ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  ران أدليست – ليست هذه هي الطريقة

معاريف – بقلم  ران أدليست – 27/10/2021

” كل محاولة لعرض المنظمات الفلسطينية كمنظمات ارهابية ومنع نشاطها كمناورة اخرى في التنكيل بجمهور عديم الوسيلة وهي تمس بقدرة اسرائيل على أن تعالج – دبلوماسيا واعلاميا – الارهاب الحقيقي “.

ما الذي فكر به بالضبط بينه وبين نفسه بيني غانتس عندما صادق على الاعلان عن ست منظمات حقوق انسان كمنظمات ارهابية؟ هو لم يفكر. عمل تلقائيا. رئيس الشباك اوصى، وغانتس استجاب. بعد نشر الامر، في رد فعلي غريزي فوري قلت في البرنامج الاذاعي لشارون غال انه الى أن افهم تسلسل البراهين لاغلاق المنظمات فهذه من ناحيتي مناورة سياسية وليست امنية. وقلت ايضا اني افترض ان امرا لن يغير من ناحية سلوك المنظمات ومؤيديها في العالم ومن ستكون عرضة للنقد هي دولة اسرائيل. في البرنامج (نضحك اساسا) لم يكن ممكنا التوسع وبالتالي فهنا المكان للايضاح بان اعلان غانتس قانوني تماما. الى جانب وزير الدفاع تعمل “لجنة استشارية” (ليست كلها متشكلة من رجال امن)، وحسب قانون منع الارهاب يمكن الاعلان عن منظمة حقوق انسان كمنظمة ارهابية “حين يثبت انها تساعد على مدى زمن منظمة ارهابية، ترتبط بها او تعمل من قبلها، حتى عندما تكون هذه المنظمة تقوم باعمال انسانية مدنية”. 

ليس لي أي فكرة عما يحصل حقا في هذه المنظمات. لدي فكرة كيف تأخذ صورتها كل محاولة لعرضها كمنظمات ارهابية ومنع نشاطها كمناورة اخرى في التنكيل بجمهور عديم الوسيلة وهي تمس بقدرة اسرائيل على أن تعالج – دبلوماسيا واعلاميا – الارهاب الحقيقي. فالناس والدول يقولون: اذا كانت منظمات حقوق انسان هي الارهاب الذي تقاتلون ضده، فلعله يمكن التساؤل  فيما اذا كان ايضا  باقي “الارهاب” في غزة، في الضفة وفي لبنان الذي تقاتلون ضده هو نوع من التلاعب. ناهيك عن أنه بين الدافعين الى الاعلان عن منظمات الحقوق كارهابيين كانت محافل مدنية جاءت مباشرة من الصهيونية الدينية – القومية (NGOمونيتر).

في هذه الاثناء ارسل الى الولايات المتحدة رجل الشباك مع الاثباتات التي امتنع غانتس اطلاع وزراء حكومته عليها. واضح انه غداة لقاء مندوب الشباك ستنقل المواد الى الفلسطينيين، وهم على ما يبدو سينقلونها الى نيتسان هوروفيتس وميراف ميخائيلي عبر وسائل الاعلام. اغلب الظن، سيكون الرد الأمريكي هو أيضا في  المستوى الإعلاني: فتح القنصلية في القدس (في واشنطن أيضا ينتظرون إقرار الميزانية في إسرائيل واساسا عودة ايران الى مباحثات الاتفاق النووي). ما لن يمنع المعارضة من أن تدعي بان كل إنجازات ترامب ونتنياهو ضاعت هباء وخير أن هكذا.

في هذه الاثناء لم تنشر بعد تفاصيل تسمح للإنسان العادي ان يقرر  اين يختبيء الإرهاب في تلك المنظمات. هل القرار ينبع من غباء  ذي نزعة قوة او من خوف غير عقلاني اصلهفي رسم شياطين على الحائط. ان المنطق من خلف الصاق شارة الإرهاب هو في اغب الظن الضرر الدولي الذي تلحقه تلك المنظمات بسياسة حكومة إسرائيل. هذا الضرر اكبر من انتفاضة إجرامية، والتي بالمناسبة تخدم مباشرة سياسة الحكومة. هذه المنظمات تعمل في المجال الدولي وهي تشرح عملها وطلبها للمساعدة من خلال ضخ مواد قاسية تعنى بواقع الاحتلال. لهذه المواد توجد قوة عاطفية وهي تستغلها الـ BDS والدول التي تريد حل الدولتين. والان لا يتبقى الا أن نكتشف ماذا تريد حكومة إسرائيل.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى