ترجمات عبرية

 معاريف – بقلم  ران ادليست –  بين بايدين وأفيتار

معاريف – بقلم  ران ادليست – 18/6/2021

” التقدير هو ان الامريكيين سيمنحون الحكومة الجديدة بضعة ايام رحمة في كل ما يتعلق بالمسألة الفلسطينية، ولكن العد التنازلي بدأ منذ الان “.

قبل اسبوع من طقوس ترسيم الحكومة التقى نفتالي بينيت وبيني غانتس و”بحثا في سياسة المناطق”.  ليس لدي اي فكرة ما الذي قاله ماذا لمن، وواضح انهما لم يبحثا هناك في سياسة المناطق بل بمسألة ماذا سيكون القول المشترك لرئيس الوزراء المرشح ووزير الدفاع في الموضوع موضع الخلاف المسمى “السياسة في المناطق”. مداولات حقيقية على مستقبل المناطق لن تتم الا بعد ان يقول العم جو كلمته.  وعلنا. افترض أن غانتس يعرف، اكثر من بينيت، ماذا يفكر  الامريكيون عقب محادثات متواصلة مع البنتاغون ووزارة الخارجية. قبل نحو شهر وصل غانتس الى واشنطن كي يجدد المخازن بعد الجولة في غزة، ولا يوجد سبيل في العالم يقنعنا انه لم يسمع هناك ما الذي يتوقعه الامريكيون بالمقابل. بالعموم على الاقل. حتى لو كان غانتس لا يعرف التفاصيل التي هي لُباب الاقتراح الامريكي، فهو يعرف ما نعرفه جميعا. دولتان للشعبين. اذا كنت أفهم صحيحا رأس البايدنيين، فانهم سيسيرون في نهاية المطاف على مؤتمر دولي يفترض أن يكون مسنودا من الرباعية الدولية وهذا سيحصل في ضوء توجيهات بايدن (“نحن سنعمل في كل موضوع دولي مع الحد الاقصى من الشركاء”)، بما في ذلك مع الدول العربية.  وخمنوا ماذا يقول كل هؤلاء؟  صحيح. دولتان. 

فرضية العمل اليوم هي “العالم” بقيادة الولايات المتحدة يفهم بان الرعاع المتشدد في اسرائيل، بقيادة نتنياهو، يهدد بالانتقال الى الاضطرابات، وبينيت وشركاؤه يحتاجون الى الوقت للاستقرار. وعليه فان هذا لن يحصل غدا، ولكن بعد غد يوجد يوم آخر. وحل المسألة الاسرائيلية في الموضوع الفلسطيني هو مفتاح هام للهدوء، الذي هو مصلحة كل الاطراف. حتى ايران. المشكلة: ادارة شؤون “السياسة في المناطق” هي عمل يتطلب سياسة في 24/7 وهذه السياسة يجب أن تتكاتب مع السياسة الامريكية، حتى لو لم تكن متطابقة تماما، على الاقل في منع الاستفزازات. فالحوار التاريخي مع صديقتنا الكبرى، باستثناء فترة ترامب كان مكشوفا دوما حتى لو لم يكن علنيا تماما. الاسلوب الهاديء يعتقد: “انتم تريدون صواريخ الاعتراض للقبة الحديدية للجولة التالية؟ فسيروا على الخط بناء على ذلك”. 

زئيف الكين طلب السيطرة على البناء في الضفة. غانتس عارض. النتيجة: بدلا من وحدة اعتماد يديرها الكين وأمل جديد، تقام مديرية تحت الادارة المدنية بسيطرة غانتس، وهي التي ستعنى بادارة المناطق ج. والمعنى هو ان السلطة الفلسطينية ستتمكن من البناء هناك  وفقا للطلب الامريكي الدائم السماح للفلسطينيين بتواصل اقليمي هو اساس دولتهم في المستقبل. 

20 سنة، اكثر من نصفها لنتنياهو، لم تبنى بؤر استيطانية جديدة. قبل نحو شهرين  اقام المستوطنون بؤرة استيطانية غير قانونية باسم افيتار واخليت على الفور. وكانت الايام ايام حكومة نتنياهو، والاخلاء كان جزءا من سياستها. وكان لا يزال يحلم بانه قد ينجح في ان يتسبب بفرار واحد او اثنين الى معسكره ولم يرغب في ان يخرب نهائيا علاقاته مع البايدنيين. ولهذا فانه لم يرد على الاخلاء.

في الاسبوع الماضي، كجزء من الاعيب حملة الضغط على بينيت، وكان نتنياهو لا يزال في مكتبه، ادخل النائب موشيه اربيل مواد بناء الى بؤرة افيتار. دفعة واحدة اقيم فيها نحو 15 مبنى وشق طريق ربط. المغروسون من المستوطنين في جهاز الامن في المناطق دفعوا لان يرابط جنود من الجيش الاسرائيلي في البؤرة لمساعدة الغزاة في بنائها.  واوضح الناطق العسكري بان الحالة سيحقق فيها وعند الحاجة ستتخذ اجراءات انضباطية. قائد المنطقة الوسطى، باسناد من غانتس كمسؤول عن الادارة المدنية اصبح امر تحديد في مطالبة للاخلاء ومنع البناء في المنطقة. يدور الحديث عن اراض لم تتضح هويتها حسب القانون (ادعاءات المستوطنين تتراوح بين اراضي الدولة التي هي لنا وفضلا عن ذلك فالرب أذن). في الاسبوع الماضي، عندما كان واضحا بان بينيت رئيس الوزراء، هجر نتنياهو موقفه السابق كمن لا يتدخل وبدأ يدير حملة استفزازية كرئيس للمعارضة. وبينما كان لا يزال رئيس الوزراء، ادعى نتنياهو بان الامر الصادم يفترض أن يتلقى موافقة رئيس الوزراء، وان صدر بدون صلاحيات ويجب تجميده حتى استيضاح مكانة الارض. اما غانتس فاغلق الموضوع واجاب بان امر التحديد غير واجب من المصادقة من رئيس الوزراء، وانتقل الامر الى بينيت. 

شدة التراجيديا (والغضب  الذي يفترض أن تثيره) التي تسمى “المسألة الاسرائيلية – الفلسطينية” تلخصت هذا الاسبوع في ان فتى ابن 15 من القرية المجاورة الذي شارك في المظاهرة ضد اقامة البؤرة قتل بنار حية من جنود الجيش الاسرائيلي. 

الفزاعة الايرانية

في هذه الاثناء لم يعد بيبي، ولا  نعرف  كيف  سيتصرف  بينيت. فهل سيتجه دعم ما نراه من القدس لا نراه من افيتار؟ ام سيشكل لجنة؟ وربما يقرر ما هي بضعة بيوت على تلة قفراء مقارنة بالصفقة الكبرى المخطط لها لاحقا. من جهة جر أرجل في افيتار وفي الشيخ جراح كفيل بان يؤدي الى التوتر، من جهة اخرى تخليد افيتار قد يهديء اليمين المجنون على أمل ان يمنح الامريكيون حكومة التغيير، والاصح اليمين المستيقظ في داخلها تسعين يوم رحمة، والعد التنازل بدأ منذ الان. 

قبل بضعة ايام من تنصيب الحكومة شدد جيش كوخافي حربه ضد جيش نتنياهو، أزاريا وبن غبير عندما اطاح بقائد حظيرة ومقاتل اطلقا النار بلا مبرر على غير مشاركين في القطاع. فقد اعلن رئيس الاركان بان “هذا حدث خطير لا ينسجم مع قيم الجيش الاسرائيلي”. 

ادارة سياسة الامن بعامة مشروطة بتقدير التهديدات من جانب حزب الله، سوريا، الفلسطينيين وايران. ومن حيث المبدأ، غزة، القدس، افيتار، ايران او حزب الله هم ادوات مستطرقة. التهديد او الهدوء في واحد منها يؤثر على الباقي. والمفتاح هو تقوم الوضع الذي يعتقد ان ايران هي فزاعة نفخها نتنياهو الى حجوم تهديد وجودي بخلاف رأي جهاز الامن. باستثناء الموساد، الذي اصبح اداة تنفيذ لنتنياهو وخشبة قفز سياسية ليوسي كوهن. والتسوية المتبلورة هذه الايام بين واشنطن وطهران يفترض أن  تشكك بفكرة التهديد الوجودي والاعمال العملياتية التي ترافقها.

المعنى الفوري، اذا ما وعندما يخفض جهاز الامن مستوى التهديد الايراني وتداعياته، سيكون تقليص في ميزانية الدفاع. السفن الاربعة لا يمكن تقليصها إذ انها في الطريق للوصول. ولكن السر الاضافي من   F35لا يزال ممكنا شطبه من ميزانية المساعدة الامريكية في صالح بنود تكلف بالشيكل. وصفقة الغواصات لا يزال ممكنا عرقلتها. 

بينيت لا يزال يلوح بالفزاعة الإيرانية عقب الحاجة لتعزيز اليمين والتهديد بحملة ترك الدولة لمصيرها من جانب بيبي والبيبيين. وفترة هدوء ستساعده في تهدئة إحساس التهديد الوجودي بشكل عام. والشرط هو الا تنفذ استفزازات برعاية معلومات استخبارية مغرضة بأسلوب نتنياهو وكوهن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى