ترجمات عبرية

معاريف– بقلم ران ادليست – من خلف الكواليس

معاريف– بقلم  ران ادليست – 2/9/2020

بدلا من الوصول الى تسويات مع الجيران وعلى الحدود الدامية يخلق نتنياهو عناوين صحف مع دول هامشية لا يساوي “السلام” معها بقيمته الا كما تساويه قشرة الثوم “.

على امل ان تكون اسرائيل الضالة والمضللة قد صحت من خدع “السلام التاريخي”، مرفق طية بضع من الوعود الفارغة التي كانت جزء من خطة العمل لترامب ونتنياهو لنجاح العرض في ابو ظبي. بما في ذلك تجنيد دولا مؤيدة مثل مصر  والاردن، وحتى السعودية. المشكلة: زعيم مصر السيسي  وملك الاردن عبدالله ملتزمان بالقضية  الفلسطينية بقوة دولتيهما ودعم شعبيهما. والالية هي الابتزاز والاغراء. التلميح بوعد بالثواب  المالي وتعلق السياسي وعبدالله بالولايات المتحدة. الوعد: قصص عن اقامة “صندوق استثمارات دولية للاقتصاد الفلسطيني ودول عربية في المنطقة بمبلغ 50 مليار دولار”.

كل الحياة التجارية لترامب وكوشنير مبنية على عروض عابثة من هذا القبيل. الصندوق لا يؤدي مهامه، باستثناء المساعدة للاردن ولمصر التي لم تشذ عن قرارات الكونغرس، بالضبط مثل المساعدة الدائمة لاسرائيل. من يمول في العالم  الحقيقي المشاريع الانسانية في الشرق الاوسط هم الاوروبيون. بينما الامريكيون يقلصون الميزانيات، ولا سيما ميزانيات الفلسطينيين.

وعد آخر هو السلام  مع السودان. قبل نحو اسبوع مر هنا مايك بومبيو بطريقه الى السودان، في محاولة منه لاحداث عرض آخر في صالح الانتخابات لترامب ونتنياهو. فأعلن عن رحلة جوية اخرى “تاريخية ومباشرة” من مطار بن  غوريون الى الخرطوم، ولم يعنى بحقيقة أن هذه حكومة انتقالية لدولة مخنوقة، ضمن امور اخرى عقب العقوبات التي فرضتها عليها الولايات المتحدة كدولة ارهاب.  فقد قضت محاكم في الولايات المتحدة بان السودات قدمت مساعدة حيوية للقاعدة عندما كان اسامة بن لادن في الدولة بين 1991 و 1996.  في 1998 نفذ التنظيم الارهابي عملية مزدوجة في السفارتين في تنزانيا وفي كينيا، بينما كان بن لادن في ذلك الحين في  افغانستان. اكثر من 224 شخصا قتلوا واكثر من 4 الاف اصيبوا بالانفجارات. بومبيو  قال شيئا ما غامضا عن رفع العقوبات في صالح اتفاق ما يواصل عرض نتنياهو وترامب كمهندسي السلام بين اسرائيل والدول العربية. يدور الحديث في نظري عن ليس اكثر من تجنيد عميل حشر في الزاوية، اغري وابتز، ولم يوافق بعد.

كل هذه بالمناسبة اقوال فقط. اما عمليا فلا  تزال ادارة ترامب تصر على أن يدفع السودانيون اكثر من 300 مليون دولار لضحايا ذاك الهجوم. بالون “السلام” لن يقدم شيئا الى الامام، وبالتأكيد ليس الهدوء على حدود الحرب لاسرائيل التي تقع كل يوم وكل ساعة. بدلا من الوصول الى تسويات مع الجيران والحدود الدامية، يخلق نتنياهو عناوين صحف مع دول هامشية  “السلام” معها يساوي بقيمته كقيمة قشرة اليوم حتى لو انتج صفقة جيدة، ولا سيما لمن يحظى بها، وهذا لن  يكون اي  واحد من مليون عاطل عن العمل جراء الكورونا والسياسة الاقتصادية الهدامة لنتنياهو.  

من هنا وصاعدا ستبدأ الحقيقة في الاتضاح: هذه ستكون مناورة لامعة لمحمد بن زايد،  الذي اشترى بالمال عرضا موسيقيا سواء من نتنياهو ام من ترامب. كلاهما دفعا، سياسيا، نصيبيهما: احباط الضم واستمرار المفاوضات مع الفلسطينيين على اساس دولتين للشعبين. برافو، فليواصل ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى