ترجمات عبرية

معاريف– بقلم زلمان شوفال – الاختبارات التي على الطريق

معاريف– بقلم  زلمان شوفال – 6/7/2021

مع ان الحكومة الجديدة في اسرائيل لن تفوت اي فرصة لاقناع ادارة بايدن بانسجامها الكامل معها، الا ان هذه النية ستفشل على صخرة السياسة الداخلية في امريكا  “.

أنهى وزير  الخارجية يئير  لبيد حديثه مع وزير الخارجية الامريكي بلينكن  بالقول “في السنوات الاخيرة ارتكبت اخطاء، مكانة اسرائيل الدبلوماسية تضررت، ونحن سنصلح هذا معا”. والقصد واضح: “اذا كان  شيء  ما في العلاقات الاسرائيلية – الامريكية عليلا، فهذا ذنب نتنياهو، ومن  اليوم فصاعدا سيكون فجر  جديد  في علاقاتنا”.  تشهد اقوال لبيد على سوء فهم اساسي للواقع السياسي في الولايات المتحدة والذي يتعين على حكومة اسرائيل الجديدةان تتصدى له، وهي تستهدف عداء الديمقراطيين تجاه كل ما ومن كانوا يرتبطون بترامب. كما أنها تتجاهل ايضا ان كل حكومة اسرائيلية تسعى لان تلتصق بالادارة القائمة في الولايات المتحدة. هكذا فعل نتنياهو، والنتائج الهامة – نقل السفارة الى القدس، السلام الاسرائيلي العربي، التعاون الامني – تتحدث من تلقاء ذاتها؛ وهكذا ايضا ستتصرف الحكومة الجديدة تجاه بايدن.

ولكن في اساس الامر، يعمل الرئيس الامريكي وفقا لاعتبارات واقعية وكان هذا سيجد تعبيره ايضا لو تواصلت ولاية نتنياهو. في  المقلوب على المقلوب، الان بالذات يحتمل أن  تنكشف في العلاقات الاسرائيلية – الامريكية عوائق جديدة إذ انه  اذا كان ممكنا ان يقال في  الماضي  عندما كان ينشأ سوء فهم: “هذه ليست اسرائيل، بل بيبي”، فماذا سيقولون الان؟ صحيح أن حكومة اسرائيل  الجديدة لن تفوت اي فرصة كي تقنع ادارة بايدن بانسجامها الكامل معها، ولكن من شأن هذه النية أن تتحطم على صخرة السياسة الداخلية في امريكا، إذ انه في الحزب الديمقراطي تتعاظم ضغوطات اليسار المتطرف المسمى “التقدمي” على التيار المركزي، الذي هو السند الرئيس للرئيس بايدن، لتغيير الاتجاه في كل المواضيع ذات الصلة:  الاقتصاد، المجتمع ولكن ايضا سياسة الخارجية والامن، بما في ذلك الشؤون الاسرائيلية. ومع أنها أقلية في المجلسين وفي مؤسسات الحزب، فان الاغلبية الطفيفة التي للديمقراطيين في مجلس النواب  وفي  مجلس الشيوخ تخلق وضعا بموجبه من شأن الادارة بدون تأييد اليسار المتطرف  ان تعلق في وضع من عدم القدرة على تحقيق سياستها. فمثلا: في الكونغرس تنظم الان مبادرة لتقييد حرية عمل الادارة ضد منظمات الارهاب من الفروع الايرانية في العراق وفي سوريا. ومن يعطي النبرة في المعسكر التقدمي هو مجموعة عضوات الكونغرس المتطرفات بعضهن مسلمات، كلهن مناهضات لاسرائيل مع طابع لاسامي، ومع مساعدة خارجية من جانب شيوخ يساريين مثل بارني ساندرس، اليزابيت وورن، إد ماركي وآخرين. احدى العضوات المركزيات في هذه المجموعة، الهان عمر، من مواليد الصومال، شبهت مؤخرا اعمال اسرائيل في حملة “حارس الاسوار” واعمال الولايات المتحدة في افغانستان لحماس وطالبان، وفي الماضي تحدثت بنبرة لاسامية تجاه يهود الولايات المتحدة. ومثل اعضاء كونغرس يهود وان كانوا شجبوا اقوال عمر، ولكن كان آخرون فضلوا السير على الخط معها، بينما رئيسة مجلس النواب نانسي بلوسي، وان كانت هي بالتأكيد صديقة اسرائيل، اكتفت بانتقاد فاتر.

لم يكن تصريح عمر شاذا وكما كتب مؤخرا في صحيفة “بوليتيكو” على الانترنت فان لديمقراطيين آخرين “يوجد مشكلة أقل فأقل في تأييد مواقفها التي تضرب باسرائيل، بخلاف النهج ثنائي الحزب التقليدي في واشنطن”، و “الموقف الايجابي تجاهها يشهد على أن التغيير في موقف حزبها لا يرتبط بالذات بحدث معين كالحرب في غزة”. وعلى اي حال، فان فكرها هو من نصيب ديمقراطيين شبان في الكونغرس وخارجه ممن يطالبون بان تتركز سياسة الولايات المتحدة تجاه اسرائيل بقدر اكبر على احتياجات الفلسطينيين. ومن تعتبر نجما في هذه المجموعة، عضو مجلس النواب الكسندريا اوكسيو كورتيز  تضيف بانها سمعت ايضا من شبان يهود بانهم ملوا “الرواية الدارجة عن النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني”. هذه التصريحات لا تمثل بالضرورة رأي اغلبية الديمقراطيين ولكنها تشهد على منزلق سلس بالنسبة للموقف من اسرائيل في اوساط قسم هام من الجمهور الامريكي.

كيف ستواجه حكومة التغيير هذه مشكلة غير مغازلتها لادارة بايدن وتشهيرها بحكومة نتنياهو – حين يكون في انتظارها في المستقبل القريب اختبارات صعبة  بما في ذلك الاتفاق النووي مع ايران؟ في الموضوع الفلسطيني ايضا ستكون اختبارات. وان كان في مرحلة متأخرة فقط، ولهضبة الجولان ايضا. ولكن من الافضل لنا ان نرى نصف الكأس الملأى، أي تصريح الادارة بان “الولايات المتحدة لم تغير موقفها”، وليس نصف الكأس الفارغة، اي أن ادارة بايدن لم تعلن بانها بالفعل لم تعترف بسيادة اسرائيل في الجولان، ولكن يجدر بنا أن نواصل الانتباه. وهذه مجرد بعض الاختبارات التي على الطريق.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى