ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  ران أدليست – ليست ذكرى جيدة ..!!

معاريف – بقلم  ران أدليست – 13/10/2021

” محقون اولئك الذين يدعون بان لا مجال لدولتين للشعبين ولا سيما بين النهر والبحر، باستثناء الا يدخلوا الى هذه الدوامة المملكة الهاشمية “.

بدأ هذا بالذات فائقا: “لا شك ان الاحتلال معيب ومخجل. هو حقا نوع من السرطان الذي اذا لم يعالج، سيؤدي الى الفوضى وحرب الكل ضد الكل. كان يمكن لاسرائيل أن تكون دولة رائعة لولا وقوعها في الفخ الذي اعدته لنفسها بيديها”، هكذا كتب بري كانوري مؤخرا في صحيفة “هآرتس”. التممة كانت اشكالية بعض الشيء: “حان الوقت لان نوضح لاولئك الاشخاص الذين يسيرون في اروقة الامس ويكررون كالصلاة شعار “دولتين للشعبين بين نهر الاردن والبحر المتوسط – واحدة للفلسطينيين واخرى لليهود” – بان لا يمكن الحديث عن مثل هاتين الدولتين”. مشكلة كانوري كان الاستنتاج: “صحيح للعام 2021 توجد هنا ثلاث دول للشعبين. اثنتان منهما رسميتان – اسرائيل والاردن – والثالثة غير رسمية، ذات مظاهر ابرتهايد. اسمها “يهودا”،  وهي تضم في داخلها دولة مرعية فلسطينية تسمى “سلطة”. صحيح ان قطاع غزة تسيطر عليه حماس، ولكن معقول الافتراض بان تسوية سياسية مستقبلية ستنطبق عليه ايضا. برأيي، دون ضم الاردن الى المعادلة إذ ان فكرة اقامة دولة فلسطينية مستقلة صغيرة هي فكرة مغلوطة وعديمة الاحتمال.  

هذا النص بحاجة الى الايضاح. بداية كانوري محق. لا احتمالا لدولتين للشعبين، اساسا بين النهر والبحر. فقد اوضح   لعدد لا يحصى من المرات بان الاختلاط والاحتكاك الاصيلين وسور الحدود المصطنع لن يسمحا بوجود دولتين لان وجود الدولة في الصيغة المقبولة يقوم على اساس حدود متفق عليها وبخاصة في وضعنا عليها ان تكون غير قابلة للمرور الا باقتحام عنيف. وفكرة ادخال الاردن الى هذه الدوامة غريبة. ناهيك عن ان هذه كانت الفكرة السائدة لحل المشكلة الفلسطينية في عهد اريك شارون كوزير للدفاع والذي جر بيغن الى حرب لبنان الاولى، وكرئيس وزراء حين خطط لابقاء الضفة بعد فك الارتباط عن غزة. حرب لبنان كانت المحفز الذي كان يفترض ان ينقل ملايين الفلسطينيين من مخيمات اللاجئين في لبنان الى الاردن واسقاط الملك حسين. وكانت النية لجعل الاردن الدولة الفلسطينية في ظل تنازلات هامة في الضفة الغربية. يدور الحديث عن خطة هاذية ومجنونة. 

في الاردن يوجد اليوم اكثر من مليوني فلسطيني من اصل عدد من السكان بنحو ستة ملايين اردنيين ليسوا فلسطينيين وملايين اللاجئين ولا سيما عراقيون، لبنانيون وسوريون. الاردن هو دولة مرعية امريكية، وبنى شارون نموذجا غريبا مثل الجنرال الكساندر هيك الذي كان في تلك الايام وزيرا للخارجية (وكأن به صادق له غمزا على الحرب في لبنان). ناهيك عن انه من ناحية اسرائيلية، توجد اهمية للاردن كدولة تفصل بيننا وبين الجناح الشيعي في العراق. اذا سقطت السلالة الملكية، ستكون الى جانبنا دولة مع نحو مليون فلسطيني واذهب لتعرف الى أين يؤدي هذا. هكذا بحيث أن الفكرة الاردنية من الافضل القاءها في المكان المناسب. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى