قانون القومية؟ الجواب هو لا – والدليل هو تعاطيها مع يهود الولايات المتحدة واهمالها لهم “.

“الحليف المنسي” كتب الصحافي الهولندي بيير فان فاسن في 1943 عن خيانة بريطانيا للشعب اليهودي والحركة الصهيونية. ومع الفرق، فان حليفنا، يهود امريكا، وان كانوا لم  ينسوا، الا انهم بقدر ما اهملوا.

منذ منتصف القرن الماضي، كان ليهود امريكا مساهمة مركزية في تسويغ الدعم السياسي في الولايات المتحدة للصهيونية، في الاعتراف بدولة اسرائيل وفي دعم طرفي المتراس السياسي.  فاذا كانت لاسرائيل  مكانة خاصة في الولايات المتحدة فلا  ينبغي  أن نقطع هذا عنتجند اغلبية الجمهور اليهودي من أجلها.

لقد اصبح يهود امريكا منذئذ الحليف الاهم والاكثر استقرارا لدولة اسرائيل، ولكن توجد صدوع في الجانبين. فلا يوجد في يهود امريكا اليوم زعماء بقامة آبا هيلل سيلفر، ستيفان فايس او لوي ليفسكي، ولكن لا تزال هناك اجسام هامة مثل لجنة الرؤساء والاتحادات والمنظمات مثل اللجنة اليهودية الامريكية وهداسا وكلهم يقومون بعمل هام، ولكن الجيل الشاب يقل في الانضمام اليهم والعمل من داخلهم. ويوجد ايضا بالطبع ايباك، اللوبي الامريكي من اجل اسرائيل والذي بدونه لا يمكن وصف الانجازات الهامة في مجال التعاون الامني، المساعدة الاقتصادية السخية في الماضي ومواضيع كثيرة اخرى بين الدولتين. ايباك هو جسم غير حزبي، ولكن هذا لا يمنع محافل اليسار ومحافل مناهضة لاسرائيل مختلفة من محاولة قصقصة اجنحته –  حاليا بلا نجاح.

مع السنين تطور في الولايات المتحدة، في ضوء نجاحات اسرائيل في الحروب وانجازاتها في مجالات مختلفة، نهج يقضي بان وجودها الآمن هو أمر مسلم به. كنتيجة لذلك، اصبحت الصلة المتبادلة بين اليهود واسرائيل ظاهرا اقل حيوية، ولكن بالمقابل، ومثلما قال قبل بضع سنوات من  كان وزير المالية اليهودي للرئيس  كلينتون واحد الاشخاص المؤثرين في امريكا، لاري  سامرس، في لقاء مغلق في  واشنطن: “نحن وصلنا الى مكانة غير مسبوقة في  كل المجالات – اقتصاديا، سياسيا، ثقافيا واعلاميا،  ولكن كل هذا بدأ مع قيام دولة اسرائيل. اذا ما حصل لا  سمح الله شيء  ما لدولة اسرائيل، فسنعود بالضبط الى الوضع الذي  كنا فيه من قبل”.  ليس  كل يهود الولايات المتحدة يشاركون في هذا الرأي  او يفضلون كبته، ويوجد اليوم اناس في الاكاديمية والاعلام من اليهود، وبخاصة في اليسار الموضة، ممن جعلوا أنفسهم منتقدين لكل شيء  اسرائيلي ويتجندون حتى لنشاط الـ BDSالتي ميلها الواضح هو تصفية الوجود اليهودي في بلاد إسرائيل. وهم يبررون ذلك بمعارضة السياسة الإسرائيلية او بامور أخرى، ولكن هذا اعمق بكثير وينبع أساسا من الاغتراب الذاتي. لم يكن هذا دوما على هذا النحو؛ ريتشارد هاس المسؤول عن الشرق الأوسط في مجلس الامن القومي  لدى الرئيس بوش الاب، وقف في حينه امام منظمة يهودية يسارية في اثناء الكفاح في سبيل الضمانات لاستيعاب مهاجري الاتحاد السوفياتي السابق، وعندما حاول  رفض منحها لإسرائيلبمعارضة الإدارة للمستوطنات نهض الجمهور من مكانه وثار عليه. فهمهاس التلميح ونزل عن المنصة.

ولكن هل تفعل دولة إسرائيل كل ما يلزم كي تؤدي مهمتها كالدولة القومية للشعب اليهودي كما قيل في قانون القومي؟ الجواب هو لا، وان كان بمعنى لا نراه في الجميع، اصلاحيين ومحافظين وغير متدينين، كشركاء كاملين في الشعب اليهودي. ويدفع الى الامام قرار محكمة العدل العليا الأخير، الذي اعترف بتهويد الإصلاحيين والمحافظين في إسرائيل،  بهذا الموضوع ولكنه لا يحله طالما لم يترتب مكان التيارات غير الارثوذكسية في حائط المبكى الذي  إضافة الى كونه مكانا مقدسا فانه أيضا رمزا لوحدة الشعب اليهودي.

لكل هذه المواضيع، بما فيها التهويد، والحقوق والواجبات في المبكى، سبق أن كانت اقتراحات إصلاحية، ولكن اهمال دولة إسرائيل لحلفائها الأهم يجد تعبيره ليس فقط في الشؤون الدينية بل وأيضا في الموقف الاستخفافي أحيانا في قسم من الجمهور والمؤسسة السياسية: “لا حاجة للاصلاحيين والمحافظين اذ بعد بضعة أجيال ستكون  الأغلبية على أي حال ارثوذكسية”. قد يكون هذا صحيحا، ولكن بضعة أجيال هو الكثير من الزمن، وعندما يدور الحديث عن الارثوذكسيين يجدر بالذكر ان هذا يتضمن أيضا الستمريين، مثلا. يشرح آخرون فيقولون: “لا حاجة لليهود، يوجد افنجيليون”. وبالفعل يوجد، ولكن عندهم يوجد اليوم خلاف متعاظم بالنسبة لطريقهم السياسي. مع كل النعمة التي في دعمهم لإسرائيل، فانهم ليسوا بديلا للقيمة الكاملة في الحلف مع الجالية اليهودية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى