معاريف– بقلم ران أدليست – مناعة الائتلاف
معاريف– بقلم ران أدليست – 17/2/2021
” في ظل التحالف مع بن غبير فان هذا سيكون وزيرا بالتأكيد او رئيسا للجنة الدستور اذا ما كان مصير نتنياهو سيتعلق به. اهلا وسهلا الى ائتلاف الجحيم “.
ظاهرا ومع حلول الانتخابات، وفقا لتضخم فقاعة العفن البيبية، كان يفترض بحزب الليكود ان يتفجر منذ زمن بعيد. كل كذبة فظة، كل خطاب هاذٍ، كل معطى حقيقي عن معالجة أزمة الكورونا، الاقتصاد، سياسة الخارجية والامن – كان يفترض أن يمس بفرصه لان يكون الحزب الاكبر. غير ان الثلاثين زائد – ناقص مقعدا التي يفترض أن تتقلص تبقى مستقرة وكأنها قدر، مثل اعداد حوادث الطرق.
ان الجولة الاخيرة لنتنياهو والليكود كانت الارتباط بالكهانيين وكان يفترض بها أن تفجر أخيرا الفقاعة او على الاقل ان تؤشر الى اندفاع نحو جدعون ساعر او الى شاس او الى مطار بن غوريون (للفرار من البلاد). ولا شيء. حتى بعد التوافق المتوقع بين نتنياهو وبن غبير لم يظهر ملموسا اي اهتزاز حقيقي في عدد المقاعد. فما هو سبب ذلك؟
لقد سبق أن رأينا ممثليهم بعارهم حين وقفوا خلف نتنياهو قبل دخوله الى المداولات الاولى في محاكمته. كلهم بقوا على قيد الحياة (سياسيا) في الغداة بل ورفع مستواهم (انظروا اوسنات مارك). وهكذا سينشأ هنا، اذا ما وعندما، ائتلاف الاخرة. هناك يجلس عنصري مع مصاب برهاب الانسان، ومتهم بالجنائي يردع مع مجرم مدان. في “103 اف ام”، اجري استطلاع فحص ضمن امور اخرى امكانية أن يكون بن غبير، بعد أن انضم الى حزب سموتريتش جزءاً من الائتلاف، وربما ايضا جزءاً من الحكومة. وحسب الاستطلاع، بين مصوتين اليمين يؤيد المزيد ان يعين بن غبير وزيرا اكثر ممن يعارضون ذلك. 37 في المئة اجابوا نعم، مقابل 31 في المئة عارضوا، وعندما نعزل مصوتي الليكود – فان 38 في المئة يؤيدون بن غبير كوزير و 25 في المئة يعارضون. من عموم المستطلعين: 46 في المئة منهم يعارضون دخوله الى الحكومة مقابل 25 في المئة يؤيدون تعيينه.
ان تعيين حصان القيصر كاليغولا شيخا أكثر انسانية وجدارة في نظري من تعيين بن غبير كوزير. ويتنبأ مراسلو الشؤون الحزبية بانه “مقابل الوحدة بين سموتريتش، رئيس الصهيونية الدينية (الاتحاد الوطني سابقا)، مع بن غبير، رئيس حزب قوة يهودية– ضمن نتنياهو مقعدا لمندوب عنهم في مكان حقيقي في قائمة الليكود ووعدهم بمندوب في لجنة انتخاب القضاة. في المكان السادس في القائمة سجل ايضا مندوب لحزب نوعم، الذي يعمل ضمن امور اخرى على حرمان طائفة المثليين من الحقوق”. أحقا؟ بن غبير سيكون وزيرا؟ جواب نتنياهو وشركاه: ما الدعوة؟ بن غبير لن يكون وزيرا.
الواقع يقول 1. اذا كان المصير الشخصي لنتنياهو سيتعلق ببن غبير، فانه سيكون وزيرا بكل تأكيد. 2. حسب التقديرات، من غير المستبعد ان يطلب بن غبير ان يكون رئيس لجنة الدستور، القانون والقضاء. ومن هنا يمكنه ان يدفع الى الامام بقوانين الشريعة اليهودية في اسرائيل ذاتها وقوانين السير من اسرائيل الى خارجها. او كما قال في وسائل الاعلام: “سأعمل على خطة لتشجيع الهجرة لاعدائنا”. هذا هو. كهانا لم يكن فقط محقا، كهانا أيضا يُرحل. هذه هي النتيجة المباشرة لعملية تخفيف العنصر الانساني في الدين اليهودي في صالح العنصر الديني المسيحاني الذي يخصي الفريضة تجاه الساكن والاخر في صالح انسانية انتقائية للدين اليهودي الجديد. اهلا وسهلا الى الائتلاف من الجحيم.
