ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  ران أدليست – كل كلمة

معاريف – بقلم  ران أدليست – 10/11/2021

” على خلفية الصور المثيرة للحفيظة لتنكيلات فتيان التلال بالفلسطينيين، خرجت لفحص ما يوجد للمستوطنين ان يقولوه عن الظاهرة. فوجدت اجوبة مشوقة “.

في الآونة الاخيرة تراكضت على الشاشات صور مثيرة للحفيظة لفتيان التلال ينكلون بالفلسطينيين.  كما كان هذا مكتوبا في الصحف ايضا، ولكن لا يوجد ما يضاهي ما تراه العين مباشرة. فكرت بانها فكرة مثيرة للاهتمام الدخول في  تجربة المستوطنين “الشرعيين” في محاولة لفهم ما يحسون به من أعالي سنواتهم وبيوتهم فيما ينظرون الى أنسالهم.

يتبين انه منذ زمن طويل تنحى قدامى المستوطنين جانبا بعد أن تنعموا بالمناصب وتركوا الامور لغيرهم. مشوق أن يعرف المرء ما هي المعاذير التي سينتزعونها من اعمال النكران. وهنا جاءت لمساعدتي اوفيردايان التي يذكر انها قالت في الماضي: “في العالم الطبيعي كان يمكن لترامب، نتنياهو وزعماء الخليج ان يتلقوا جائزة نوبل. ولكن هذا ليس هو العالم الذي نعيش فيه”. في احد مقالاتها الذي نشر في “واي نت” كتبت مؤخرا تقول: “المستوطنون هم سكان اخلاقون ومتفانون يستوطنون البلاد انطلاقا من احساس حقيقي بالرسالة. نسب عالية منهم يخدمون في خدمة هامة في الجيش وفي الخدمة الوطنية. بل انهم ضمن اعلى نسبة من المتبرعين بالاعضاء في دولة اسرائيل. الضابطات والقادة الذين يتبرعون ويتطوعون هم الوجه الحقيقي للمستوطنات، وليس تلك الحفنة من الفتيان الذين يخلقون عناوين رئيسة”. من جهة اخرى تساءلت عن “الصمت النسبي لرؤساء الاستيطان وممثليهم في السياسة في ضوء السلوك الازعر والسائب واعتبرته صمتا معيبا. الصمت هو عيب حتى عندما يكون من ينتمون الينا يعيبون القيم التي باسمها نستوطن في كل اجزاء الوطن. فالاغلبية الساحقة من اليهود الذين يعيشون في السامرة وفي يهودا – علمانيين، حريديمومتدينين – ينفرون من هذا السلوك وصوتهم يجب ان يسمع”. والاستنتاج حسب دايان: “علينا أن نلفظ من داخلنا خارقي القانون اياهم إذ أنهم يفسدون النسيج الانساني الخاص الذي نشأ في المنطقة”. 

ان الرد السليم على شغب المستوطنين هو رد ميخائيل منكين، تلميذ مدرسة دينية في ماضيه ونشيط حقوق انسان في حاضره، في كتابه “البدء”: “لسنا محتلين لاننا ملزمون بان نحتل. نحن محتلون  لاننا لا يمكننا ان نحتل. الاحتلال ليس منعا لعمل محدد ضدنا، بل ظاهرة عنيفة ترافق حياتنا وظاهرا تحيينا. لكن منع الحرية عن الناس خوفا من أن يستخدموها ضدنا هو تشويه اخلاقي بعيد عن تقاليدنا. استعباد دائم بسبب الخوف من الاعتداء لا يصمد امام اي مقياس اخلاقي او تقليدي، يرى في الدفاع عن النفس عملا شرعيا فقط  ضد عمل حقيقي… ان نتيجة هذه الخطيئة الاخلاقية، اضافة الى المعاناة الجمة التي نلحقها بملايين الناس الاخرين هي خلق تناقص داخلي في اللغة الاخلاقية – الدينية. حريتنا تنطوي على استعباد الاخرين… من واجب الانسان المتدين هو أولا وقبل كل شيء ان يستوعب بان استعباد الفلسطينيين لا ينبع من الضرورة بل من القدرة على حرمان الحرية لاغراض الامن ومن الرغبة في الاستمتاع بمناعم السيطرة، سواء العقارية ام الرمزية – القومية القطاعية”. كل كلمة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى