ترجمات عبرية

معاريف– بقلم ران ادليست – من اثنين يخرج واحد

معاريف– بقلم  ران ادليست – 4/11/2020

مفاجأة الانتخابات في الولايات المتحدةن بالنسبة لي ليست هوية الرئيس الذي سينتخب بل أمريكا نفسها. وكذا كيف أثر وباء الكورونا على الحملة “.

الشهر الاخير للانتخابات في الولايات المتحدة في نظر المحلل الهاذي كان مشوقا على مستوى مسلسلات التوتر. اما في المواضيع المتعلقة بمصير دولة اسرائيل فكان اكثر حسما من الانتخابات القريبة القادمة عندنا.

ان مفاجأة الانتخابات برأيي هي امريكا. فحياة الشاشة التي يعيشها الامريكيون، بما في ذلك الاخبار، من المهد الى اللحد هي خليط متغير من العنف والترفيه في مستوى الهزل غير اني لم اعتقد ابدا بان امريكا هشة لدرجة ان وكيل فوضى ثقافة العنف والترفيه سيدير معركة على الرئاسة بعد أربع سنوات اثبت فيها بانه وكيل فوضى العنف والترفيه. صحيح أن كل من تجول قليلا بين الشاطيء الشرقي والغربي عاد مع قصص عن تخلف المناطق الق روية ومايكل مور حذر من اننا نسير الى “ترامب لاند” قبل انتخابات 2016، ولكني لم اصدق انه حتى بعد مسرحيات الرعب الغريبة في حملة الانتخابات لا يزال ترامب يقاتل كل مرشح ليس غوريللا. لترامب يوجد حضور متفجر من الأنا والعافية. فهو ضخم أحمر من مصباح التشمس وبغرة شقراء . وهو يتحدث بحزم كالفكاهي، وواضح ان بضاعة ثقافة العنف والترفيه تباع لدي ولا يمكنك ان تشتبه في اناس يبدون لك معقولين في تأييده  لدوافع مريضة ام انهم متهكمون تماما.

ما حصل في الشهر الاخير هو ان بادين حظي بغلاف محفوظ اساسا لترامب. فكلما تطرف ترامب بوابل من الهراء، التشويه والاكاذيب من جهته، هكذا اخذ بايدن في التعزز. والانطباع هو أن شيئا لن يمس به حتى لو كان اطلق النار على ذاك المسكين الذي هدد ترامب بان يطلق النار عليه في الجادة الخامسة ويخرج نظيفا. فليست الانتخابات فقط لا تزال ظاهرا في جيبه بل لعل حتى الجمهوريين كانوا سيهتفون له.

منذ بدأ وباء الكورونا  كان واضحا ميل الركود في التقدير والغطاء له. وكلما ارتفع عدد المرضى والموتى، هكذا خرج ترامب ضد واضعي الكمامات وضد منظمة الصحة التي تعمل لديه في البيت الابيض. ويبدو أن وسائل الاعلام من التيار الرئيس ايضا شددت مستوى رد فعلها على تصريحات ترامب. فمؤخرا مثلا عندما أعلن بان “الكورونا مثل الانفلونزا”، تحدثت مذيعة الـ “CNN” عن تصريحه وأضافت بشكل موضوعي تماما وغير حماسي بان هذه معلومات مغلوطة، وواصلت إخفاء الحقائق التي تقدم بها وجاءت بخبير صحي اختلف مع ادعاءاته بدء من عدد مصابي الانفلونزا وانتهاء بخطورة الكورونا. المشكلة هي أنه مثلما لدى نتنياهو لا يمكن ملاحقة كل كذبة مصادفة له.

في الولايات المتحدة، مثلما في إسرائيل، يوجد رابط بين الدين والفاشية تحت مظلة الوطنية. في إسرائيل هذه هي أيديولوجيا اليمين المسيحاني لحاخامي الشريعة، والتي ترتبط باليمين الرأسمالي الليبرالي الجديد بأسلوب نتنياهو. وفي الولايات المتحدة هذه هي الصيغة الافنجيلية للمسيحية واليمين الأيديولوجي بصيغة ستيف بانون. في دول ديمقراطية مثل الولايات المتحدة يوجد فصل بين الدين والدولة، على الأقل في مستوى التشريع، ويوجد اقتصاد رأسمالي ملجوم مقابل سياسة رفاه سخية جدا. في الديمقراطيات العلمانية استبدلوا عبادة الشخصة والشرطة السرية العنيفة بالدين، والاقتصاد هو نتاج سياسة الحاكم. في إسرائيل يوجد خليط لكل شيء في الطريق الى سحق الديمقراطية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى