ترجمات عبرية

معاريف– بقلم ران أدليست – الاعتذار المنسي

معاريف– بقلم  ران أدليست – 30/9/2020

” اذا لم تفهموا فالاحتجاج هو ضد الوضع، والاحتلال هو جزء من الوضع. ولكن لا  يزال ليس متأخرا الاعتذار من الفلسطينيين “.

اليوم الاربعاء. انتهى موعد اعتذارات يوم الغفران، ولكن لا يزال من غيرالمتأخر طلب الاعتذار من الفلسطينيين. كبني بشر وكشعب. فالحساب الدموي الجدير بالاعتذار من جانبنا (فليجري الفلسطينيون حسابهم الدموي، اما يوم الغفران فمخصص لحساب اليهود الذاتي) هو كما يلي:  وفقا لحساب  “بتسيلم”، منذ كانون الثاني 2009 وحتى 31/آب/2020 قتل 3.532 فلسطيني بنار الجيش الاسرائيلي وقوات الامن (بما في ذلك في قطاع غزة وفي حملة الجرف الصامد). سياسة حكومات اليمين هي أنه من جانب الفلسطينيين يوجد تهديد وجودي، ولهذا فان علينا أن نقضي عليه وهو لا يزال صغيرا (عدد القتلى، لفخار دولة اسرائيل، يتضمن 694  قاصر  و 324 امرأة  ولا يتضمن 28 فلسطينيا قتلوا على ايدي مواطنين اسرائيليين).

والان عودوا الى الوراء واعرضوا بالعدد العام قتلى مملكة داود: 3.532 فلسطيني. كم منهم قنابل  متكتكة ومخربون خرجوا للقيام بالعمليات لاعتبارات سياسية تهدد وجود دولة اسرائيل؟  كم منهم  راكموا الغضب العام و/ أو الثكل الشخصي وخرجوا للانتقام؟ ولا يزال لم نتحدث عن الملايين الذين يعيشون في واقع من النظام العسكري العنيف، الذي يبعث  مقاومة شرعية ويثير احساسا انسانيا اساسيا بالهوية وبحرية التعبير والحركة.

دعكم للحظة من عدد التصفيات، المركزة اكثر أو اقل، في صالح القصص الصغيرة للحياة اليومية التي تبني واقعا الى جانب الجثث. فيلم قصير نشر في موقع “بتسيلم” يظهر كيف أنه قبل نحو شهر، في ليل 11  ايلول، اقترب بضعة فتيان من  كريات اربع (هكذا قدموا في الموقع) من بيت فلسطينية واطفالها، بجوار حيهم. رشقوا الحجارة واداروا حوارا تضمن شتائم وتعابير قاسية اطلقت نحو سكان  البيت، بما فيها من “خنزير”. في البيت ساد في هذا الوقت الصمت. مستوطن آخر يشتم محمد بفظاظة. آخر يهتف: “اسقط يا شرموطة”. مستوطن ينطلق الى الامام، يدير ظهره الى البيت ويكشف مؤخرته: “اذا كان لديك كلمة فقولي”، وهذا يستمر ويتدهور.  البيت لا يرد.  يتواصل رشق الحجارة.  

ظاهرا، لا صلة بين التنكيل على اساس يومي وبين سياسة الحكومة. عمليا يدور الحديث عن أواني مستطرقة،  هدفها طرد الفلسطينيين في صالح المستوطنين  في  كل ارجاء الضفة الغربية. ظاهرا، في البعد الواسع لنشاط جهاز المخابرات والجيش الاسرائيلي، يدور الحديث عن حرب ضد الارهاب.  اما عمليا، فيدور الحديث  عن سياسة ضغط من حكومة تستغل قوات الامن وترفض التوجه الى المفاوضات على تسوية سلمية او ترتيب عسكري – كل وضع يستوجب الهدوء. يسمى هذا احتلال، او اغتسال –  اذا كنتم  تصرونعلى أن الرب  اعطانا البلاد، وهو سيغفر لنا كل خطايانا في كل يوم غفران كل سنة.

لمن لديه معدة حديدية، ضمير مبطن وسأم اعياد تشري، نوصيه بالدخول الى موقع “بتسيلم”أو الانضمام الى مسيرة الاحتجاج الكبرى. هذا ليس احتجاجا ضد نتنياهو فقط. اذا لم تفهموا فالاحتجاج هو ضد الوضع، والاحتلال  هو جزء من الوضع.  لن تروا هناك كتلة من الكيبات المنسوجة، وبالتأكيد ليس عباءات الدين. فلهؤلاء  يوجد رب خاص بهم، وسبله الخفية لتحقيق طلبهم.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى