ترجمات عبرية

معاريف– بقلم ران ادليست – معركة اولى

معاريف– بقلم  ران ادليست – 6/11/2020

مشكلتنا ومشكلتهم ومشكلة العالم: ترامب يمكن هزمه. اليوم او في وقت ما. وحتى نتنياهو يمكن عزله عن بلفور، ولكن البيبية والترامبية هنا وهناك كي تبقيا “.

في ليل الاربعاء رعدت الدنيا شتاء من اقصى دولة اسرائيل حتى اقصاها. وسمعها اليساريون كطبول بوتيرة جنازة وتساءلوا ما العمل اذا ما فاز دونالد ترامب. هل ندخل الى الملجأ وننتظر مرور العاصفة، ام نحفر الخنادق ونواصل القتال؛ اما  اليمينيون الذين كالمعتاد وثقوا من أن ترامب سينتصر فسمعوا الرعد الاولي وبعدها واصلوا كالمعتاد ولكن هذه المرة بميل التأكد من النتيجة.

في مساء الخميس تبين أن جو بايدن في الطريق الى البيت الابيض؛ ولم تكن ضربة قاضية هي التي اسقطت ترامب مثل خطاب المصالحة والوحدة لبايدن، الذي جاء فور تباكي الرئيس المنصرف “سرقوا لنا الانتخابات” والاستئنافات التي على الطريق.

تبقت فقط الحاجة الى التوازن. لن تكون في الولايات المتحدة ثورة حتى بعد الحسم النهائي لنتائج الانتخابات. فبايدن ليس تشي جيفارا، لا بمزاجه ولا بارائه. وهو مع النظام الجيد والقديم والذي هو ليس شيئا ما يمكن التعايش معه في عالم اكثر تقدما. لقد كان الديمقراطيين جملة كاملة من الشبان الغاضبين، كل واحد منهم جاك كيندي، كان يمكنهم ان يركلوا ترامب على المستوى اللفظي والجسدي.

ولا يزال فضلت المؤسسة الكلينتونية القديمة المتنافس الاسوأ الذي كان في المخزون، لانه واحد منهم. فبايدن سيسعى الى “الوحدة” والى “الاستقرار”، اي الى الجمود، بينما تحتاج الولايات المتحدة والعالم الى قوة منطلقة لصد اليمين الفاشي والافنجيلي الذي يمثله ترامب وزعماء احزاب اليمين المتطرف في كل العالم يسيرون خلفه، من اوربان في هنغاريا وحتى نتنياهو في اسرائيل.

الانتخابات في الولايات المتحدة هامة لاسرائيل اكثر بكثير من الانتخابات في اسرائيل. عندنا القصة انتهت. برأيي بكل معنى الكلمة. لليمين يوجد قرابة 50 مقعد اساسي حتى بدون الاصوليين وشاس. فالرسم البياني الديمغرافي في خط ارتفاع في صالح ائتلاف يواصل المس بالديمقراطية في صالح التدين، الاحتكاك العسكري بدلا من التسوية والاقتصاد الليبرالي الجديد. اما في امريكا فالوضع معاكس: ائتلاف الاقليات الديمقراطي اصبح اغلبية ديمغرافية وانتخابية، وهو سيسيطر في  الولايات المتحدة، ان لم يكن في الانتخابات العالية فلاحقا، وباتجاه دولة علمانية، ليبرالية وديمقراطية.

مشكلتنا ومشكلتهم ومشكلة العالم: ترامب يمكن هزمه. اليوم او في وقت ما. وحتى نتنياهو يمكن عزله عن بلفور، ولكن البيبية والترامبية هنا وهناك كي تبقيا.

بعد عشر سنوات من التأييد  للجمهوريين، يوجد احتمال لا بأس به بانه رغم تبادل المجاملات التي ستكون بين نتنياهو وبايدن بعد الاعتراف بالنصر، في البيت الابيض سيكون رئيس وزراء اسرائيل شخصية غير مرغوب فيها. فما بالك انه تخلى عن زيارة المجاملة الدارجة لدى بايدن عن زيارته الاخيرة الى الولايات المتحدة، خوفا من اغضاب ترامب.

وناهيك عن التداعيات على امن اسرائيل. فماذا عن اتفاقات “السلام” مع الدول العربية المعتدلة؟ يوسي كوهن، رئيس الموساد في الحاضر والسياسي في المستقبل، قال لـ لاهف هيركوف في “الجيروزاليم بوست” انه “اذا انتخب ترامب فسيصدر على الفور بيان عن العلاقة بين السعودية واسرائيل. واذا  انتخب بايدن، ستبقى للسعودية مصلحة في علاقات مع اسرائيل ولكنها ستنتظر”. سنعيش ونرى.

لم يفصل كوهن ما هو سبب  الانتظار، وآمل الا تكون له فكرة عما يتحدث.  على الاقل من ناحية امنية. لقد تخلى نتنياهو عن الجهود للحفاظ على التفوق العسكري في الغواصات والطائرات المتملصة للامارات، وهو سيكون موقعا على 50 طائرة متملصة للسعودية، في بؤبؤ عين واعماق قلب ترامب وكوشنير. دولة يوجد فيها تزمت ديني مناهض لاسرائيل وخلفية معادية لولي العهد محمد بن سلمان (اعتقال ومصادرة املاك ومال عشرات عائلات الامراء). وضعية كفيلة بان تؤثر على استقرار المملكة واذهب لتعرف الى اي يؤدي هذا. من جهة اخرى فان بايدن ايضا سيبيعهم متملصات. فهو ايضا، مثل ترامب، سيؤيد التنسيق بين ابن سلمان، محمد بن زايد ومحمد دحلان الفلسطيني من دول الخليج لحل المشكلة الاسرائيلية – الفلسطينية، بما في ذلك الضغط لحوار نزيه في موضوع المستوطنات.

من كل هذه سيكون علم بايدن هو العودة الى الاتفاق النووي مع ايران، رفع العقوبات وتفجير بالون جنون الاضطهاد. من الصعب التقليل من التأثير القوي لفعل من هذا القبيل على كل منظومة الامن الاسرائيلية، ابتداء من التغيير في تقدير التهديدات بشكل عام – ليس فقط حيال ايران بل وايضا حيال السائرين في فلكها، مثل حزب الله وسوريا  – وانتهاء بالتأثير على مبنى وميزانية الدفاع، على الاستثمار في المشتريات والاستعدادات للحرب. وفي هذه المناسبة مرغوب فيه ايضا وقف الحرب التي بين الحروب والتي هي عديمة الجدوى في كل جبهات النار الحالية.

العرض سيستمر

في مرحلة  جلبة انتهاء الانتخابات لترامب بقينا ايضا مع التساؤل الدائم واصدائه:  لاربع سنوات تصرف  ترامب كالازعر  الذي  ليس  واضحا اذا كان غبيا ام مخادعا ام  بندوقا  اكتشف  سر محبة قسم  كبير  من الامريكيين  للغباء او  الخداع. من  ناحيته  كانت ولايته  تسلية  ثأرية  للولد المنبوذ  الذي  يحطم العاب  الاولاد الذين اضروه.  حتى لو  كان الحديث يدور عن ديمقراطية.  من ناحية مجموعة الدعم المركزية له،  الافنجيليين، كانت هذه خطوة مسيحانية مخطط لها ومستثمر فيها. بالضبط مثل التنظيم السري اليهودي في الثمانينيات عندنا والتخطيط لهدم الاقصى في  صالح الهيكل.

ان انتصار بايدن هو انتصار الاقليات على الايديولوجيا والممارسة السياسية للافنجيليين. ومثل القبعات المحبوكة عندنا، فان الافنجيليين ادخلوا رجالهم الى مفترقات اتخاذ القرار في الادارة (وزير الخارجية، نائب الرئيس والكثيرين في المستويات الوسطى)، وقبل ثماني ايام من الانتخابات عينوا ايمي بارت (محافظة من الجحيم، ضد الاجهاض، ومع  المسدسات) كي يثبتوا اغلبيتهم في المحكمة العليا. وفي الجولة الحالية دخلت الى الكونغرس واحدة، مارجوري تايلور، التي ايدت منظمة “QAnon” التي تروج لنظريات المؤامرة لدرجة أن الـ اف.بي.اي حددها كتهديد ارهابي محتمل.

من جهة اخرى، شقت الانتخابات الحالية الطريق لهجوم فتيان وفتيان ساندرس التالي بدعم من النخبة الليبرالية البيضاء، السود، اليهود والاسيويين والهسبانيين الامريكيين. وشق انتصار بايدن طريق الاغلبية الديمغرافية والديمقراطقية لان تضرب لاحقا الجمهوريين والافنجيليين على حد سواء. او بكلمات اخرى: متى عندنا؟

ولا يزال، حتى لو دخل بايدن الى البيت الابيض في كانون الثاني 2021 سيبقى ترامب العرض الافضل في المعمورة. من اعتقد انه بعد الخسارة سيصعد الى “اير فرانس 1” ويختفي في الغروب باسلوب جون واين، مخطيء. فالرجل ليس كابوي، بل مسلح مأجور. وقد حول الحزب الجمهوري الى حزب ترامب وسيواصل قيادة مؤيديه عندما سيحقق في ملفاته الجنائية كقديس مُعنّى.

في هذا المسار يوجد له منافس جدي في بلفور، على فرض مؤكد جدا بان محاكماتهما ستجريان بالتوازي،  بالتوفيق لكليهما.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى