ترجمات عبرية

معاريف– بقلم ران ادليست – انهيار المفهوم الفكري

معاريف– بقلم  ران ادليست – 2/12/2020

اذا كنتم تعتقدون بان المظاهرات امر هام ومجدٍ فاخرجوا في مظاهرات ضد النية لجرنا الى الحرب “.

ان تصفية ابي البرنامج النووي الايراني عالم النووي محسن فخري زادة، والتي ينسبها حكم ايات الله لاسرائيل، هي استفزاز خطير، اذا كان نفذها بالفعل ترامب ونتنياهو. اما الاسباب المحتملة للاستفزاز المزعوم فهو ان ترامب يتحطم، بيبي يقف قبل محاكمة ستحطمه، والاثنان يديران سياسة بعدنا الطوفان.

التقنية الحالية لنتنياهو هي سامة وحقيرة: التلويح في الهواء بتهديدات الحرب لصرف النظر عن الفشل المعيب والضار في معالجة الكورونا وفي التداعيات على الاقتصاد. بمعنى انتم تخافون من ايران والقنبلة، وانا انقذكم.

ادعت التحليلات بان التصفية جاءت على ما يبدو لعرقلة السباق نحو القنبلة، وهذا هراء. بتقديري، جاءت التصفية لاستفزاز الايرانيين لرد يؤدي الى قصف اسرائيلي – امريكي مشترك. ولحظنا، فان الايرانيين في هذه الحالة هم الراشد المسؤول. ولا يعني هذا انه ينبغي الرحمة على نظام آيات الله الذي هو نظام رهيب بحد ذاته. فالفرضية السائدة هي انهم لن ينجروا الى رد فوري الى أن يعيد بايدن الاتفاق النووي الذي وقعه في 2015 اوباما وروحاني بموافقة الزعيم الاعلى خامينئي. فاللحظة التي يحصل فيها هذا، سينهار دفعة واحدة مفهوم التهديد الايراني.

لقد زعم ان فخري زادة كان قنبلة نووية متكتكة. وحسب “مصدر امني في الغرب” اقتبسته وسائل الاعلام ، فان “تصفية فخري زادة هي الذروة في خطة اسرائيل الاستراتيجية للتخريب على البرنامج النووي الايراني، وهذه القضاء على علم لا بديل له”.  أحقا؟ البنية التحتية النووية في ايران تتضمن مئات العلماء وقدرة معرفية وعملية للتوجه نحو القنبلة مع وبدون تصفية واحد من دزينة “الكبار” الذين صفوا في السنوات الاخيرة. في 2011 صفي ابو برنامج الصواريخ بعيدة المدى الايراني، طهراني مقدم. في 2016 اطلق البرنامج، الصواريخ اطلقت كما كان مخططا، وتبين أنها تصل الى كل نقطة في دولة اسرائيل، ما ادخل جهاز الامن كله في دوامة حتى اليوم.

ان القصة الحقيقية هي ان حكايات حاملي المسدسات المأجورين المنسوبين للموساد لا تصمد امام المصالح الاستراتيجية. لا مصالح ايران ولا مصالح كل العالم ذي الصلة بالشرق الاوسط. فعندما يشجب الاتحاد الاوروبي، روسيا وابو ظبي التصفية فهذا ليس لانهم اصيبوا بنوبة اخلاقية وانسانية بل بسبب مصالحهم السياسية. بعد نحو شهر سينضم بايدن اليهم، وستتغلب المصلحة العالمية على التكتيك الاسرائيلي. والنتيجة ستكون انفجار فقاعة التهديد الايراني المضخم وحتى ذلك الحين ينبغي منع نتنياهو وترامب من احراق المنطقة.

يتبين أن السعودية ايضا، عشيقتنا المحبوبة، لا تريد الفوضى. وحتى البحرينيين الذين معظم سكانهم الاجانب هناك هم ايرانيون، يعتقدون ان هذه فكرة سيئة. فباختصار، كالمعتاد، وفقا لما ينسب لنا، هذه المرة ايضا اطلقنا النار على ساقنا نحن انفسنا. واذا كنتم تعتقدون بان المظاهرات هي موضوع هام ومجدٍ فاخرجوا للتظاهر ضد النية لجرنا الى الحرب. واذا كنتم تعتقدون بان صفقة الغواصات هي فساد امني، فماذا عن الفساد الامني في يومنا هذا والكفيل بان يدهورنا الى جولة دموية ودمار بحجوم تاريخية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى