ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  د. حاييم مسغاف – واقعية واعية …! 

معاريف– بقلم   د. حاييم مسغاف  – 5/9/2021

” العرب لم يسلموا ابدا بالاستيطان اليهودي في هذه البلاد. وبالتالي فان المواجهة  وما فيها من ضحايا ستستمر على مدى الزمن. اما اوهام السلام فيجب أن تخلي مكانها بهذه الواقعية الواعية “.

روعي روتنبرغ، عضو كيبوتس ناحل عوز، كان ابن 21 عندما اجتاز العرب الحدود وقتلوه في العام 1956. موشيه دايان، الذي كان في حينه رئيس الاركان القى كلمة على قبره، وكلمة التأبين هذه بعد ثماني سنوات فقط من قيام دولة اسرائيل، من المهم ان نحفظها اليوم عن ظهر قلب بقوة اكبر.

أقول ذلك بالطبع في ضوء موت الجندي، رجل حرس الحدود، برئيل حدارية شموئيلي. سنوات طويلة تفصل بين الحدثين، ولكن الواقع هو الواقع ذاته. العرب لم يسلموا ابدا بالاستيطان اليهودي في بلاد اسرائيل. قاتلوه منذ بدايته، ومن ناحيتهم لن ينتهي الصراع ابدا.

لقد فهم دايان هذا منذ ذلك الحين. واعطى تحذيرا عن فكره هذا في الكلمات التالية: “مجموعة الفتيان هذه التي تقيم في ناحل عوز تحمل على كتفيها بوابات غزة الثقيلة”، كانت الاقوال واضحة: حرب دائمة  تنتظر الدولة اليهودية، وسيكون ضحايا في هذه الحرب. ليس بذنب الشهداء بل لان “بوابات غزة اثقل من  كتفيه (كتفي روعي روتنبرغ) وتغلبت عليه”. 

من المهم ان نتذكر هذه الاقوال كل الوقت. العرب لا يكافحون في سبيل تحسين شروط حياتهم. هم يريدون القضاء على الاستيطان اليهودي بصفته هذه. ليس فقط في يهودا والسامرة، بل وفي اللد، في الرملة وكذا في بئر السبع وفي عكا وفي صفد. 

يشتعل النزاع طويل السنين بين الحين والاخر في اماكن مختلفة ولا يوجد ما يمكن أن ينهيه. فهو لم يبدأ في 1967 ولا في 1948. يهود قتلوا على ايدي عرب قبل سنوات طويلة من الاعلان عن قيام الدولة اليهودية. 

اليهود، بخلاف العرب، سعوا المرة تلو الاخرى بان يتساوموا مع الحركة الوطنية العربية. كانوا مستعدين لان يقيموا وطنهم القومي فقط على قسم من بلاد اسرائيل الغربية، عن نصفها الشرقي، الذي كان ضم في البداية في صك الانتداب البريطاني، اضطروا لان يتنازلوا منذ بداية الطريق. 

ولكن كل المحاولات للمساومة التاريخية فشلت منذ بدايتها. وقد رفض العرب كل مساومة فرضت عليهم. بل ان قادتهم سعوا الى التقرب من المانيا النازية في اثناء الحرب العالمية الثانية. والملك عبدالله الاول حاول، في حينه، السير في اتجاه آخر، وعندها قتل.

بعد حرب الايام الستة ارتفعت مرة اخرى قوة اولئك الذين يعتقدون باننا فقط اذا ما اعدنا للعرب ما احتل في اثناء هذه الحرب، فان كل شيء سيستقر في مكانه بسلام. هذه الاوهام يجب أن تزال عن الطاولة مرة واحدة والى الابد. وحتى ابعد الامتيازات الاقتصادية شوطا لن تحرك العرب عن مواقفهم الاساسية. 

حق العودة الذي يتحدث عنه العرب لا يقصد نابلس أو اريحا أو رام الله. هو  يقصد، لعلم سكان تل ابيب، القرى الكثيرة التي تقام  عليها المدينة ايضا. احداها مثلا، هي قرية صميل التي عثر على بقاياها حتى وقت اخير مضى في المكان الذي يلتقي فيه اليوم شارعا ارلوزوروف وابن غفيرول. والان تقام هناك ابراج فاخرة. 

لا ادري الى اين ستقودنا المواجهة التالية مع العرب. فهي ستبدأ على ما يبدو على مسافة غير بعيدة عن المكان الذي قتل فيه روعي روتنبرغ ولكن امتدادها لا بد سيتدحرج ايضا الى اماكن اخرى في حدود الخط الاخضر. ومن المهم ان نعرف ان نستعد. اوهام السلام يجب أن تخلي مكانها لواقعية واعية. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى